الكويت-الكاشف نيوز:ازدادت الضغوط بشدة على قطر عقب تصريحات مثيرة لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، ألمح فيها إلى عدم قدرة الإمارة الصغيرة على استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 بمفردها، مشيراً إلى احتمالية نقل بعض مباريات الحدث الكبير إلى الدول المجاورة.
وقال "إنفانتينو" في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" البريطانية "إن قطر تستعد لاستضافة بطولة كأس العالم بمشاركة 32 منتخباً بثمانية ملاعب، لذلك فإن أي توسع سيعني أن مباريات إضافية يتعين أن تلعب خارج البلاد".
تلك التصريحات لم تكن وليدة اليوم، فقد سبقها تصريحات أخرى لرئيس "فيفا"، ألمح فيها إلى أهمية زيادة عدد المنتخبات المشاركة في كأس العالم، إذ قال خلال مؤتمر دبي الرياضي الدولي: "لم أُنتخب للجلوس على مكتب وافتتاح ملاعب في بلاد جميلة، ولكني هنا من أجل تطوير اللعبة. هناك منتخبات قوية مثل إيطاليا والكاميرون والولايات المتحدة لم تشارك في المونديال الأخير"، وهي إشارة غير مباشرة برغبته في أن يرتفع عدد المنتخبات المشاركة في قطر 2022، وليس الانتظار إلى 2026.
علاقة سيئة بالجيران
وبالنظر إلى علاقة قطر السيئة بجيرانها الخليجيين، فسيكون من المستبعد بشدة أن توافق تلك الدول المقاطعة للدوحة، على المشاركة في تنظيم الحدث الكبير، إلا في حالة رضوخ الإمارة الخليجية لشروط جيرانها في التوقف عن إشعال الفتن في المنطقة، والتعهد بعدم ضخ أموال لجماعات إرهابية أو تنظيمات متطرفة، أو جماعات مناوئة للأنظمة العربية، وهي الأزمة التي لا يتوقع حلها على المدى القصير في ظل تعنت النظام القطري، ومعاداته لجيرانه.
وما يعضد تلك الفرضية الأخيرة حول المقاطعة، ما لفت إليه وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، بقوله: "في تقديري أن مقاطعة قطر مستمرة في ٢٠١٩؛ لأنها مرتبطة بتغييرات واجبة في توجهات الدوحة المخربة، وسيستمر الفشل القطري في فك الإجراءات المتخذة ضدها برغم الكلفة الباهظة، الموقف القطري يحركه الأمير السابق وعبره يدافع عن إرث أوقع الدوحة في مأزقها".
مضيفاً في تغريدة أخرى حول مدى احتياج قطر لجيرانها: "النقاش الدائر حول عجز قطر عن استضافة كأس العالم دون مساهمة من جيرانها يتجاوز الرياضي واللوجستي ويؤكد الاحتياج الطبيعي للدول إلى محيطها، مراجعة سياسات الأمير السابق تتجاوز الأبعاد السياسية كما نرى".
الكويت توجه ضربتها
وعلى الرغم من أن الكويت ليست من بين الدول المقاطعة للدوحة، إلا أنها أعلنت على لسان رئيس الاتحاد الكويتي، أحمد اليوسف، رفضها استضافة مباريات من كأس العالم، إذ أشار "اليوسف" إلى أنه من الصعب تطبيق بعض شروط "فيفا" الرئيسية، على أرض الواقع في الكويت، وأبرزها السماح لجميع الجنسيات وبينها الإسرائيلية بدخول أفرادها إلى البلاد، وإصدار تأشيرات فورية لها لحظة وصولهم، خصوصاً وأن الشرط المذكور يحظر منع دخول أي جنسية سواء كانت تتبع المنتخبات أو المشجعين.
وأضاف: "حتى وإن اشترطنا أو حددنا هوية المنتخبات التي ستلعب في الكويت، فلا يمكن أيضاً منع دخول الجماهير التي تشجعها أياً كانت جنسياتها".
وتابع: "هناك شركات مشروبات روحية ترعى البطولة وترغب في البيع والترويج لمنتجاتها في ملاعب المباريات، وهو أمر محرم ومجرم لدينا في الكويت، فكيف سنحل هذه المشكلة؟".
