أخر الأخبار
الإشاعات مصدرها «إسرائيل»
الإشاعات مصدرها «إسرائيل»

تتعمد سلطات الاحتلال الاسرئيلي، بين الفينة والاخرى، الى اطلاق اشاعات مختلفة، من خلال اجهزة مختصة ومتفرغة لذلك، تكون احيانا سياسية او اقتصادية او اجتماعية، تهدف الى خلق بلبلة معينة في البلد المستهدف، وتسعى الى تغيير حركة واتجاه الرأي العام في ذلك البلد، خاصة اذا كان يشهد انتقادات او احتجاجات عارمة وقوية، ضد سياسات وممارسات اسرائيلية معينة، وعندما يكون الاحتلال هدفا لتحركات جماهيرية متواصلة لسبب معين، تبدأ تلك الاجهزة، باعداد وتجهيز وتدبير الاشاعة، التي من شأنها حسب اعتقادهم، تفتيت الجهد العام وبعثرة التوجهات وتغيير اتجاه بوصلة الاحداث؛ لازاحة الانظار عن الكيان المحتل.
اعداد الاشاعة يحتاج الى كثير من الجهد والدراسة حتى تكون مؤثرة، وتؤدي الغرض الذي تطلق من اجله، فهي ليست مقولة عفوية، او كذبة يلقى بها بسذاجة كما يعتقد البعض، انها علم حقيقي وتشكل احد اهم عناصر الحرب النفسية، التي تستخدمها الدول لتحقيق اهداف معينة، وفي مقدمتها الحاق الهزائم العسكرية والمعنوية بالخصم، واحداث الفوضى والدمار والخراب في دولة معينة، والتلاعب بتوجهات الرأي العام في تلك الدولة، فهي في المحصلة، جزء لا يتجزأ من منظومة العمل الامني التي تستخدمها الدول وخاصة الكيان المحتل، كأحد اهم وسائل الهجوم والدفاع الوقائية؛ لازعاج الدول الاخرى والتسبب لها بالضرر والضعف بدرجات متفاوتة، وحماية نفسها ومصالحها.
تلجأ سلطات الاحتلال في كثير من الاحيان، الى اطلاق الاشاعات التي تستهدف بلدا معينا؛ لاحداث الاضطرابات الداخلية فيه، متخذة طابع التحريض والتأشير على قضايا غير موجودة، وتستغل في الاغلب ظروفا معينة مثل حدوث احتجاجات او اعتراضات او اية تحركات غير عادية لاسباب مختلفة .
التعامل مع الاشاعة يجب ان يكون ذكيا وواعيا، يبدأ باكتشافها ومعرفة انها اشاعة ومن تخدم، ومن ثم اسقاطها، اما بعدم الالتفات اليها والتحذير منها واهمالها، والتصدي لها وشرح اهدافها وابعادها، وتنوير الناس بأنها زيت يصب على النار لزعزعة ركائز الجبهة الداخلية.
الثقة والوعي والانتماء الوطني واليقظة والقدرة على التحليل والتمييز بين الاشاعة والمعلومة الصادقة، كلها عوامل ضرورية، من شأنها تحصين الشارع والبلد من الاشاعات المغرضة والهدامة، وافشالها ومنعها من تحقيق اهدافها.
الفضاء المحتقن، يشكل بيئة خصبة للاشاعات التي يتم تطييرها من وقت لآخر، وتزداد خطورة تلك الاشاعات اذا تلقفها البعض، وتعامل معها بجدية كأنها حقيقة واقعة، من هنا يجب الحذر.