أخر الأخبار
الحب بعد الخمسين يعيد الحيوية ويطيل العُمر
الحب بعد الخمسين يعيد الحيوية ويطيل العُمر

عمان - الكاشف نيوز

تؤكد الأبحاث الحديثة أن الزواج عن حب يعمق أواصر الصلة بين الحبيبين، ويُعد الأقدر على نشأة الأبناء تنشئة سوية وسليمة، حيث تعتبر المشاعر الجياشة بين الطرفين الشريان الذي يمد الحياة بينهما بالمزيد من الحيوية الدائمة، والتي تدفعهما إلى الاهتمام بالجوهر والمظهر، خاصة في المراحل المتقدمة من العمر، والتي معها قد تفتر المشاعر العاطفية عما كانت عليه.

وأثبتت هذه الدراسات أن الإنسان يكون بحاجة إلى الحب في سن الخمسين أكثر من أي فترة سابقة، حيث أن هذا الارتباط وما يمده من مشاعر جياشة يؤثران في فسيولوجيا الإنسان وجهازه العصبي، ما يجعله أقل عرضة للإصابة بأمراض الشيخوخة في هذه الفترة.

وأفاد الدكتور صلاح سليم -أستاذ جامعي- بأنه ظل يحب حياة الحرية طوال فترة دراسته الطويلة في الغرب، وحتى بعد حصوله على الدكتوراه لم يفكر في الاقتران، لكنه إزاء إصرار والدته على أن يتزوج، وبعدما التقى بالمرأة التي أحبها فعلاً، تقدم للزواج بها رغم أنها تصغره كثيرا، لكن ذلك لم يؤثر في حسن العلاقة وجمالها ويشعر  وأن حياته أصبحت أكثر استقرارًا، لذلك هو يصدق المقولة التي يرويها علماء النفس والتي مفادها أن الحب والسعادة في البيت يطيلان العمر، بالمعني النفسي بالطبع.

وعلى صعيد آخر يؤكد الدكتور جمال رزق استشاري علم النفس على أهمية الحب في عمر الخمسين قائلا “في هذا العمر المتأخر نسبيا، يعطي الحب دفعة قوية للرجل أو المرأة اللذين تزوجا عن حب، فيهتم كل منهما بصحته وشكله وبالمتعة نفسها من أجل إسعاد الآخر، خاصة إذا لم تكن هناك أولويات حياتية كآخرين في مرحلة الشباب، مما يجعل حاجتهما إلى الحب أقوى وإشباعها في هذه السن ضروريا لهما”.

وأضاف موضحا “أعتقد أن الرجل أو المرأة إذا افتقدا الإحساس بالحب الحقيقي يغرق كل منهما في اليأس والإحساس بعدم جدوى الحياة، وقد يصاب بأمراض الشيخوخة مبكرا، وفي الغالب لا يستمتع بالحياة، ولكن إذا وجد الرجل من يمنحه الحب والحنان تتبدل حياته ويقبل على الحياة بحماس، وكذلك تكون المرأة؛ فالحب يعيد الرجل أو المرأة إلى الحياة الجميلة”.

وفيما إذا كان الحب هو أساس العلاقات الزوجية الناجحة وذا تأثير على السعادة الأسرية بين الأزواج في مجتمعنا يوضح الدكتور طارق رضوان خبير العلاقات الزوجية رأيه قائلا “نحن مجتمعات يصعب فيها التعبير عن مشاعرنا، لأن تراثنا وعاداتنا يمنعان الرجل في الأساس من التعبير عن مشاعره وحبه، وبالتالي إذا سنحت له فرصة تغيير الظروف يكُنْ التأثير شديدًا وسلبيا عليه، لأنه لا يملك اللياقة المناسبة، وهذه اللياقة تحتاج إلى تدريبات في الاستخدامات الصحيحة للمشاعر، بمعنى أن تستخدم الكلمات في مواقعها وتوقيتها المناسبين، لهذا السبب فالحب في سن متأخرة في مجتمعاتنا العربية تكون له آثار سلبية”.