عمان - الكاشف نيوز : قال الدكتور حازم الناصر وزير المياه والري ان الاردن يعيش حالة غير مسبوقة من انحباس الامطار وان المملكة لم تشهد هذا الواقع منذ عقود طويلة
ودعا الناصر في بيان صحفي صدر عن الوزارة اليوم السبت جميع اطياف قطاع المياه في المنطقة والخبراء المعنيين الى وضع خطة طوارئ للتعامل مع حالة الجفاف التي تشهدها المنطقة كون مصادر المياه المتاحة حاليا متذبذبة معربا عن خشيته انها لن تفي بالمتطلبات التي يحتاجها قطاع المياه خلال الصيف القادم خاصة في ظل استمرار الاوضاع الاستثنائية التي تسود المملكة والمنطقة بشكل عام نتيجة توافد مئات الالاف من اللاجئين السوريين مما يحتم اتخاذ اجراءات غير مسبوقة لتجاوزها.
وبين ان الوزارة قامت بإعداد خطة طوارئ منذ 4 اسابيع لمواجهة ظروف انحباس الأمطار والتي جاءت بعد دراسة للواقع المطري بشكل مفصل والاستعانة بخبراء ومنظمات ومؤسسات دولية حيث تبين ان هذا العام هو عام جاف وان الموسم المطري الحالي جاف ايضا حيث تقوم ادارة قطاع المياه بوضع البدائل والخيارات المدروسة للتعامل الدقيق مع الواقع المائي لكل منطقة على حدة بحيث يتم الاخذ بعين الاعتبار الظروف التي تشهدها تلك المناطق بما في ذلك الزراعات المروية في وادي الاردن ليتم اقرارها من لدن مجلس الوزراء والاعلان عنها خلال الاسابيع القادمة وتشمل اتخاذ الاجراءات الكفيلة بالتعامل مع هذه الظروف بكل مسؤولية وكفاءة .
واشار ان كل الاحتياطات والجهود التي قامت بها الوزارة خلال الخطط العاجلة والمدروسة والتي بدأت بالاستعجال في ايصال مياه الديسي ستساهم في التصدي للضغوطات المتزايدة والاعباء التي يعانيها قطاع المياه وكذلك انجاز عدد من المشاريع المائية ومشاريع الصرف الصحي .
واضاف ان الدراسات تشير الى ان الهطول المطري للسنوات القادمة في الاردن سينخفض بنسبة 15بالمئة وان التبخر سيرتفع 3بالمئة وان الطلب على المياه لأغراض الزراعة سيرتفع 18بالمئة في حين ان كميات المياه المتاحة ستنخفض حوالي 30بالمئة مشددا على ضرورة تكاتف جميع الفعاليات الشعبية والرسمية حكومية كانت ام أهلية لمواجهة تحديات انحباس الامطار والتي تؤدي الى الجفاف.
وقال الناصر ان كميات الامطار الساقطة على المملكة تختلف حسب الزمان والمكان فهي تسقط غالبا خلال الفترة ما بين شهري تشرين الأول ونيسان من كل سنة مائية علما أن حوالي80بالمئةمن الأمطار السنوية تسـقـط ما بين شهري كانون الأول وآذار،وبناء على اختلاف الظروف المناخية في الأردن نتيجة لاختلاف الملامح والتراكيب الطبوغرافية وانه من الملاحظ أن هذا الموسم قد بدأ في شهر كانون الأول وكانت بداية تبشر بموسم مطري جيد ولكن لوحظ أن شهر كانون الثاني كان انحباس الأمطار فيه ،واضحاً في المناطق الشمالية والوسطى من المملكة تبعه تساقط مطري متوسط في المناطق الجنوبية من البلاد الذي يشير أن هناك ظاهرة تغير مناخي.
وكشف ان بيانات سجلات الامطار في الوزارة تؤشر أن المعدل طويل الأمد لشهر كانون الثاني مقارنة بالمعدل طويل الأمد على المملكة قد بلغ 61.6 ملم أي ما نسبته 65 بالمئة وان حجم الامطار الساقطة على المملكة للموسم المطري 2012/2013 في شهر كانون الثاني بلغ حوالي 4645 مليون متر مكعب والذي شكل ما نسبته 57بالمئة من المعدل طويل الأمد في حين انه لم تسقط الامطار على المناطق الشمالية والوسطى في كانون الثاني 2014 بينما كان هناك هطول مطري على المناطق الشرقية والجنوبية تراوحت ما بين 2-8ملم.
في حين بلغ مجموع حجم المطر التراكمي الساقط على المملكة من بداية الموسم 2013/2014 وحتى تاريخ 2014/1/30حوالي 2608.8 مليون متر مكعب مشكلاً ما نسبته حوالي 3ر31بالمئة من المعدل السنوي طويل الأمد في حين انه بلغ مجموع حجم المطر التراكمي الساقط على المملكة للموسم 2012/2013 لنفس الفترة الزمنية حوالي 6371 مليون متر مكعب مشكلاً ما نسبته حوالي 76,6بالمئة من المعدل السنوي طويل الأمد مما يبين بشكل واضح تدني وتراجع كميات الهطول .