أخر الأخبار
صفقة القرن .. بعد الحرب وقريباً بمشاركة أمريكا
صفقة القرن .. بعد الحرب وقريباً بمشاركة أمريكا

كنا نظن أن وجود صفقة القرن أو الحلول المفروضة إجباريا من قبل الرئيس ترامب لن يكون من متطلباتها الحرب لإفساح المجال لتنفيذ بنود الصفقة، حيث الحرب في مثل هذه الحلول لقضايا مزمنة من العداء تتطلب أقصي درجات الدبلوماسية لتفكيك عقد "مكلكعة" أثناء الصراع الطويل، وتحتاج عقولا متنورة بالطبع وتتقن كيفية نقل المتخاصمين لمنتصف الطريق، وتلبية جزء هام من المقدس لدي الطرفين لوصل الجسور المتباعدة وتطييب الخواطر المنكسرة. وكنا نتصور أن الإعداد للرخاء و الاسترخاء الاقتصادي سوف يلعب دورا في نزع فتائل العداوة التاريخية، ولم نتصور بسذاجتنا وعدم نضوجنا السياسي أن استجماع كل عناصر القوة التي فتتناها ذاتيا هي الأساس في الصراعات المصيرية.
أخطأنا التقدير ونسينا أن ترامب بدأ صفقته بحرب دينية على المقدسات الفلسطينية الإسلامية والمسيحية، وتلاها بقصف أكبر قاعدة أممية شاهدة على قضية اللاجئين الفلسطينيين، وهي "الأونروا"، ودمر كل منصات حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وشن حربا إقتصادية على الاقتصاد الفلسطيني والشعب والمؤسسات، حتى العلاجية والصحية، وشطب كل أنواع المساعدات إلا ما يحفط أمن إسرائيل.
كان علينا وقياداتنا ألا ننسي أن الموقف الأميركي معاد للشعوب والدول التي لا تأتمر بأمر أمريكا، وهم قالوها صريحة وبالمضمون: من ليس معنا فهو ضدنا.. وكان علينا ألا ننسى أنهم الأكثر عداءً للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، ويجب التخلي عن أي علاقة مع أمريكا وإسرائيل مبكرا، حيث هم لن يتورعوا في فعل المزيد من الحروب الاعلامية والمجتمعية والإقتصادية والعسكرية بعد أن هيأوا البيئة الخصبة لذلك، فقسمونا بمؤمراتهم وأعوانهم، وضربوا تمثيلنا الوحيد "منظمة التحرير" وشنوا الحروب بكل أنواعها وعلى كل التخوم والجبهات الفلسطينية.
هل ستكون ضربتهم القاضية عسكرية؟.. وهل سيترددون في إحضار قوات الناتو لأرضنا لو لم تستطع إسرائيل الإجهاز علينا؟.
نعم ستكون حربا، ولن يتورعوا عن شنها علينا، أنظر للحالة العدوانية لخطاب "دونالد ترامب" أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة؟.. وكيف يعكس الوجه الحقيقي البشع للإمبريالية الأمريكية، والتي تواصل إغراق العالم في بحر من الدماء والدمار والخراب والاستقواء على الشعوب الفقيرة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني.
هنا بعد الإنكشاف الحقيقي لوجه السياسة الجديدة للولايات المتحدة في عصر ترامب مرحلة جديدة من العلاقات الدولية واستخدام القوة بكل عناصرها، وخاصة في قضية مزمنة الطرف الأضعف فيها هو الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، هذا المنحى الذي كانوا لا يجرؤون عليه في الإدارات الأمريكية السابقة، وخاصة تجاه القضية الفلسطينية رغم بشاعة عدوانهم المتواصل ضد الشعوب وتغيير الحكام والاستيلاء على الثروات، سيستخدمون الحرب العسكرية فيها بالتأكيد.
هذه المرة هناك خليط من الحروب يستخدمها ترامب واسرائيل على قضيتنا وشعبنا، إستخدموا أنواعا منها ومازالوا يستخدمون وسيستخدمون كل ما في جعبتهم بحجة حل الصراع، أي تصفية القضية.
توقعاتي أن الحرب على غزة باتت قريبة، وحتى على الضفة لسحق الفلسطينيين وإخضاع من تبقي منهم على ما يبدو قد تقررت مواعيد شنها عسكريا وستبدأها إسرائيل، وستمكنها الولايات المتحدة وحلف الناتو لإتمام المهمة، حتى لو أدى ذلك لتدخل قوات أمريكية لفرض واقع جديد يسمونه "حل القضية" أو الصراع الذي يستخدمون فيه كل أشكال الحروب، وهو تصفية القضية وتهجير الناس وتوطينهم بعيدا عن إسرائيل.