أخر الأخبار
قوة الأردن استراتيجية عربية
قوة الأردن استراتيجية عربية

الاردن قوي بقيادته وشعبه وجيشه، وامنه واستقراره، وثباته وقدرته على التعامل مع جميع الظروف، والحفاظ على وحدته الداخلية والوطنية، وصون نسيجه الاجتماعي، وتحصينه من اية اختراقات خارجية، وفي ذلك مصلحة وطنية وقومية عربية،يجب المحافظة عليها وحمايتها، وتوفير كل اسباب القوة والاستمرارية لها؛ لان هذا البلد الهاشمي العروبي، الذي يفتح قلبه وحدوده وابوابه، لاشقائه العرب من كل مكان، ويتقاسم معهم كل ما يملك، يقوم بدور كبير محوري ومركزي في دعم قضايا امته وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ويعتبر ملاذا آمنا وحضنا دافئا للذين يلجأون اليه، والمأوى والمستقر لملايين اللاجئين العرب؛ الفلسطينيين والسوريين والعراقيين واليمنيين والليبيين،وغيرهم من الوافدين العرب لاغراض العمل والعلاج والاستثمار واسباب اخرى، وهو عامل امن واستقرار على مستوى المنطقة، فكما انه السند الحقيقي للاهل في فلسطين،والظهير القوي لهم، وصاحب المسؤولية الاولى في الوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، ورعايتها وحمايتها، والمدافع عنها ويتحمل مسؤولية صيانتها وترميمها وخدمتها، وتوفير كل ما يلزمها، فهو ايضا يشكل خطا دفاعيا عن اشقائه العرب، ويحرص على امنهم كما يحرص على امنه الذاتي ويحميه، ويدافع عن مصالح امته وقضاياها، ويسخّر علاقاته الدولية المتميزة لهذا الغرض، ويجمع بين الاشقاء ولا يفرق، ويسعى دائما الى نهوض الامة ورفعتها.
مشكلة الاردن اقتصادية، صنعتها المسؤوليات الجسام لهذا البلد، قليل ..ان لم يكن عديم الموارد، الا ما ندر منها، وان توفرت فانها لا تؤثر في الواقع الاقتصادي كثيرا، ولذلك تتفاقم الازمة الاقتصادية والمالية سنة بعد اخرى، مع تزايد حجم الاعباء والمسؤوليات والتحديات الضخمة.
وهنا تبرز المسؤولية القومية تجاه الاردن، الذي يتحمل اعباء كثيرة تفوق قدراته وامكاناته، ولا ننسى المواقف الاخوية لدول الخليج العربية، التي تهب بين الحين والاخر، للوقوف الى جانب الاردن ومساعدته اقتصاديا باشكال مختلفة، والامل كبير في ان يزداد الدعم الاقتصادي للمملكة ويتضاعف لتمكينها من الصمود في وجه التحديات والانتصار عليها وتجاوزها، وهناك مسؤولية دولية ايضا يتحملها المجتمع الدولي بأسره، الذي القى بثقل واعباء اللاجئين على الاردن، ولم ينفذ الكثير من وعوده التي اطلقها لمساعدة اللاجئين على اراضيه، لمواجهة التكلفة الباهظة التي يتحملها هذا البلد في مختلف المجالات.
اعباء مالية اخرى استجدت، مع تفاقم العجز في موازنة الاونروا، حيث يستضيف الاردن العدد الاكبر من اللاجئين الفلسطينيين، ورغم الجهود الهائلة التي بذلتها وزارة الخارجية ونجاحها في تأمين جزء من الدعم اللازم للوكالة، الا ان العجز ما يزال قائما ويحتاج الى المزيد من التمويل.
اسباب كثيرة فاقمت الازمة الاقتصادية، منها داخلية، واكثرها خارجية لم يكن من خيارا غير القبول بها وتحملها والتعامل معها، لكن خذلان المجتمع الدولي زاد من حدتها، وضاعف اعباءها.