ووجهت تصريحات الكويت ضربة قاصمة لمساعي الدوحة لتوزيع بعض المباريات على جيرانها؛ لعدم قدرتها على استضافة 48 منتخباً بمشجعيهم، وهو ما يضع "فيفا" في موقف محرج، إما سحب التنظيم من قطر، أو التخلي عن أهدافها التطويرية والتنموية بتوسيع رقعة المشاركة، وزيادة عدد المنتخبات الآن وليس في 2026، خاصة ما قد يستتبع ذلك من خسارة عقود إعلانية ضخمة متوقعة، وأرباح كبيرة تساعد في تطوير مسابقات "فيفا" وتطوير اللعبة.
مخاوف من الضرائب
ليست تلك هي فقط مخاوف الدوحة، ففي تقرير لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أبدت فيه مخاوفها من تأثير فرض قطر ضريبة على المشروبات الكحولية والروحية من تدفق المشجعين على الإمارة الصغيرة إبان كأس العالم.
فكتبت الوكالة الروسية: "من المحتمل أن تكون قضية رفع أسعار الكحوليات موضوعاً حساساً، في الفترة التي تسبق مونديال عام 2022، والتي من المتوقع أن تجذب أكثر من 1.5 مليون زائر دولي".
وفرضت الإمارة الخليجية، في الأسبوع الماضي، ضريبة على الكحوليات ومشروبات الطاقة والتبغ بنسبة 100%، فيما فرضت ضريبة بنسبة 50% على المشروبات الغازية.
وعلقت الوكالة الروسية على ذلك قائلة :"مع فرض الضريبة الجديدة، سيكون سعر المجموعة المكونة من 6 عبوات بيرة، أكثر من 20 جنيهاً إسترلينياً، بالنسبة للمغتربين وعشاق كرة القدم في قطر"، وهو ما يُشكل أزمة للمشجعين الغربيين على ما يبدو.
ومن المعلوم أن السلطات القطرية القائمة على التنظيم أباحت تناول الكحوليات للجماهير الوافدة لمشاهدة البطولة، وقال الأمين العام للجنة المشاريع والإرث القطرية حسن الذوادي في تصريحات سابقة، إن الجماهير سيكون بمقدورهم تناول الكحول في مناطق محدّدة، لافتاً إلى أن السلطات ستتعامل بـ "لطف كبير" مع أي شخص في حالة سكر في مكان عام.
العمال لا يتقاضون رواتبهم
وفي سياق متصل، أفاد تقرير حديث لمنظمة العفو الدولية بأن عشرات من العمال الأجانب الذين يعملون في المدينة التي تستضيف نهائي بطولة كأس العالم 2022 في قطر لم يتقاضوا أجورهم منذ شهور.
وتبين من تحقيق أجرته المنظمة الدولية، وأعلن عنه في سبتمبر الماضي، أن أحد متعهدي البناء في مدينة لوسيل "دمّر حياة بعض العمال" حيث لم يدفع لهم أجورهم بسبب "مشاكل في السيولة النقدية"، بحسب ما ذكرت "BBC".
وأوضحت المنظمة أن 78 عاملاً على الأقل، من نيبال والهند والفلبين، لهم مستحقات مالية تبلغ في المتوسط 2000 دولار. ويشارك هؤلاء العمال في جهود بناء مدينة لوسيل، التي ستحوي متنزهات، ومرافق مائية، وقرية ألعاب، بالإضافة إلى ملعب يستوعب 80 ألف شخص، ومن المقرر أن يستضيف مباراة افتتاح البطولة والمباراة النهائية.
وبرغم استبعاد متحدث باسم "فيفا" علاقة ذلك بكأس العالم، بقوله: "ليس هناك ما يدعونا للاعتقاد أن الأزمة على صلة بالفيفا أو كأس العالم 2022"، إلا أنه يلقي ظلالاً أخرى على مدى قدرة الإمارة الخليجية الصغيرة على استضافة الحدث الكروي الأبرز، في ظل كم الأزمات الكبيرة غير المحسومة حتى الآن، والتي تواجهها قبل أعوام قليلة على احتضان البطولة.