أخر الأخبار
هكذا هم الأردنيون.. «قيادةً وشعبًا.. جسدٌ واحدٌ..»
هكذا هم الأردنيون.. «قيادةً وشعبًا.. جسدٌ واحدٌ..»

هكذا هم الأردنيون.. كمثل الجسد الواحد «اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر». 
هكذا هم الأردنيون.. بفزعتهم من نشامى الدفاع الوطني، والقوات المسلحة، والامن العام، والدرك وكافة الاجهزة الامنية، التي هرعت الى مكان الحدث المأساوي الذي قضى فيه نحو 21 عزيزا وغاليا على أهلهم، وعلى وطنهم بل وعلى الانسانية جمعاء. 
هكذا هم الأردنيون، «ملكٌ» .. يتابع منذ الحدث أدق التفاصيل ويلغي زيارته الى البحرين ويترأس مجلس السياسات الوطني لمتابعة تداعيات حادث البحر الميت، وليؤكد أن «ما حدث أمس الاول كان مأساة كبيرة آلمتنا جميعا كأردنيين» ويقدم أحر التعازي والمواساة لأسر المتوفين ويقول «وأٌعزي نفسي وجميع الأردنيين».
هكذا هم الأردنيون وهكذا هم الهاشميون.. جلالة الملكة تقول :»إن ما حدث في منطقة البحر الميت انفطرت له قلوبنا»...
وسمو ولي العهد يقول: «يوم حزين وأليم..الرحمة للأطفال الشهداء وكل الذين فقدهم الوطن وفقدهم المستقبل». 
 وسمو الأمير فيصل يحضر الاجتماع ويتابع بصفته مستشار جلالة الملك، رئيس مجلس السياسات الوطني... وسمو الامير علي وبصفته رئيس المركز الوطني للامن وادارة الازمات يتابع ميدانيا جهود عمليات الانقاذ ويتفقد المصابين.
هكذا هم الأردنيون... ممثلة بكل أجهزة الدولة والحكومة، وبجهد ومتابعة ميدانية من رئيس الوزراء وكوادر الوزارات والمؤسسات الحكومية قاطبة. 
هكذا هم الأردنيون.. وهم يُصلّون صلاة الغائب في جميع مساجد المملكة على أرواح «أبناء الجميع» وأبناء كل بيت في هذا الوطن الذي يقدر غلاة هذه الارواح الزكية النقية البريئة الطاهرة ومعزتها. 
هكذا هم الأردنيون.. وأنا أشاهدهم يوم أمس في مقبرة سحاب وقد هبوا من كل حدب وصوب لدفن كوكبة من ابنائنا ومن الطلبة والطالبات والمدرّسات والمواطنين.. من حضر الدفن ليس فقط أهالي المرحومين بإذن الله بل جمهور غفير من ابناء الوطن ممن شعروا بمصاب اخوانهم واخواتهم، ممن قدموا العزاء واخذوا العزاء لاننا جميعا مصابون. 
هكذا هم الأردنيون في أبهى مشهد واعظم صورة، يتعملقون في الشدائد ويشمخون فوق الجراح والآلام كالطود العظيم، قد تتسبب السيول والاقدار بفقدان الغوالي ومهج القلوب ولكنها أبدا لا تنال من عزيمة الاردنيين وايمانهم بقضاء الله وقدره، ومن التفافهم ووقوفهم الى جانب بعضهم البعض.. قيادة وحكومة وشعبا، وهذا هو سر قوة الاردن والاردنيين رغم صغر المساحة وقلة عدد السكان ورغم ضيق الحال. 
باختصار هكذا هم الأردنيون الذين توجّه جلالة الملك يوم امس بالشكر لهم الذين ساعدوا الأجهزة في عمليات الإنقاذ والإخلاء وهذا التعاون «مصدر فخر وليس بغريب على الأردنيين» - بحسب ما قال جلالته.
هكذا هم الأردنيون...يرسمون لوحة انسانية وطنية في مشهد يقف له العالم احتراما وتقديرا.
رحم الله أبناءنا وبناتنا وكل من فقدنا، ومنّ بالشفاء العاجل على كل من يرقد على أسرّة الشفاء، وألهمنا جميعًا الصبر والسلوان.