أخر الأخبار
وُلدتُ دون سند لي
وُلدتُ دون سند لي

السلام عليكم

"ولدتُ دونَ سندٍ لي لا أبٍ ولا أم ، عشتُ في سجنٍ أو ما يُسمى( بدار رعاية الايتام)، عشتُ أقسى الظروف التي لن تُنسى... 
كبرتْ وخرجت مِنَ سجنْ وكأنمآ تم الإفراج عني بعد وقتٍ طويل ،خرجت ُ الى الحيآة بحثاً عن حياة جديدة ،تم تأميني بدارٍ صغيرة أو كما يُقال لها (علبة سردين) فلا مشكلة بذالك فهيَ لوحدي وأهون علي أن أرى السجانين كل يوم.
بدأتُ حياتي بتعرفِ عل اصدقاء ٍٍ جدد وكنتُ فرحاً بذالك فكل يوم اقضيه ب(طلعات وطشات)،وكل شيءٍ مفتوحٌ أمامي دون رقيبٍ ولا عتيدْ فكل الطرق امامي ولكن كنت أكره القيام ببعضها .
تعرفتُ على صديقٍ جديد وكان كل شيء ٍٍ على ما يرام حتى دارة الحوار ...
: اسمع بدي سألك انتا وين اهلك ..
:بدك الصراحة انا ما رح اخفي عليك انا ولد تريبت بدار الايتام اجيت وانا عمري اشهر 
:ااااه يعني انتا طفل لقيت
: شو يعني لقيت؟
:يعني اهلك خلفوك ما بدهم اياك أو بقولولهم ولاد حرام و اجو بل غلط يعني فك شهوة.
سمعتُ ذالك وكأنما وابلٌ من رصاص اردتني قتيلا في داخلي، ذهبت الى المنزل وانا استند على الحائط مثل عجوز تجاوز ٩٠من عمره 
نمت على سرير ونهارت دموعي ...
لماذا لماذا تركتموني وحيدا ما ذنبي بذالك لم اذق معنى الحنان ولو قليل هل انا فعلا (أبن حرام) ؟بس انا بعرف ولاد الحرام يسرقوا وبضروا الناس وبنصبوا وانا مش هيك . ...اردتُ الانتحار ولكنني تراجعت.
أصبحت مثل العجوز في كل شيء أحب العزلة وأكره البشر وأكره نفسى .
انظر الى الهوية الشخصية واقول :هل هذا اسم ابي وامي ام اسماء مزيفة وضعت لتسهيل اموري الشخصية ؟
عانيت من حالة نفسية شديدة ،وكان عندما يحلُ علينا العيد يزداد الأمر سوء عندما ارى الاطفال وملابسهم الجديدة وبرفقت اهلهم ويحملون العيديات ويفعلون كل شيء...
احتجتُ لوقت طويل لكي اتحسن واقول دائما: هل هذه الحياة التي كنت انتظرها طويلاً فآ ولله السجن افضل لي من كل ذلك . وأصبح كل من يسالني عن والدي لقد توفيا ولا يوجد أي احد لي 
تعرفت على فتاة وكانت يتيمة الأب وعانت ضروف قاسية فقررت الزواج بها ولكن كان المانع لدي قصتي ..هل ستقبل بي ؟ سوف احاول قمت بمصارحتها واخبرتها بقصتي وفرحت كثيرا عندما وافقت بي،
عشتُ حياة سعيدة متغاضي عن الماضي الأليم.
ورزقت بأول مولدٍ لي كنت فخور به وانساني الآمي، كَبُرَ أبني وكنت حريصاً عل تربيته وتوفير احسن الظروف له وأتذكر أول لحظة قال فيها وبثقالة اللسان (بابا) احتضنته بقوة أصحبت دموعي تنهمر مثل الطفل الصغير فاقدا الحنان والحضن الدافئ الذي حرمت منه واقول لماذا تركتموني وتخليتم عنيوانا احتاج ايضاً لذالك
وأخذت عهداً على نفسي انا لا اجعله وحيدا طالما انا حيٌ .