تزداد عزلة إسرائيل، مع ازدياد تعنتها ومماطلتها، ومحاولاتها تفجير المفاوضات، وإيصال جهود الوزير الأميركي، كيري، إلى طريق مسدود.
بات الشارع الإسرائيلي، وكذلك أوساط مطلعة ومسؤولة، وفي المستويات كافة، تدرك مخاطر العزلة، خاصة الاقتصادية منها على إسرائيل، وهنالك ما يكفي للقول من المقالات والتحليلات والتقارير الإسرائيلية، المنشورة في الصحافة الإسرائيلية، بأن هناك إدراكاً إسرائيلياً، لمخاطر العزلة ومسبباتها السياسية.
تحاول حكومة نتنياهو، التقليل من شأن العزلة، ومن تبلور مواقف دولية، أوروبية وأميركية خاصة، تقف في مواجهة إسرائيل وسياساتها العدوانية، المتمثلة بالاستيطان، ومحاولة القفز عن القانون الدولي، ومقررات الشرعية الدولية.. لم تعد الأوضاع الإقليمية والدولية، عوامل مساعدة لإسرائيل وسياساتها العدوانية، وبات الموقف الفلسطيني، المتزن والهادئ، قادراً على فتح مجار عميقة في السياسات الدولية.
إسرائيل تتعامى عما يجري حولها، وتحاول أن تستمر في فرض الوقائع، وفرض إرادتها وهيمنتها، لكن الوقائع القائمة، لا تساعده على ذلك، أضف إلى ذلك، فإن السياسة الفلسطينية، التي باتت تمتاز بالهدوء والموضوعية، باتت قادرة على كشف جوهر السياسات الإسرائيلية العدوانية.
واعتادت إسرائيل، على لبس ثوب الحمل الوديع، المعرض لمخاطر جمة تحيط به، ولعل السياسات الفلسطينية تمكنت من كشف زيف هذا المشهد، حيث تبيّن وبوضوح، أن إسرائيل تهدف إلى التشبث بالأرض الفلسطينية، واغتيال فكرة الدولتين للشعبين: الفلسطيني والإسرائيلي.
هنالك حقائق وبينات، لا يمكن القفز عنها، أو التستر عليها. وبالتالي فإن عزلة إسرائيل، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بسياساتها العدوانية، التي باتت مكشوفة للجميع.
هنالك تساؤل وجودي، حول مستقبل إسرائيل، داخل الأوساط الإسرائيلية ذاتها، وهنالك تساؤل لا يقل أهمية في أوساط الفلسطينيين: وماذا بعد؟!
هنالك من يجيب وبسرعة، أما وقد، لم تفلح وسائل التفاوض، فلننسحب من تلك المفاوضات!! وهنالك من يتريث، حتى وصول تلك المفاوضات إلى طريق مسدود، تكون السياسات الإسرائيلية، هي المسؤولة عن ذلك، وبعدها سيكون لكل حادث حديث. لدينا ما يكفي، للتوجه مجدداً للجمعية العامة للأمم المتحدة، وإعادة طرح ملف القضية الفلسطينية، على المجتمع الدولي، أو العمل لعقد مؤتمر دولي للسلام!!