أخر الأخبار
نصائح العرب لماكرون
نصائح العرب لماكرون

يطيب للعرب أن ينصحوا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، داعين إياه الاستجابة لمطالب الشارع المحتج، وان يحقق للمحتجين ما يريدون من مطالب، و في المقابل بعد مدة ليست قصيرة من احتجاج ذوي السترات الصفراء، تحولت مطالب المحتجين إلى السياسة أكثر ولم تعد ترضيهم التنازلات.  
وبذلك يؤكد المحتجون على أن أي حركة احتجاجية لا بدّ لها من التحول لمطالب سياسية واضحة وان تضع في ميزانها معادلة جوهرية مفادها أن البقاء في الشارع لا يمكن أن يستمر ولا بد لكل حركة التحول من مطالب جماهيرية إلى سياسية واضحة.
 العرب خاصة من كرهوا الربيع العربي نجدهم في حالة فرح مما يصيب بلد الجمهوريات الخمس، وبلد الحريات والثورة، ففرنسا لم تقصر في دعم الربيع العربي، بل دعمته، وكان ساركوزي اول من سنّ أسنانه وأرسل طائراته إلى ليبيا، فكان رجل غنائم بامتياز، وفي عهده خسرت فرنسا الكثير من وجهها الحسن.
لكن الحرية التي دعت لها فرنسا في بلاد العرب، انقلبت عليها برأي الناصحين لماكرون الذي قفز للرئاسة بسرعة كبيرة منذ العام 2016 بعد أن أسس حزب «إلى الأمام» . ولذا فإن الكثير من الكلام يقال على أن ماكرون لم يكن خيارا مرضيا للدولة العميقة او لمنافسية من اليمين الفرنسي، وأنه مرفوض ولا يجسد شخصية الرؤساء العظام امثال متران و ديغول وانه نتيجة لقلة خبرته، قابل احتجاج أصحاب السترات بتقديم التنازلات فقط، ولأول مرة بهذا الشكل الكبير، إذ  تراجع الرجل عن قرارات حكومته المالية، ومنح زيادات، ووعد بظروف أفضل، لكن ذلك لم يقنع الفرنسيين بالعودة للبيوت.
لذلك سوف يستمر الخروج لكنه سوف ينتهي، وستتعاظم التنازلات وتخسر الجمهورية كثيرا من بريقها، الذي ظلّ دوماً يزينها باعتبارها بلد الأنوار.
 جاء ماكرون محمولاً لسدة الرئاسة بأصوات حركة اجتماعية وحزب إلى الأمام، لا حزب عتيق، بل قدمته افكاره الليبرالية الاجتماعية. وهذا أمر يحسب للفرنسيين الذين انتخبوا وجهاً جديداً. لكنه سرعان ما خيب آمال ناخبيه،  بتهاويه أمام حركة السترات الصفراء.
قيل الكثير عن أسباب الاحتجاج الذي تعيشه فرنسا اليوم وعن مؤامرة خارجية. لكن اصحاب الاحتجاج كانوا كل يوم يزدادون صلابة وقوة ، لكن لم يحدث في فرنسا تخوين ونعت للبعض بالسحيجة او البلطجية، هناك فرنسيون غاضبون وهناك من يحبون بلدهم أيضا، أما العرب في نصائحهم لماكرون فيقترحون إرسال مبعوث أممي لفرنسا على غرار اليمن وليبيا. ويقترحون أن يكون نجل الرئيس الليبي سيف الإسلام القذافي هو من يقوم بتلك المهمة، كي ينصح ماكرون بكيفية مواجهة المحتجين وتقديم الحلول