أخر الأخبار
استقواء صهيوني واضح
استقواء صهيوني واضح

اعدت دولة الكيان المحتل، قائمة طويلة بممتلكات اليهود الذين هاجروا الى فلسطين عام 1948 من الدول العربية وايران، بواسطة مدقق حسابات اجنبي لم تكشف عن اسمه، واحصت المبالغ التي اعتبرتها ثمنا لتلك الممتلكات وتعويضا عنها ووصل المبلغ الى ربع ترليون دولار، وهي تستعد لطرحه على الطاولة بالتزامن مع اعلان صفقة القرن من قبل الرئيس الامريكي دونالد ترمب، المتوقع خلال حملة الانتخابات الاسرائيلية في نيسان المقبل دعما لرئيس وزراء الاحتلال نتنياهو.
الصهاينة الذين اغتصبوا كامل فلسطين من النهر الى البحر والجولان السوري، وقبلهما سيناء المصرية والجنوب اللبناني، يسعون الى الزام دولا عربية بتعويض اليهود الذين هاجروا الى فلسطين طواعية، واستولوا على بيوت وممتلكات الشعب الفلسطيني الذي هجّرته عصابات الارهاب والاجرام الصهيونية من ارضه، وأتت بهم الى مدن وقرى فلسطين بعد اجبار اصحابها بالقوة على الرحيل منها، وسكنوا البيوت الجاهزة والمجهزة، واستغلوا الارض والمزارع والبيارات، واغتصبوا كل شيء فوق الارض وتحت الارض، وستملكوه بقوة السلاح وارتكاب المذابح والمجازر بحق ابناء الشعب الفلسطيني، كل هذا ليس له ثمن، اما البيوت التي تركها اليهود بمحض اختيارهم في بعض الدول العربية، فانها تساوي 250 مليار دولار، وعلى الدول العربية دفعها للكيان الصهيوني، كما تقول الرواية الصهيونية، في رسالة تحمل في طياتها تهديدا مبطنا لتلك الدول، وتفوح منها رائحة استقواء نتنة، سوف تزداد الرائحة انتشارا وكثافة، مع الاعلان عن تفاصيل صفقة القرن الامريكية المرفوضة جملة وتفصيلا، ومحاولة فرض بنودها ومرفقاتها بالقوة على الجميع، اي على العرب والفلسطينيين، لانها من الالف الى الياء لصالح الاحتلال وخدمة مشروعه التوسعي في المنطقة.
يرى الكيان المحتل بأن الفرصة مواتية لطرح مثل هذه المطالب، في هذه المرحلة التي لا تخالف الادارة الامريكية فيها طلبا صهيونيا، وآخر دليل على ذلك، التراجع عن سحب القوات الامريكية من سوريا بناء على طلب نتنياهو، ووفقا لرغبته وخطته، حتى اصبح القرار الامريكي يطبخ في تل ابيب .
من الذي يجب ان يدفع الثمن والتعويض، علما بأن اصحاب الاراضي المحتلة الشرعيين العرب والفلسطينيين، لم ولن يبيعوا سنتمترا واحدا من اراضيهم وممتلكاتهم، التي اغتصبها الصهاينة منهم بالقوة لو فرشوها ذهبا، لكنه سؤالا منطقيا للرد على هكذا طلب صهيوني وقح وساذج، مع ان زمان الشقلبة الذي نحن فيه، يمكن ان يستقبل روايات اكثر سخافة من الرواية الصهيونية تلك، المدعومة امريكيا بلا حدود.
تشير التقديرات ان اليهود الذين هاجروا الى فلسطين من الدول العربية عام النكبة، ضاعفوا في ذلك الوقت عدد اليهود في فلسطين، وشكلوا قوة سكانية وفرت دعما معنويا بشريا استراتيجيا للاحتلال الصهيوني، ساعد كثيرا في تمكين اليهود والعصابات الصهيونية المسلحة من احتلال المزيد من المدن والقرى الفلسطينية شمال فلسطين، وكان لهم دور كبير وهام في تثبيت الوجود اليهودي في فلسطين.
الدول العربية المعنية، يجب ان يكون لها موقفا موحدا حازما وحاسما من خلال الجامعة العربية، يرفض هذا العراء الصهيوني، ويطالب الكيان المحتل بالتعويض عن معاناة الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة، والسوري في الجولان المحتل.