أخر الأخبار
الحكومة.. إعادة ترتيب الأولويات
الحكومة.. إعادة ترتيب الأولويات

لا تمتلك الحكومة حلولا سحرية لمعالجة الاختلالات الاقتصادية والمالية التي يعاني منها الاردنيون .. هذا صحيح لكن يمكن رسم خارطة طريق طويلة المدى تنطلق من إعادة ترتيب الاولويات وإبطاء التراجع العام الذي تشهده البلاد منذ سنوات، وتنفيذ إجراءات شاملة لتخفيض الانفاق العام وتحفيز الاقتصاد وتنشيط الطلب في الاسواق المحلية، وهذا قد يتطلب التضحية الوقتية من جميع الاطراف الحكومة والقطاع الخاص والمواطنين، ومع بدء تعافي الاقتصاد سترتفع حكما الايرادات المحلية وتخفيف البطالة والفقر، وهذه معادلة اقتصادية مالية لجأت اليها قائمة طويلة من دول العالم.
المفاصل الرئيسية لمقابلة الرئيس د.الرزاز مساء اول من امس الجمعة مع «رؤيا « تبث بصيص امل للتعامل مع التحديات الكبيرة التي نعيشها ويكتوي بنارها السواد الاعظم من الاردنيين من بطالة وفقر وغلاء متراكم، واول ما اعلنه الرئيس ان الحكومة لاول مرة منذ سنوات سيتم تغطية النفقات الجارية بالايرادات المحلية وهذا من شأنه السيطرة على الدين العام وعدم السماح له بالتفاقم ويقتصر على عجز الموازنة العامة والمؤسسات المستقلة المقدر بنحو 900 مليون دينار ويمكن تخفيضه في حال زيادة المنح الاجنبية والعربية للسنة المالية الحالية.
وللتخفيف عن الفقراء ومحدودي الدخل فإن تخفيض الضريبة العامة على المبيعات تشمل 150 سلعة معظمها غذائية يساعد في كبح غلاء مستشر وربما يتطلب الامر إجراء مراجعة للاسعار وزيادة الرقابة على الاسواق لضمان انعكاس هذه التخفيضات على المستهلكين، وربما الحاجة تتطلب تأسيس اسواق لبيع منتجات المزارعين بمعدل سوق واحدة في كل محافظة بهدف إزالة اثر الوسطاء الذين يرهقون المستهلكين برفع الاسعار لجنى ارباح غير عادلة.
اما السلع الارتكازية التي تؤثر في اسعار قوائم طويلة من السلع والخدمات يفترض ان يعاد النظر في اسعار وآليات احتسابها، وفي مقدمة هذه السلع المنتجات البتروليية والطاقة الكهربائية، فالجميع يتفق ..ان للخزينة حقا ضريبيا على المحروقات، الا ان التوازن مطلوب وربما ملح في ظل الظروف الراهنة، لذلك يفترض ان يتم تحديد مبلغ معين للسنة المالية 2019 تستوفيه من المحروقات وهذه ليست عملية صعبة فالاستهلاك من كل منتج معروف واسعاره في الاسواق العالمية معروفة، لذلك يمكن وضع المبالغ المستهدفة بعد وصول السلعة الى ميناء العقبة، هذا يتطلب إزالة الكلف المصطنعة حاليا من التبخر المبالغ فيها ورسم التخزين الاستراتيجي البالغ 100 فلس / ليتر وغير ذلك من الرسوم غير الموجودة في العالم.
استهلال طيب ابداه الرئيس الرزاز نأمل ان يتابع بقرارات لترسم خارطة طريق للإفلات مما نحن فيه.