مندوبي أربعين دولة ومؤسسة عالمية، يعلنون أن الهدف الأساسي لمؤتمر جنيف 2 ينحصر في إنشاء هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات حقيقية، تشمل السيطرة على الجيش، والأمن، والمخابرات، تؤسس لحكومة تمثل كافة أطياف الشعب السوري، تعيد النظر في الدستور، تجري انتخابات حرة نزيهة بإشراف دولي.
خطاب النظام السوري، يرفع شعار مكافحة الإرهاب، الذي استقطبه وتحالف معه، اولئك القادمون من حزب الله وإيران، وبقايا القاعدة، عملاء أجهزتهم الأمنية منذ عام 2003م، هؤلاء خريجو مدارس سجن أبو غريب وسجن المزة، الشعب السوري يواجه أكبر كارثة إنسانية عالمية في العصر الحديث، والنظام يصر على استخدام مزيد من صواريخ «سكود»، والبراميل المتفجرة، والأسلحة الكيماوية، من يسمح ويساهم قتل الألوف من المواطنين، وتهجير الملايين، وتدمير الحجر، وحرق الشجر، وإذلال البشر، لا شك أنه فقد كل أشكال الشرعية الدينية، والأخلاقية، والإنسانية، والقانونية، والدستورية، الإصرار على بقاء الأيدي الملطخة بالدماء، الملوثة بالتعذيب، المتعفنة بالجراح، المغموسة بالبشاعة، هو يشكل جريمة حرب وانتهاك للقانون الدولي الإنساني.
عندما كتب أطفال درعا عبارات التغيير المنشود، جاءهم الرد سريعاً (أن هناك رؤوساً قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها، اضربوهم ضرب السَّلَمة، واجلدوهم جلد غرائب الإبل، فالكراسي هناك مقدسية، لا تغمز غمز التين، ولا يقعقع لها بالشنان)، فالحجّاج ابن يوسف الثقفي له تلاميذ وأتباع ومعجبين، وقدسية الحاكم في الأنظمة الشمولية تُحرّم الكرامة والحرية على الشعوب، فالشعب واجبه الأول والأخير هو التغني بأمجاد الملهمين والعظماء والعباقرة والقياصرة، فالحقوق في نظرهم لا تعدو إلا أن تكون صدقة من المسؤول، ومنّة من الحاكم، أو زكاة يتصدق بها، أو هدية يتبرع فيها، لا شك أن الأنظمة الديكتاتورية لا قيمة للإنسان لديها، ولا وزن للدستور في عُرفها، ولا احترام للقانون في قيمها، ولا وجود لحقوق الإنسان فوق أرضها، ولا اعتراف بالعقائد السماوية تحت رايتها، كلّ ذلك يختفي بإشارة من اصبع أبو جهل، هذا الانحدار في الربيع السوري يؤسس على تلك القواعد المائعة، ويرتكز على هذه المبادئ اللزجة، من الطبيعي أن تتدحرج كرة الثلج للثورة لكي تصبح الأرض السورية مقبرة كبرى للشعب، ومستنقعاً أسناً للإرهاب، وملاذاً آمناً للمتطرفين، وتربة خصبة للطائفية، وباباً واسعاً للتسلل، وبيئة حاضنة للقتلة وأجواءً ملوثة بالجثث، وميدان مشاعٍ للذبح، السؤال الأهم: هل سينجح مؤتمر جنيف 2 في إطفاء نار جهنم 1 السورية؟