الأردن ونهاية عام 2018 عدة أسباب تدعو للتفاؤل
يغلق الأردن صفحة العام الحالي على نحو مختلف هذه المرة وثمة أسباب تسهم مجتمعة في رفع منسوب التفاؤل لدى صُنّاع القرار السياسي ولدى الشعب .
السبب الأول يتمثل بحالة «فجوة الثقة» التي آن لعمقها أن يتقلص ولو قليلاً بعد جلب المتهم عوني مطيع والذي كان اسمه هاجساً شعبياً ضجت به مواقع التواصل الاجتماعي ومطلباً رئيسياً للحراك الشعبي بل بات وكأنه الزاوية الضيقة التي يُحشر صُناع القرار السياسي بها، قضية «مطيع» عكست جهداً وتعاوناً بين جميع الأطراف بداية من الشارع والعالم الافتراضي الذي ندّد بجرمه وطالب حثيثاً به مروراً بمجلس النواب الذي وضع القضية على أجندة الحكومة ومروراً بالحكومة التي أوفت بوعدها في جلبه ومروراً بالأجهزة الأمنية التي تتوج جهودها الجبارة دوماً بالصمت، وانتهاءً بجلالة الملك الذي بدت بصمته جليةً من خلال التنسيق مع السلطات التركية . القضية كانت القشة التي بدأ بها كسر ظهر الفساد والتي تخفي تحتها جذوراً عميقة ستتعرى لاحقاً.
السبب الثاني يتمثل بالعفو العام الذي كان هدية جلالة الملك لشعبه والذي دُرس بتأنٍ وأفرح قلوب الأردنيين بمنحه فرصة جديدة للمذنبين لمراجعة حساباتهم وإعادة بناء حياتهم.
السبب الثالث: قرار استرجاع الباقورة والغمر الذي كتب رسالة حملت سطورها صفعة للاحتلال الإسرائيلي ومفاجئة باغت جلالة الملك بها كل الأوساط السياسية.
السبب الرابع: شفافية لجنة التحقيق في فاجعة البحر الميت والتي أبدى تقريرها عمقاً ومهنية ومصداقية وحالة مصارحة تضع كل الجهات تحت مجهر المحاسبة والمساءلة عارية من أي حصانة.
كل الأسباب السالفة تجعلنا نتفاءل ولو قليلاً بأن الأردن يمضي خطوة إلى الأمام في المكاشفة والمصارحة ومحاسبة الفاسدين ويُبدي لنا بصيص أمل يجعلنا نتوسم خيراً بالقادم ونغلق صفحة العام الحالي متطلعين إلى عام جديد فيه من التفاؤل ما يبث بالنفس الأردنية الطاقة الإيجابية للمضي قدماً في مضمار مصارعة التحديات الصعبة والظروف القاسية التي نمر بها.