أخر الأخبار
كيف يصمد الأردن دومًا ؟! قصة يونس
كيف يصمد الأردن دومًا ؟! قصة يونس

هل أدركتم بأنكم «زودتوها»..؟! هل تلومون الناس حين يعبرون عن كرههم لكم ولأفعالكم المشينة؟ لا أخاطب المتهم المسجون الذي أثبتت التحقيقات الأمنية بأنه يفتعل حادثة اختطافه وتعذيبه في الأردن، ثم يروجها، بل أخاطب الرهط الذي وجد في القصة فرصة ليهدد الأردنيين ويحمل حميع الأردنيين مسؤولية اختطاف «داعية التنوير»..الذي ثبتت خسة ودناءة وشيطانية ما قام به.. نعم نكرهكم ونحض كل الأردنيين على كرهكم وعدم السماح لكم بالحديث الشيطاني على مسامعنا وبدعوى التحرر..
 هل التحرر يتجلى بتمردكم وتنمركم وعدم احترامكم للناس وللدولة ولتاريخها ودستورها وقيمها؟.. الأسئلة موجهة للمتواطئين الذين دفعهم حقدهم الدفين لمهاجمة الأردن ودولته مستغلين نبأ الاختطاف.. أما عن الضالعين فيما أجزم بأنه مؤامرة خسيسة تستهدف الأردن، فقصتنا معهم مع هؤلاء ابتدأت وسوف تنتهي حال اكتمال الرواية وانكشاف باقي المخطط القذر، الهادف الى تمزيق المجتمع الأردني، وتقويض سلمه وأمنه الأهليين، ببث مزيد من فوضى وصراعات فيه خدمة لأجندات نعرفها، ونعرف من يقف خلفها، ونعرف نتائج أفعالهم في أكبر وأكثر الدول العربية..
يصمد الأردن دوما في وجه المخططات الخسيسة التي تستهدف أمنه واستقراره، وتحاول ثنيه عن ديمقراطيته وتبديد منظومة قيمه العربية الهاشمية الحرة الأبية، وفي العامين الأخيرين لمسنا أجندة دولية تستهدف الأردن، ليرضخ لإملاءات المغامرين والمتاجرين بأوطانهم وبالعرب وقضاياهم، من أجل البقاء على كراسيهم أو لحيازة كراسي بعد تدمير أنظمة قائمة، وما زلنا نصمد في مواجهة تلك المخططات الدولية التي حاولت ابتزاز الأردن أكثر من مرة، فتعاظمت الأزمات الاقتصادية الداخلية، وما زالت تضرب ولا يسقط من جراء ضرباتها سوى الذين لا يؤمنون بالأردن، وبقوة دولته وبإيمان شعبه بأردنيتهم وحريتهم وكرامتهم، وخوفهم على وطنهم، حتى وإن اضطروا للتضحية بكل ما يملكون حتى أبناءهم ..فهم دوما يفعلونها ليبقى الأردن عزيزا قويا منيعا.
لماذا اختاروا هذا التوقيت لعرض مسرحية الاختطاف المزعوم؟ .. كثيرون منهم ذكروا السبب، في معرض محاولاتهم ابتزاز الأردن، وإرغامه على اتخاذ خطوات اقصائية ضد تيارات فكرية وسياسية واجتماعية تقع ضمن النسيج الأردني، فقد كتبوا استهجانا بل محاولة لإحراج الموقف الأردني، بأنه بلد ظلامي؛ يحمي ارهابيين ويمنحهم حقوقا سياسية، ويجعلهم شركاء في التشريع والحكم، ويتلقون رواتبهم من مساعدات يقدمها العالم الديمقراطي المستنير، على شكل هبات ومنح وقروض ومساعدات للدولة الأردنية، قالوا بأن هذا هو الأردن الذي يتحضر ملكه لاستلام جائزة دولية بسبب مواقفه السياسية الداعية للتعايش والاعتدال والوسطية والديمقراطية.. هكذا كتب كثيرون منهم، وتبادلوا بل سوقوا أخبارا نشرت في وسائل اعلام خارجية، تحمل المضامين نفسها، والهدف واضح من هذه المقارنات الشريرة، وهو الذي أرادوا تحقيقه من وراء السيناريو عن الاختطاف المزعوم.
قلنا سابقا؛ في مقالة (زودتوها «شوية»..)، المنشورة الاسبوع الماضي في هذه الزاوية، بأننا اعتدنا احترام الرأي، والفكر، ونقف على الحياد من المتساجلين أو المتصارعين، لكننا نتخلى عن حيادنا وعن مهنتنا أيضا، ونصبح مقاتلين للذود عن كرامتنا وسمعة بلدنا وأمنه واستقراره ومصالحه العليا والعادية..ونحن الآن أمام حالة تستدعي منا التحدث بخطاب أكثر وضوحا، كخطاب العسكر بالضبط، فلا مجاملات بالقانون ولا مهادنات أو موقفا محايدا من الأفعال الخطيرة التي تستهدفنا.
الدرس المهم المستفاد من الجريمة التي حاول بعضهم تسجيلها في ذاكرة الدولة الأردنية، هو درس الثقة بقوة ومنعة وصمود هذه البلاد، بفضل وضوح مواقفها وأخلاقياتها، وبسبب الأبطال؛ وهم الأردنيون كلهم، تتقدمهم الأجهزة الأمنية التي تثبت لنا كل يوم بأنها «كلمة سر» الصمود والعزة والكرامة والسيادة الأردنية.. فواجبها الذي تنفذه بنجاح كبير، هو الواجب الذي كانت تقوم به الملائكة، حيث حماية الناس والضعفاء والمؤمنين بالإنسانية وبحرياتها وكرامتها..
شكرا لجهاز الأمن العام وإدارة الأمن الوقائي و»زلمها»..الذين كشفوا وبسرعة خيالية مخطط الفوضى الذي أعده وموله ونفذه أدعياء، لم يعرفوا بعد بأن الأردن أكثر قوة وأكبر منعة بفضل قيادته وأحهزته الأمنية الأمينة وحكمة وعقلانية وشجاعة أهله.
وننتظر المزيد الأكيد، من أجهزتنا المختصة ومن قضائنا النزيه ..وسيكون لنا عندئذ حديث.