أخر الأخبار
منطق «الفزعة» في دعم الأونروا..
منطق «الفزعة» في دعم الأونروا..

بدون مقدمات، وبمنتهى الوضوح والشفافية، لا بد من التأكيد بأن ما حصل حتى الان حول دعم « الاونروا»، هو عبارة عن «فزعة».. ولم يسفر عن حل جذري، أو بالاحرى عن اقامة صندوق اممي أو عربي يتولى دعم هذه المنظمة، ودعم برامجها، ودعم الاهداف التي انشئت من اجلها وهي اغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الى حين حل مشكلتهم ، وفقا للقرار 194، الذي ينص على عودتهم الى مدنهم وقراهم التي هجروا منها عام 1948.
وبوضع النقاط على الحروف..
فلا بد من الاشارة الى ان صيحات التحذير والاستغاثة التي اطلقتها الدول المضيفة للاجئين، وقيام المفوض العام «للاونروا» بدق جرس الانذار، محذرا من خطورة تداعيات انهيار هذه المنظمة الدولية، على المنطقة كلها، بعد قيام القرصان «ترامب» بوقف المساعدات الاميركية»360» مليون دولار، تمهيدا لشطب قضية اللاجئين وحق العودة، قد أثمرت، وادت الى تدفق التبرعات، وخاصة من الدول التي شعرت ومن واقع تجاربها، ومن واقع اطلاعها على اوضاع اللاجئين « 5.5» مليون لاجىء، يعيشون في «60» مخيما للبؤس والشقاء. بان انهيار « الاونروا»، من شأنه أن يخلق اوضاعا متفجرة في المنطقة، ويقذف بها الى مربع عدم الاستقرار، وخاصة ان اللاجئين الفلسطينيين يشكلون ثقلا بشريا، في منطقة من اخطر مناطق العالم.. تمور بالزلازل السياسية والحروب.
والسؤال الأهم ؟؟
لماذا لم تقم الامم المتحدة، والدول المعنية باستقرار المنطقة، بحل جذري لهذه القضية الخطيرة ؟ ونعني باجبار اميركا على العودة عن قرارها بحجب المساعدات، أو بتشكيل صندوق اممي، لدعم « الاونروا»..وخاصة ان هذه المؤسسة الدولية انشئت بقرار من الامم المتحدة؟؟
لقد اسفرت الاجتماعات لعديد من الدول في نيويورك على هامش اجتماعات الامم المتحدة الشهر الماضي، عن تبرع العديد من الدول، ما ادى الى تقليص العجز في موازنة «الاونروا «وبشكل ملحوظ،، وهذا ما اعلنه المفوض العام.
نجزم ان واشنطن والعدو الصهيوني ليسا ببعيدتين عن فشل المساعي بتاسيس صندوق اممي لدعم هذه المنظمة الدولية.
فواشنطن التي عملت وتعمل على شطب هذه المنظمة الدولية، وتسعى لشطب قضية اللاجئين وحق العودة، معنية تماما هي وحليفتها اسرائيل بابقاء « الاونروا» مشلولة.. في وضع قلق. حتى تستطيع تنفيذ مخططاتها الاجرامية المعروفة ب»صفعة» العصر.. وعلى مراحل ، وهذا ما بدأت به رئاسة « الاونروا» في غزة مؤخرا، اذ قامت بفصل الف موظف تابعين لبرنامج الطوارىء، بحجة عدم وجود اموال لهذا البرنامج، بعد ان جمدت واشنطن مساعداتها.
لا داعي للتأكيد ان مساعدة اللاجئين الفلسطينيين، والاخذ بيدهم لتجاوز الظروف المأساوية التي تعصرهم، هي مسؤولية دولية، مسؤولية الدول الكبرى، وخاصة اميركا وبريطانيا وفرنسا، التي تواطئت مع العدو الصهيوني، ولم تقم بتنفيذ قرار العودة رقم 194.
وفي هذه الحالة فان المهمة الملقاة على عاتق الدول العربية الشقيقة، هي مهمة مقدسة لسببين وهما :
الاول: التصدي لمؤامرة ترامب»صفعة» العصر،التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، والحكم على اللاجئين الفلسطينيين بالنفي الابدي في اربعة انحاء المعمورة.
الثاني:هي دعم ومساندة الشعب الفلسطيني الشقيق، الذي عاني ويعاني مرارة الذل والهوان والحرمان طيلة سبعة عقود ولا يزال، في مخيمات الصفيح والتنك، والتي ستبقى وصمة عار في جبين العالم كله، وستبقى تذكر هذا العالم المتواطىء..بجريمة العدو الصهيوني، الذي طرد اكثر من نصف الشعب الفلسطيني من وطن ابائه واجداده، وهي جريمة لا ولن تغتفر، وسيبقى هذا الشعب.. شعب الجبارين --وكما اتبتت الوقائع والاحداث-- متمسك بحق العودة، فهو حق مقدس، لا يسقط بالتفادم، ولا بديل عن وطنه فلسطين، امانة يحملها السلف الى الخلف. حتى يرث الله الارض ومن عليها.
باختصار..
التبرعات التي تدفقت لدعم «الاونروا» لسد العجز في موازنتها، بعد ما قرر القرصان «ترامب» تجميد المساعدات الاميركية، هي أشبه بفزعة، أو أشبه « بالعليق عند الغارة»..كما يقول المثل العربي.. لا تؤسس لحالة مستمرة، ولا لعمل مؤسسي..ما يدعونا الى المطالبة بتأسيس صندوق عربي لدعم هذه المنظمة الدولية..والرد على «صفعة» القرصان «ترامب». بصفعة مشابهة.