أخر الأخبار
حبل الكذب قصير
حبل الكذب قصير

قرار القضاء الفرنسي ببراءة النائب محمد دحلان لم تكن مفاجأة بل جاءت في سياقها الطبيعي والمعروف مسبقا، كون الاتهامات الملفقة و المزاعم المكذوبة التي ألصقت به خلال المرحلة الماضية لا أساس لها من الصحة، فقد بنيت على الكيدية والضغينة والحقد الأسود، وتساقطت مع مرور الوقت وانكشاف الحقائق الجلية، لذلك فإن القضاء الفرنسي أو أي قضاء محترم سوف يصل إلى هذه النتيجة المنطقية، غير أن هناك جيش من المخدوعين أو المضللين أو الحاقدين ساءهم هذا القرار القضائي، بل إن بعضهم أصيب بلوثة عقلية أخرجته من دائرة الإحساس بمفاهيم العدالة الناجزة، وأصيب بعمى البصر و البصيرة، ليس هذا المهم لكن من حق النائب دحلان أن يعتز بهذا الانتصار القانوني على حقد الحاقدين و صغار النفوس من الدساسين و النمامين الذين لا يستوى لهم مقام إلا في أماكن الخسة والنذالة، أضف إلى ذلك فإن هذه الشهادة بالبراءة لن تغلق الأفواه النابحة ليل نهار من أعداء الحقيقة ومزوري التاريخ القديم و القريب , فهم على رأي المثل "كاد المريب أن يقول خذوني".

هنا حري بنا القول هل يدرك صناع الأكاذيب والفبركات أن سهمهم طاش بل وارتد إلى نحورهم، و أكثر من ذلك أن قرار القضاء الفرنسي سوف يقربهم من نهايات محتومة يخشونها منذ زمن، ولا بد من القول أن الكاتب الفرنسي الذي سعى وراء المال و الشهرة و تم استخدامه أسوأ استخدام من قبل عصابة المقاطعة عبر تزويده بجملة من الملفات المزورة والفبركات التافهة وتقديمها له باعتبارها مفتاح الدنيا والآخرة، كانوا يرمون من وراء ذلك إلى تثبيت وتشريع موقفهم الغبي الذي لا يلامس أطراف الوطنية الفلسطينية من قريب أو بعيد، بل يمثل طعنة نجلاء للحقيقة التي يبحث عنها كل فلسطيني غيور وعربي حر ومناضل شريف وهي كشف النقاب عن اغتيال الزعيم الخالد أبو عمار.

إن النائب دحلان مدعو إلى تعزيز هذا الانتصار القضائي و البناء عليه بالدفع نحو السعي الجاد لكشف القتلة الحقيقيين الذين شاركوا في اغتيال الزعيم الخالد أبو عمار ماديا و معنويا لحساب العدو الإسرائيلي، وقطعا لديه ما يقوله في هذا الملف الخطير وغيره من الملفات الشائكة الأخرى التي حرص على عدم التطرق إليها، ولا يجب النظر للقرار القضائي الفرنسي بأنه شأن شخصي وفقط مجرد براءة للنائب دحلان، فهو يعيد قضية اغتيال الزعيم الخالد إلى الواجهة من جديد، ونحن نرى تداعيات غيابه وتغييبه عن المشهد الفلسطيني وما آلت إليه القضية الوطنية من منزلقات خطيرة ومصيرية على يد من لفقوا الاتهامات والادعاءات للكاتب الفرنسي ولم يستطيعوا إثبات شيء منها أمام القضاء.

يا هؤلاء لا يعميكم حقدكم ويوهمكم بالاختفاء وراء ظل أصابعكم، الحقيقة سوف تطارد الجميع حتى تفرض نفسها... محاولة تسويد صحائف الأخرين زورا وبهتانا لن يبيض صحائفكم السوداء بأفعالكم ومواقفكم، وسيظل حبل الكذب قصير.