منذ أن أخذ «موظفو» نظام بشار الأسد الصغار ، وآخرهم المندوب لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، يتحدثون عن تسرب أسلحة وذخائر إلى المعارضة السورية عبر الحدود الأردنية اتضح أنَّ هذا النظام يسعى إلى الهروب من استحقاق ، بات قادماً لا محالة، عبر الجبهة الجنوبية التي هي أخطر الجبهات بالنسبة إلى دمشق العاصمة بالمسارعة إلى تعليق غسيله «الوسخ» على المشجب الأردني والمسارعة إلى اعتبار الثوار السوريين الذين سيشعلون هذه الجبهة «مجموعات إرهابية خارجية».
ولعل ما يعتبره استكمالاً لما يريده هذا النظام من خلال الهروب من أزمته بإلقاء المسؤولية على جهات خارجية أنَّ حدودنا مع الشقيقة العزيزة سوريا بدأت تشهد تسريباً متزايداً من جنسيات متعددة وبدأت تشهد تهريباً متصاعداً لأسلحة ومتفجرات لا يمكن أن تكون في طريقها إلى فلسطين كما كان يدعي حزب الله اللبناني وكما كانت تدعي تنظيمات تدَّعي أنها فلسطينية وهي في حقيقة الأمر مجرد امتدادات للأجهزة الإستخبارية السورية وقوات «الباسيج» التابعة للحرس الثوري الإيراني.
والمعروف أن هذا النظام وبلسان رئيسه بشار الأسد كان قد واصل التهديدات منذ انفجار هذه الأزمة ، التي تحولت إلى حرب طاحنة مدمرة أكلت الأخضر واليابس، بأنه سينقل الفوضى والعنف إلى الدول المجاورة وحقيقة أنه هو من أوصل لبنان إلى هذا الوضع الذي وصل إليه وأنه بقي يحاول الوصول إلى القلعة الأردنية الصامدة والتي بقيت صامدة كل هذه السنوات الطويلة وبخاصة في فترة حكم عبد الحميد السراج وفترة محاولات الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد الإمساك بأوراق المنطقة كلها لمفاوضة الأميركيين للتوصل إلى الحل الذي يريده هو لأزمة الشرق الأوسط.
هناك مثل يقول :»عكا لا تخشى هدير البحر» والمفترض أن هذا النظام ، الذي استبدل «المراجل» على الإسرائيليين بـ»المراجل» على الشعب السوري والذي استبدل جبهة الجولان بالجبهات المشتعلة بالبراميل المتفجرة في حلب ويبرود وحماة وحمص وإدلب وفي كل مكان، يعرف أنَّ الأردن لو فتح حدوده الشمالية للمقاتلين والثوار و»المجاهدين» ضده لما صمد حتى الآن وذلك مع أنَّ سبب صموده هذا هو تحول هذه الحرب المدمرة إلى حرب إيرانية وروسية وحرب ميليشيات مذهبية وطائفية ضد شعب مظلوم ومكلوم ثار من أجل حريته وكرامته التي بقيت مستباحة على مدى خمسين عاماً وأكثر.
وأيضاً فإنه ، أي هذا النظام، من المفترض أنه يعرف أنَّ هناك جنوداً «بواسل» يدافعون عن الحدود الأردنية وأنَّ هناك قادةً يقودون هؤلاء الجنود تخرجوا من مدرسة الحسين وعبد الله بن الحسين وأنهم لا يتقنون إلاَّ مهنة الدفاع عن هذا الوطن والدفاع عن شرف الأمة العربية وأنَّ هناك شعباً ملتفاً حول قيادته سيتحول وعلى الفور إلى سرايا وكتائب مقاتلة إذا حاول معتدٍ ظالم تدنيس تراب وطنه الطهور.
إنَّ الجيش العربي جيش هذا البلد ، الذي أصبح ملاذاً للعرب كلهم وفي مقدمتهم الأشقاء السوريون الأعزاء، لم يُسجَّلْ عليه أنه تجاوز حدود أي دولة شقيقة لها حدود مع الأردن إلاَّ من أجل المساندة والدعم والدفاع عن عاصمة عربية غدت مهددة ولعلَّ من يتربعون على قمة نظام سوريا العزيزة الآن قد أبلغهم آباؤهم أنَّ وحدات هذا «الجيش العربي» كانت في مقدمة المدافعين عن دمشق الشام في عام 1973 وأنَّ دماء جنوده وضباطه الأبطال قد خَضَّبت تراب حوران والجولان الذي نعتبر قدسيته بمثابة قدسية التراب الأردني فالأردنيون عرب وجيشهم عربي وكذلك تراب وطنهم الذي لا يعرف أهله لا المذهبية ولا الطائفية.
إننا في هذا البلد سنبقى نتحلى بصبر كصبر أيوب وإننا سنبقى نعض على الجرح بالنواجد وإننا سنحاول وبكل جهدنا تجنب محنة المواجهة مع جيش من المفترض أنه جيش عربي.. لكننا إذا اضطررنا لحماية شعبنا وبلدنا من الذين استباحوا دماء شعبهم وكرامته فإننا سنلقن هؤلاء درساً لن ينسوه وكل هذا إنْ كان شعب سوريا البطل سيُمهلهم ليعيشوا فترة أطول بعد أن غاصوا في دماء أبنائه الأبرياء حتى أعناقهم.