أخر الأخبار
تونس تحقق في امتلاك حركة “النهضة” الإسلاموية لجهاز أمني سري لتنفيذ إغتيالات سياسية
تونس تحقق في امتلاك حركة “النهضة” الإسلاموية لجهاز أمني سري لتنفيذ إغتيالات سياسية

تونس-الكاشف نيوز:فتحت النيابة العامة في تونس، اليوم الاثنين، تحقيقا بشأن معلومات ووثائق تفيد بامتلاك حزب "حركة النهضة" لجهاز سري أمني مواز للدولة، متورط في اغتيال السياسيين المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي عام 2013، بحسب قناة "العربية".

وأشارت القناة إلى أن السلطات التونسية فتحت تحقيقا في الأمر بعدما كشفت هيئة الدفاع في قضيّة اغتيال بلعيد والبراهمي، عن وثائق تفيد بإدارة حركة النهضة، لتنظيم أمني سري مواز مهمته ممارسة التجسس واختراق مؤسسات الدولة وملاحقة خصوم الحزب، وتثبت علاقة الحزب بتصفية المعارضين في 2013.

وقالت هيئة الدفاع إن شخصا يدعى مصطفى بن خضر، مقرّب من حركة النهضة، لعب دورا كبيرا في جمع معلومات ذات طابع استخباراتي عبر "تنظيم خاص وسري"، سعى من خلاله إلى اختراق المؤسسة العسكرية والأمنية، وجمع معلومات حول الصحفيين.

وأشارت القناة إلى أن الهدف من هذا الجهاز الخاص هو بناء منظومة أمنية موازية واستقطاب القضاة وتتبع العسكريين إضافة إلى التعاون مع جماعة الإخوان الإرهابية والحصول على معلومات عن المؤسسة العسكرية الجزائرية وشركة غازها، ومحاولة اختراق سفارة الولايات المتحدة بهدف التجسس.

وحسب الوثائق التي أعلن عنها المحامي رضا الردواي، وما تتضمنه من معلومات عن وجود جهاز سري خاص بالنهضة، وظيفته تنفيذ مهمات اغتيالات سياسية ضد خصوم، من بينهم شكري بلعيد ومحمد برهامي، تبين أن إخوان مصر كانوا وراء تقديم النصيحة لحركة النهضة بإنشاء «جهاز سري»، الأمر الذي يوضح مدى الوحدة التنظيمية بين الإخوان في مصر وتونس، وعملهما معًا بتنسيق مشترك تحت قيادة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، إذ قام إخوان مصر بدعمهم ليس بالنصيحة فحسب، ولكن بالتدريب العسكري والأمني أيضًا، وذلك بحسب ما أورده الرداوي.

والجهاز السري لإخوان النهضة المعني بالاغتيالات السياسية والانقلابات ليس حديث العهد؛ لكنه قائم منذ أواخر سبيعنيات القرن الماضي، قبل أن تُبدّل النهضة اسمها من الاتجاه الإسلامي إلى حركة النهضة.

وقد حوكم مسؤوله المنصف بن سالم عام 1987 بتهمة الإعداد لانقلاب عسكري، بعد أن تولى قيادة الجهاز خلفًا لصالح كركر، إذ تم الإعداد لانقلاب أبيض بعد اختراقات قام بها الجهاز السري في الأكاديمية العسكرية.

وبحسب مؤرخين، فقد كاد الجهاز ينجح بالانقلاب على بورقيبه، لولا نجاح انقلاب ابن علي بساعات قليلة.

وبحسب تصريحات لرئيس المعهد التونسي للعلاقات الدولية، أحمد المناعي، فإن أغلب «الضباط الإسلاميين» الذين شكلوا النواة الأولى للتنظيم السري لحركة الاتجاه الإسلامي ما زالوا ينشطون في صلب حركة النهضة. ولم يُخفِ المناعي علمه بأن هذا التنظيم «ما يزال ينشط بشكل دؤوب بعد أن تمت إعادة هيكلته من جديد».

يذكر أن المناعي كان مقربًا من حركة النهضة ومن مسؤولها راشد الغنوشي، إلّا أنه ابتعد بسبب «جنوح الحركة إلى الانقلابات»، بحسب قوله.

ليس المناعي هو الوحيد الذي اعترف بوجود جهاز سري للنهضة؛ ففي لقاء لقناة «الجزيرة» مع القيادي النهضاوي، عبد الفتاح مورو، اعترف الأخير صراحة بوجود ذلك الجهاز.

وعلى الرغم من محاولة مورو إنكار قيام الجهاز بانقلاب عسكري، إلّا أن اعترافه بوجود الجهاز، يعد مؤشرًا على قيامه بعمليات اغتيال محدودة ضد معارضين تونسيين، مثلما أفادت هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد برهامي.