أخر الأخبار
مع الوزيرة ظالمة أو مظلومة
مع الوزيرة ظالمة أو مظلومة

سواء كانت خطوة الوزيرة جمانة غنيمات مقصودة، غير مكترثة للنتائج السياسية المترتبة على دوس علم المستعمرة الإسرائيلية، أو أنها سارت بخطواتها الواثقة سهواً غير متعمدة، لدخول بوابة مجمع النقابات المهنية، إجبارياً، فالفعل وقع، ولا مجال للتراجع عنه، ولا ردة له وعنه، خاصة أنها لم تكن الوحيدة التي أقدمت على دوس علم المستعمرة فقد شاركها آخرون. 
ردة فعل وزارة خارجية المستعمرة الإسرائيلية في استدعاء القائم بالأعمال الأردني في تل أبيب، وتسليمه مذكرة احتجاج، تدفع باتجاه المباهاة، حينما يحتج العدو الوطني والقومي والديني على فعل يشكل عامل استفزاز لهم، مما يؤكد إمكانية إحساسهم بالوجع جرّاء فعل أردني، خاصة أن الفعل أتى من وزيرة، والناطق بلسان الحكومة الأردنية، مقارنة مع كم هائل من الأفعال العنصرية التي تمارسها المستعمرة الإسرائيلية ومن كبار قياداتها، بدون أن نملك الوقت أو القدرة أو الفعل لمواجهتها، فهي تحتل الأرض الفلسطينية بما فيها القدس التي كانت جزءاً من سيادة المملكة الأردنية الهاشمية، وتنتهك يومياً مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، وتقتل الأطفال بلا أي رادع أخلاقي أو إنساني أو قانوني. 
لا نأبه لردة الفعل الإسرائيلية، فالفعل الذي أقدمت عليه الوزيرة سهواً أو متعمدة، تم بقرار وطني قومي نفذه مجلس النقابات المهنية كمؤسسة مدنية ديمقراطية تقوم على التعددية، يمثل نصف مليون منتسب لنقابات المجمع من أطباء وأطباء أسنان، وبيطريين، ومهندسين ومهندسين زراعيين، ومحامين، يشكلون القاعدة المتقدمة الأنضج لدى المجتمع الأردني، الذي يرفض تطبيع العلاقات بأي شكل من الأشكال، مع مؤسسات المستعمرة الإسرائيلية. 
مظاهر التأييد النقابي والبرلماني والحزبي وقادة الرأي العام، دعماً للوزيرة وحماية لها، تعبيراً عن تضامنهم الوطني معها، وهي بذلك دخلت الموسوعة الوطنية من أوسع أبوابها، وسجلت فعلاً يحمل من الكرامة ما يستحق الاحترام، لأنها امرأة وصحفية ووزيرة، وقبل كل ذلك مواطنة تحمل مشاعر وأحاسيس الأردنيين وانحيازهم للشعب الفلسطيني وقضاياه ومطالبه وتطلعاته العادلة، لعل حكومة د. عمر الرزاز تتماسك وتجد الحجة والمنطق والغطاء الذي يحول دون تقديم الاعتذار، فقد عززت خطوة الوزيرة وسلوكها الواعي أو تصرفها العفوي من رصيد حكومة الرزاز وشعبيتها، وهي تحتاج لهذا الفعل، مثلما تحتاج للصمود في مواجهة ضغط متوقع ومطالب قد تكون ملحة لتقديم الاعتذار القاتل، للعدو الذي يحفر لشعبنا الفلسطيني قبور الموت اليومي بلا رادع، ويعتدي على مقدساتنا بشكل منهجي متعمد، ولا يحترم قرارات الشرعية الدولية المفترض أنها المرجعية التي تحكم علاقات الدول بعضها البعض. 
وزارة الخارجية ردت على احتجاجات وزارة خارجية المستعمرة الإسرائيلية أن مبنى مجمع النقابات مؤسسة مدنية غير حكومية، ولا صلة للحكومة بأفعالها ولا تتحمل مسؤولية مواقفها السياسية، وأن هذه الأفعال تتم معالجتها عبر القنوات الدبلوماسية. 
يستحق مصور جفرا نيوز جمال فخيدة وسام الاستحقاق الوطني على مبادرته المهنية ونجاحه في التقاط الصورة وتوزيعها ونشرها.