أخر الأخبار
الإجراءات العقابية ضد غزة هدية سياسية لـ”حماس”!
الإجراءات العقابية ضد غزة هدية سياسية لـ”حماس”!

منذ أن تذكر الرئيس محمود عباس قيام حماس بإنقلابها على "الشرعية"، في العاصمة البحرانية المنامة، وقرر إتخاذ إجراءات "غير مسبوقة" في أبريل 2017، والحصار يتفاقم على أهل القطاع، وأصبحت تقارير الأمم المتحدة، وليس سكان تلك المنطقة "العجيبة" تنذر بكوارث "غير مسبوقة"..
إجراءات الرئيس "العقابية" ضد القطاع، ورسائل حسين الشيخ مندوب السلطة للتنسيق "المدني" مع سلطات الاحتلال لفرض مزيد من الحصار، وجدت رفضا جمعيا في مجلس المقاطعة الأخير، وقرر برفعها فورا، وخرجت بعض القوى والشخصيات لتبرر عوارها السياسي بالمشاركة في أحد أخطر المجالس في التاريخ الفلسطيني وبشرت سكان غزة، أن زمن حصارها إنتهى، وأن الإجراءات العقابية سترفع فورا..
ومرت أشهر متتالية، لنسمع سقوطا مدويا لبعض أعضاء "تنفيذية" مجلس المقاطعة يتنكرون كليا لوجود تلك الإجراءات، حتى وصل الأمر لمن كانت تصرخ يوما بـ"حقوق الإنسان" لغايات تمويل أجنبي بأن ترى فيما حدث "ترتيبات إدارية"، ولا يوجد اي شكل عقابي..حنان عشراوي تغافلت عن قرار مجلس إنتخبها لأسباب تعرفها هي جيدا، دون أن تجد من يحاسبها على قول الضلال السياسي..
مجددا، بدأت أوساط الرئيس عباس، وبعض من أدواته في قطاع غزة ترسم سيناريو "أكثر سوادا"، من تلك الإجراءات غير المسبوقة، ليقطع كل ما يتصل بشرايين الحياة، سيناريو من يقرأه يدرك أن من قام برسمه لا يملك من "العقل" ذرة واحدة، ويعكس إنحدارا "غير مسبوق" في الحقد السياسي على الجزء النابض من الشعب الفلسطيني رفضا للإستسلام والخنوع، أهل القطاع وليس المتسلطين عليه..
دون مناقشة تفاصيل "سيناريو طيور الظلام" المعد، فليت خلية الرئيس عباس، التي تضع له ما يجب وتقرر ما لا يجب، بمن فيهم مفتى الكراهية خطيب جمعة المقاطعة، أن يرصدوا حصاد الإجراءات التي إتخذها عباس والسلطة وحكومة رامي، وما أصاب حماس منها ضررا وفائدة..
قد يصدم الرئيس عباس، بأن كل ما فعل قدم أحد أهم الهدايا السياسية لحماس منذ "إنقلابها الأسود" على الوطنية الفلسطينية، ليس في يونيو 2007 كما يعتقد البعض، بل منذ إنطلاقتها أواخر عام 1987 كـ"مواز تمثيلي" لمنظمة التحرير، الى أن "تتمكن" من أن تصبح ممثلا بديلا عنها، وهو ما أصبح واضحا في الزمن الراهن..
حماس تنتظر أكثر كثيرا، من محيطي الرئيس عباس ومشجعيه ليقرر مزيدا من "إجراءات الحقد" على سكان القطاع، فهي تستثمرها إقتصاديا أولا، لأنها تتحكم في كل قنوات "السوق السوداء" ، ما يعني أن الثراء سيتضاعف أضعافا لها، نتيجة إستغلال الحصار، أي أنها إقتصاديا ستكون "الرابح الأكبر"..عبر مشروع "الأنفاق هي الحل" الأمثل!
وسياسيا، سنجد أن قيادة حماس ستعمل على إستغلال الحصار والإجراءات العقابية للتقدم بـ"مظلومية عامة" مما تتعرض له وقطاع غزة من حصار مركب، دولة الكيان وسلطة فلسطينية وحكومة ظل تابعة للمقاطعة، ستعمل بكل ما لديها وجماعتها الإخوانية لترويج أن الحصار يرمي الى كسر روح "المقاومة"، بل وأنها تهدف الى ضرب مشروع "التحرر الوطني" بكامله..
