أخر الأخبار
غزة بين رصاصة رام الله و سكين وكالة الغوث
غزة بين رصاصة رام الله و سكين وكالة الغوث

ان التاريخ المعاصر و منذ ما يسمى ببدايات اكتشاف الحديد و استخدام النار و البارود جعل من هذه الاكتشافات تكتلات اشبه بعصابات تتحكم بمصير العالم فاصبح العالم ما بين مالك للمعدن و من يكتوي بذات المعدن دون ان يكون اي مكانة لأي فرد قد يتوسط تلك الطبقتين و هو ما تم الاطلاق عليه بمصطلح الطبقة الوسطى فيما بعد .

فاستمرت هذه الحالة الا ان جلبت للعالم بأسره الحروب و احتلال المناطق و الاقاليم من قبل الدول الكبرى في العالم و كان الاحتلال الاسرائيلي هو الاكثر غرابة من اي احتلال في باقي بقاع الارض حيث تميز بالتوطين اكثر من ما كان يميز اي استعمار آخر و الذي يتميز بسرقة خيرات المناطق لصالح بلادها او استخدام اهل المناطق المحتلة كعمال و عبيد لهم دون مراعاة ادنى مبادئ الانسانية من ارتكاب جرائم بحق اهل الوطن ، و ذلك على خلاف نية اسرائيل و هي قيام دولة يهودية لليهود من كافة بقاع العالم ، و هنا كانت الأجواء مهيأة لجعل احلامهم حقيقة و دخولهم ارض فلسطين و اخراج من فيها حيث ان انهيار الدولة العثمانية و ضعف و تفكك و ضعف المناطق العربية من جميع النواحي سيما الناحية العسكرية بعتادها و عدتها و اعادة استعمار بعض المناطق العربية و وعد بلفور باقامة دولة اسرائيلية على الاراضي العربية الفلسطينية كانت بعض من الاسباب التي ادت الى تغلغل الشعب اليهودي و تدافقهم الى فلسطين ، حتى ان بدأت بعض موجات المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي و التي استمرت الى يومنا هذا مرورا بقرار الامم المتحدة و الخاص بحق العودة .
و هنا و بعد استمرار معاناة الشعب الفلسطيني بعد ان هجر من دياره من الاراضي التي احتلت عام 1948 لم يتخلى يوما عن مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل و منها السلمية .
و لكن ما ينغص على الشعوب حياتها هو ان يصطدم هذا الشعب بالتخاذل من قياداته و اصدار القرارات الغير مبررة بحق ابناء شعبه تجد ان دول العالم الكبرى و المنظمات العالمية تتقاعس و تنتهج نفس النهج حتى لو كان المفروض عليها حماية هذا الشعب .
فلولا ان قامت سلطة المقاطعة بقيادة محمود عباس بفرض الخناق على سكان قطاع غزة و موظفيها من فصل غير مبرر لاعضاء في البرلمان و محاربتهم و مصادرة لجواز سفرهم و قطع الرواتب ضاربة بعرض الحائط كافة النصوص القانونية التي كفلت للمواطن الحق في العيش بكرامة و حق السفر ، لما تمادت وكالة الغوث في انتهاج نفس الطريقة التي تتعامل بها سلطة المقاطعة و دلالة هذا الامر في طرح التساؤل انه ما سبب الفصل لموظفين وكالة الغوث و تقليص الخدمات بغزة دون ان يتم اتخاذ نفس الاجراءات بالضفة الغربية و لبنان و الاردن و سوريا و غيرها من الاقاليم التي هجر اليها الشعب الفلسطيني ؟ 
و بالتالي فان التعسف في تقليص الخدمات من قبل وكالة الغوث ما هي الا سكينة قد غرستها في عنق اهل غزة و ذلك بعد نجاح رصاصة رام الله التي اصابت الشعب و النواب و الموظفين و عامة سكان القطاع .