أخر الأخبار
لا جديد في جعبة كيري !
لا جديد في جعبة كيري !

سوف نضطر ان نكتب مرة ومرتين وثلاث مرات وربما اكثر من ذلك عن مقترحات كيري للسلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وذلك لخطورة ما يتسرب منها من معلومات واثرها بعيد المدى على القضية الفلسطينية وتصفيتها نهائيا وفقا لتصورات هي اقرب ما تكون للتصورات الاسرائيلية.
ففي اللقاء الاخير الذي جمع محمود عباس بكيري في باريس يوم الخميس الماضي والذي دام قرابة ثماني ساعات، اعاد وزير الخارجية الاميركي نفس الافكار السابقة على الجانب الفلسطيني، ولكن هذه المرحلة بصورة مباشرة ومحددة اكثر من اللقاءات السابقة التي عقدت خلال الاشهر السبعة الماضية.
القدس: تحدث كيري عن عاصمة فلسطينية في القدس، وهي صيغة مبهمة فلم يقل في القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل في الرابع من حزيران عام 1967، عاصمة في القدس تعني في اي منطقة تعد جغرافيا جزءا من القدس مثل ابو ديس او العيزرية او منطقة اخرى.
في موضوع غور الاردن: اظهر كيري تفهما للموقف الاسرائيلي في السيطرة على طول منطقة غور الاردن.
في موضوع الاستيطان: تحدث كيري عن امكانية ان يتم تجميد مؤقت للبناء او التوسع في المستوطنات البعيدة او النائية اما المستوطنات الكبيرة فمن الصعب التوقف عن عمليات التوسع فيها، وهو ما يعني اعتراف واضح بمشروعيتها ومشروعية توسعها وغموض حول مصير هذه المستوطنات في اتفاقية الاطار المزمع بلورتها خلال زيارة كيري للمنطقة في الشهر القادم.
يهودية الدولة: اعاد كيري الحديث عن يهودية الدولة الاسرائيلية مقابل دولة فلسطينية، معتبرا ان قرار التقسيم رقم 181 الصادر في 29 نوفمبر من عام 1947 قد تقرر فيه اقامة دولتين دولة عربية - فلسطينية واخرى يهودية، واعتبر كيري هذا اساسا قانونيا قويا لمبدأ يهودية الدولة الاسرائيلية.
اللاجئون: عودة اللاجئين ستكون الى الدولة الفلسطينية وليس الى اسرائيل وسيتم الاتفاق على أعدادهم.
كيري خلال اللقاء اشاد بشجاعة عباس عما طرحه من افكار خلال لقائه مع الطلبة الاسرائيليين الاسبوع الماضي وطالبه كيري الاستمرار في تناول مثل هذه اللغة في الحديث مع الفلسطينيين باعتبارها تمهد الطريق من اجل تقبل الفلسطينيين لمبدا يهودية الدولة الاسرائيلية.
في المعلومات ان عباس طلب من كيري الاطلاع على نص المقترحات بشان اتفاق الاطار الا ان كيري رفض وابلغه انها ستكون جاهزة في ظرف اسبوعين الى ثلاثة اسابيع.
اعتقد ان الجانب الفلسطيني في ظل رفضه الرسمي والمعلن الى الان لتلك الطروحات عليه ومن اجل زيادة مناعته السياسية ضد هذه الافكار الخطيرة التي ستنسف مجمل الحقوق الوطنية الفلسطينية وما يسمي على مدى اكثر من اربعة عقود « الثوابت الوطنية « عليه ان يحصن رفضه بداية بقرار من الجامعة العربية ومن المهم جعل دول مجلس التعاون الخليجي وبخاصة المملكة العربية السعودية بحجم ثقلها وعلاقاتها المهمة والمؤثرة مع واشنطن ان تتصدى لقرار الرفض هذا، ولمزيد من تقوية وتصليب الموقف الفلسطيني يمكن العودة للشعب الفلسطيني باستفتاء شعبي يعطى فيه الشعب حق قول «لا» او نعم لهذه الافكار.