حماس، ومن خلال قنوات إجراءات الرئيس عباس والسلطة وحكومتها، ستعمل بكل السبل أن تبدو كمن يتعرض لمؤامرة مركبة من إسرائيل وعباس، لأنها تحمل "مشروع مقاوم بديل لمشروع عباس"..بل أنها تخاطب أهل قطاع غزة، الذين يعلمون يقينا مدى إستغلالها للحصار لتجني مكاسب "غير مسبوقة" مالية وأمنية وسياسية، وكأنها "المظلوم العام" من "الرئيس العام"..
نعم، حماس قبل خلية النصح الأسود في مكتب الرئيس عباس، هي من تنتظر بلهفة نادرة أي إجراء عقابي، فهي تعلم كم يساهم ذلك في فرض "حصارها أكثر" على أهل القطاع، وتحاصر أي "هبة غضب" ضدها يمكن أن تكسر جدران الرعب، رفضا لما وصل اليه الحال الفلسطيني في غزة..
إجراءات الرئيس عباس وحكومته وخلية السوء والحقد "غير المحمودة" العقابية، تزيد كثيرا من عزلتهم في الشارع الغزي، بل وتتحول في كثير منها الى مظهر "عدائي" بعد أن أنهكت تلك الإجراءات الحياة الإنسانية، فما بالك وهناك ما هو أكثر ظلامية..
ألم تفكر خلية "طيور الظلام" وهي تبحث مزيدا من خنق أهل القطاع، انها تكمل عمليا خطوات الإدارة الأمريكية وسلطات الكيان بتجويع سكان غزة، وأنها تتزامن، صدفة أم توافقا ليس تلك المسألة الآن، مع تصفية "الأونروا"، وأن غالبية سكان القطاع من اللاجئين المتضرر الأول من ذلك "الإجراء العقابي"..
كيف لهم أن يساهموا في مزيد من قتل الحياة الإنسانية لإجراء "إنتقامي" من حماس كما يدعون، وهو بالتأكيد قول ضلال، دون أن يدركوا أن العقاب لمن هو أساسا رافض لممارسات حماس وسلطة أمرها القائمة بقوة الأمن والترهيب..
كل إجراء عقابي ضد أهل قطاع غزة، كان إسرائيليا أم "عباسيا" هو شحن حماس برصيد مضاف لتمارس "خداع" السياسة ونشر "المظلومية" التي تتعرض لها من سلطتين، وتروج ما يحلو لها في كل مكان أن المؤامرة لرأس "المقاومة" التي تمثلها، مقابل  تصريحات الرئيس عباس عن التعاون والتنسيق مع الأمن الإسرائيلي وعمق التنسيق بينهما..رواية ستجد كثيرا من الرواج..
ويبقى السؤال الأساسي، هل الإجراءات حقا للنيل من حماس أم لتعزيز مكانتها من أجل تكريس مشروع الفصل السياسي - الجغرافي تنفيذا لصفقة ترامب.. كل إجراء عقابي هو خدمة مباشرة لتلك الصفقة، ودعما عمليا لسلطة حماس نحو "كيانية غزية خاصة".. دون البحث في "النوايا"، فجهنم مبلطة بأصحاب النوايا الطيبة، كما يقال!
ملاحظة: التهدئة في قطاع غزة مصلحة إنسانية لأهلها..لكنها مصلحة سياسية خالصة لحماس..ومن يقول أنها بلا ثمن فهو "كاذب" وجدا أيضا..بالمناسبة هيك كلام لمصلحة إسرائيل فكروا منيح قبل ما تحكوا!
تنويه خاص: صمت الجبهة الشعبية وحزب الشعب على إهانة حماس للتاريخ الوطني يفتح كثيرا باب التساؤل، لما السكوت..هل هو "مصالح" أقوى من المبدأ، أم خوف مما ليس معلوما على طريقة "وما خفي كان أعظم"!