أخر الأخبار
“انه الأمن يا غبي” ..لو أريد حقا صفع أمريكا!
“انه الأمن يا غبي” ..لو أريد حقا صفع أمريكا!

وكأن هناك "مفاجأة مدوية" أحدثتها إدارة أمريكا بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، يوم 10 سبتمبر، القرار المعلوم منذ أن غادر مندوب المنظمة العاصمة الأمريكية قبل أشهر عدة، خطوة كل طفل فلسطيني كان يعلم أنها قادمة، وأن القرار قادم، والكنغرس الأمريكي حدد مسار العلاقة قبل أن تعلن "رام الله" حركة "الغضب" من الرئيس الأمريكي..

لم يعد مفيدا التساؤل، ماذا كانت إستعدادت تلك السلطة العباسية للخطوة الأمريكية، التي بدأت عمليا منذ أشهر، هل درست أي خيار عملي واحد يمكن القول أنه سييتم تنفيذه فور القيام بها، هل توقفت "تنفيذية عباس" لدراسة تبعات ما سيكون من واشنطن، في قرار لن تتراجع عنه تلك الإدارة التي تعمل بخطى ثابتة لتكريس "صفقة ترامب" خطوة خطوة" على أنغام موسيقة أغنية "أسقطنا الصفقة وعاش الرئيس"..

بعد القرار لم يبق "عاطل عن العمل في التنفيذية العباسية"، او حولها من مندوبي فصائل، لم يتحدث وصفا في "مخاطر تلك الخطوة"، بل أن البعض من العاطلين عن الفعل، إعتبروها "حربا مفتوحة"، ضد الشعب الفلسطيني والقضية الوطنية، وبلا أدنى تفكير حتى في اللغة إطلق العنان لهؤلاء عبر كل ما هو متاح إعلاميا للحديث، وكأنها "فرصة مشمشية" جاءت فهرولوا للنطق بعد "جفاف"..

ولو دقق هؤلاء في حقيقة القرار الأمريكي، وكان منطلقهم حقا خدمة القضية الوطنية، وليس "القضية الشخصية" لإعتبروا تلك االخطوة تحصيل حاصل لعلاقة وجودها ضرر وطني، وأن أي إتصال معها ليس سوى "تغذية لشلال" دعم مشروع التهويد الإستيطاني، وإعادة رسم جغرافي جديد للكيانية الفلسطينية، منطلقا من "الفهم التوراتي" للعلاقة مع الفلسطيني..

كان أجدر لـ "فرقة الجعجعة"، أن تعلن فورا عن خطوات عملية ردا على خطوة واشنطن، بدلا من سياسة الكذب التي باتت "سيدة المشهد"، بأنها ستدرس وستقرر وستعلن وسوف وستلاحق ولن، أحرف وكلمات فقدت كل قيمة وكل أثر، من كمية  ترداد كاذب..

لو حقا كانت فلسطين هي الناظم لحركة تلك الخلية الخاطفة للشرعية الوطنية، قبل الرسمية، لما تحدثت بكلمة "سوف" بل بكلمة قررنا، وأن يكون ذلك في مؤتمر رسمي باسم اللجنة  التنفيذية والسلطة في آن، مؤتمر يمنح الرد "هيبة سياسية" بعد ما ظهر يوم الإثنيبن 10 سبتمبر، من "هرولة كلامية" معيبة، ما كشف أن "المشهد" لن يكون سوى "همهة سياسية" ينتهي مفعولها مع أول خطوة أمريكية جديدة قادمة، لتنتقل ذات الوجوه وذات الفصائل الى ذات اللغة التي أصابت الشعب بـ"كآبة مستدامة" منذ 13 عاما وحتى تاريخه، والى حين زوال "زمن الكارثة الوطنية"..!

وإفتراضا، أن ما كان لم يكن من "تحضير واجب مدرسي سياسي"، وذلك سقط سهوا من جدول أعمالهم، وأن حراك العقل أصيب بتكلس نتيجة فراغ المهام "وغياب" رئيسهم، فالوقت لا زال به بقية للرد العملي وربما الموجع لتلك الإدارة، رد يمكن أن يمثل إعادة إعتبار نسبي لـ"هيبة الفلسطيني"، رسميا أو شعبيا..

في أول زيارة لمحمود عباس الى البيت الأبيض في عهد ترامب، كشف الرئيس الأمريكي أمام العالم، عن أهم "الهدايا" التي قدمها عباس وجهازه الأمني للإدارة الأمريكية وحماية "مواطني أمريكا" من أفعال إرهابية، وقال أنه لم يصدق كمية المعلومات الأمنية "المفيدة" التي قدمتها مخابرات عباس للمخابرات الأمريكية، ووصفها بأنه عمل "لا يصدق"..

ليس سرا أبدا أن "المخابرات الفلسطينية" وخاصة في زمن ماجد فرج، تعمل ليل نهار داخل فلسطين وخارجها لخدمة المخطط الأمني الأمريكي، خدمات أمنية "غير مسبوقة"، إستحقت تقديرا خاصا من المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) لفرج، فمنح جائزة لم يسبق لفلسطيني نيلها نظير خدماته لذلك الجهاز، وما قدمه من معلومات كانت كفيلة أن تبقي "قناة الإتصال الأمنية" تعمل ليل نهار بلا تأثر بجعجة كلام عباس وفريقه، بل أن الجهة الوحيدة التي تم إستثناءها من العقوبات المالية، كانت المخابرات العباسية، ولم يخصم دولار واحد مما يصلها، الى جانب "الحقيبة المالية الخاصة" التي تقدم لفرج دون أن يعلم أي كان بمحتواها، يتحكم بصرفها شخصيا (عله يضع قدما لمستقبل شخصي بدعم وإسناد غير فلسطيني)!..

لو حقا أريد ردا على الصفعة الأمريكية بصفعة فلسطينية، فقط يعلن عباس أنه أمر ماجد فرج وقف سيل التقارير الأمنية الى المخابرات المركزية الأمريكية، ويعلق كل إتصال معها، أي كان شكله ومظهره، خطوة عملية واحدة هي السلاح الأنفع والأجدى للرد على قرارات أمريكا الشمولية ضد القضية الوطنية، من القدس الى إغلاق المكتب مرورا بقضية الأونروا..

دون ذلك، كل "الجعجة الكلامية" لا تساوي "نكلة" في العرف السياسي..بل ان ترامب سيرفع نخب عباس وفرقته شاكرا لهم "طنينا" ساهم في تسريع عجلة صفقته التي تسير بنجاح فاق تقدير من رسمها في "البيت التوراتي"..

"أنه الأمن يا غبي"..لو أريد الرد حقا..ولكن هل من غارق في كل مبيقات السياسة أن يقرر ذلك..الوهم لن يصبح حقيقة من أناس حماتهم "أمن محتليهم"!

ملاحظة: موغريني تلك المرأة التي خرجت من رحم الحزب الشيوعي الإيطالي قدمت درسا للإرهابيين الصهاينة برفضها لقاء فريق منهم..شكرا فيديريكا..فلسطين لن تنسى محبيها أبدا مهما نال البعض من صورتها المشرقة!

تنويه خاص: نائب رئيس حركة فتح محمود العالول تحدث عن "أزمة" بين فصيله ومصر بسب دور الشقيقة في منع حرب عدوانية على غزة..تخيلوا أن تغضب "فتح العباسية" من هيك دور، وكأنها تستجدي حربا لتدمير القطاع..يا زمن العار!