أخر الأخبار
«الإرهابيون» الأجانب من المسؤول؟!
«الإرهابيون» الأجانب من المسؤول؟!

يشكو الأوروبيون مرَّ الشكوى مما يسمونهم :»الإرهابيون الأجانب» الذين تقاطروا من جميع أرجاء الأرض للقتال في سوريا كما كانوا قاتلوا في أفغانستان وفي الشيشان وفي البلقان وفي العراق والجزائر والصومال.. وفي دول أخرى كثيرة ويكمن خوف الأوروبيون في أنَّ هؤلاء قد يعودون إلى بلدانهم كما عادوا بعد التجربة الأفغانية لينقلوا تجربتهم إلى الدول الأوروبية.
ولعل ما يجب أن يتذكره الأوروبيون ومعهم الأميركيون أنهم هُمْ من فتح الأبواب أمام هذه الظاهرة المدمرة عندما لجأوا لمحاربة الجيوش السوفياتية وإخراجها من أفغانستان إلى إعلان إستنفار عام ،كانت مشاركة الإخوان المسلمين فيه أساسية ورئيسية، لتجنيد المتطوعين من كل أرجاء الأرض وإرسالهم ،بعد إقامة معسكرات تدريب لهم، للجهاد في سبيل الله وإخراج الجيش الأحمر الشيوعي من دولة إسلامية.
ولعل ما يجب أن يتذكره هؤلاء الآن أنهم هُمْ من وضع صواريخ «ستينغر» بين أيدي «المجاهدين» في سبيل الله والمقاتلين من أجل تحرير الشعب الأفغاني من إستعمار وإحتلال الشيوعية العالمية وأنهم هم من ساعد على إنشاء نحو أربعمائة وخمسين ألفاً من مدارس «الكتاتيب» في أفغانستان وباكستان للتعبئة الإسلامية الجهادية ضد المد الشيوعي وحقيقة أن هذا كان من قبيل التهيئة والإعداد لإنتفاضة ضد الهيمنة السوفياتية على الدول الإسلامية التي إنتقلت بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي وحكم الحزب الشيوعي إلى وصاية روسيا الإتحادية.
كان هؤلاء الذين يشكو منهم الأوروبيون الآن مرَّ الشكوى يُعتَبرون مقاتلين من أجل الحرية وكانت الدول المتبرعة تحت الضغط الأميركي والأوروبي ومناشدات شيوخ الإخوان المسلمين قد وفَّرت لهم أكثر من عشرين ملياراً من الدولارات كان بالإمكان ،بدل إنفاقها على تجميع الإرهابيين من أربع رياح الأرض» إستخدامها لمحاربة الفقر والتخلف في الدول التي كانت تزود ساحات «الجهاد»!! في أفغانستان بالألوف من الشبان الذين أصبحوا إرهابيين وغدوا عبئاً مرعباً على بلدانهم وعلى الحضارة الإنسانية كلها والعالم بأسره.
ألم يكن أسامة بن لادن ينظر إليه الغرب على أنه أمير الجهاد في سبيل الله ضد الإستعمار السوفياتي في أفغانستان وضد الشيوعية العالمية؟! ألم يكن الشيخ عبد الله عزام ،الذي لو أنه بقي على قيد الحياة ولم يُقتل في بيشاور بسيارة متفجرة لكان الآن مطارداً ومطلوباً وبالتهمة نفسها التي يطارد بموجبها أيمن الظواهري،.. ألم يكن في نظر الغرب كله مجاهداً عظيماً ومدافعاً باسلاً عن المسلمين في أفغانستان وفي كل أرجاء الأرض ومقاتلاً من أجل تحرير الشعوب وفي مقدمتها الشعوب الأفغانية..؟!
عندما إنتزع الجنرال فرانكو الحكم من أيدي الشيوعيين وبالقوة والحديد والنار ألَمْ يعلن الغرب والشرق الأروبي حالة الإستنفار العام لإسناد هذا الديكتاتور ضد الشيوعية العالمية وضد الإتحاد السوفياتي بقيادة جوزيف ستالين وتجنيد الألوف من المتطوعين للقتال من أجل تخليص الشعب الإسباني مما اعتبره الشيوعية العالمية..؟
إنَّ المشكلة تكمن في أنَّ هذا الغرب هو من بقي صامتاً بينما كان نظام بشار الأسد ونظام الملالي في إيران منهمكان في صناعة هذه «الداعش» وأنه هو ،بمواقفه المتذبذبة غير الثابتة وغير الحاسمة، من جعل الأمور في سوريا تصل إلى هذه الأوضاع المأساوية.. وأنه بتلكؤه عن حسم الأمور منذ البدايات قد حوَّل هذا البلد إلى ساحة صراعات إقليمية ودولية باتت تستقطب كل هؤلاء الإرهابيين الذين جاء بعضهم من أوروبا والذين باتوا يشكلون هاجساً مرعباً للدول الأوروبية ومعها الولايات المتحدة الأميركية.. أليس الدول الأوروبية وأميركا هي من يتحمل هذا كله ومن يتحمل أيضاً مسؤولية كل هذه المجازر التي أرتكبت وترتكب وكل هذا الدمار والخراب الذي حلَّ بدولة شرق أوسطية ملاصقة للقارة الأوروبية؟!.