وكالات - الكاشف نيوز : نشرت صحيفة "الخليج" تقريرا عن المفاوضات الدائرة بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي في عددها اليوم الثلاثاء، وصفت فيه أن كل ما تقوم به أمريكا هو منح دولة الكيان الاحتلالي كل شي وجاء في التقرير:
بينما يستعد جون كيري ومساعدوه لعرض "إطار اتفاق" مقترح على الجانبين الفلسطيني و"الإسرائيلي"، بدأت تتسرب معلومات عن هذه الخطة الأمريكية. وفي موقع "اونز ريفيو"، عرض الكاتب فيليب جيرالدي النقاط الرئيسية في هذه الخطة، التي تكاد لا تعطي الفلسطينيين أي شيء من حقوقهم . وجيرالدي سبق أن عمل ضابط استخبارات عسكرية لدى ال"سي آي إيه"، وهو يتولى حالياً منصب المدير التنفيذي لـ"مجلس المصلحة الوطنية"، وهو منظمة أهلية تدعو لسياسة أمريكية متوازنة في الشرق الأوسط، كما أنه ينشر مقالات وتحليلات عبر وسائل إعلامية .
وفي مقاله كتب يقول: السفير السابق مارتن انديك هو المفاوض الرئيسي بشأن المبادرة التي يعدها وزير الخارجية جون كيري لتحقيق السلام بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين، ويترأس فريق مفاوضين جميعهم تقريباً يهود، بمن فيهم ديفيد ماكوفسكي، "خبير رسم الخرائط" وعضو لجنة العلاقات العامة الأمريكية "الإسرائيلية" (آيباك) . ويقوم انديك حالياً باطلاع لفيف من الزعماء اليهود الأمريكيين على خطته، بينما هو يخفي هذه الخطة عن كل من عداهم . وقد لاحظ الصحفي الأمريكي سكوت ماكونيل أن "الإسرائيليين" يزعقون احتجاحاً على توجهات كيري، رغم أنهم سيحصلون على كل ما يريدون تقريباً . وذهب سياسيون "إسرائيليون" إلى حد التشنيع على كيري شخصياً، في حين أن حاخامات متشددين حذروا من أن الله سوف يهلكه .
وفي هذه الأثناء، يرجح أن يرضخ القادة الفلسطينيون الفاسدون للضغط الأمريكي، بانتظار الامتيازات التي سيحصلون عليها عندما تبدأ أموال المتبرعين بالتدفق عقب توقيع الاتفاق . أما الشعب الفلسطيني، فسوف يحصل على أسوأ جزء من صفقة غير متكافئة .
ولا شك أن هدف كيري هو الحصول على الحد الأقصى الممكن ل"إسرائيل"، واستدراج الفلسطينيين لقبول الحد الأدنى الذي يكفي لحملهم على التوقيع على شيء ما . وحتى إذا أراد كيري أن يكون وسيطاً نزيهاً، فهو يعرف أنه لا يستطيع سلوك هذا النهج، لأن اللوبي "الإسرائيلي" متنفذ جداً، وأن المشاعر المتعاطفة مع الفلسطينيين لا تعني شيئاً عندما يتعلق الأمر بالانتخابات الأمريكية . ورئيس كيري، باراك أوباما، يضع في حساباته انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في وقت لاحق من العام الحالي، ولن يرغب إطلاقاً في مخاصمة أصدقاء "إسرائيل" .
وهناك معلومات متداولة في واشنطن بشأن "إطار اتفاق" يعده كيري لاقتراحه على الفلسطينيين و"الإسرائيليين" . وفي محادثاته مع الزعماء اليهود الأمريكيين، أوضح انديك أن ثلاثة أرباع المستوطنين "الإسرائيليين" سيتمكنون من البقاء في الضفة الغربية، أي نحو 400 ألف شخص . وستكون هناك مقايضات أراض تناسب المستوطنات، تشمل إعطاء الفلسطينيين قطعاً من أراض تعد حالياً جزءاً من "إسرائيل" . وعملية نقل بقية المستوطنين ستتم خلال فترة تستغرق ثلاث إلى خمس سنوات .
وإحدى النقاط الرئيسية الأخرى في خطة كيري، هي إعطاء أموال للفلسطينيين الذين هجّرهم "الإسرائيليون" عامي 1948 و،1967 مقابل تخليهم عن حق العودة إلى ديارهم في المستقبل . كما أن أموالاً ستعطى إلى اليهود الذين تركوا بيوتهم في البلدان العربية، ليس لأنهم يفتقرون الآن لمنازل، وإنما لحشد دعم سياسي داخل "إسرائيل" لاتفاق سلام ما . وبالمثل، سيحصل المستوطنون الذين سيرغمون على ترك بيوتهم في الضفة الغربية على تعويضات . ويفترض أن الأموال اللازمة لذلك، والتي ستبلغ عشرات مليارات الدولارات، ستأتي من واشنطن .
ويصر "الإسرائيليون" أيضاً على أن يعترف الفلسطينيون ب"إسرائيل" ك"دولة يهودية"، وهذا مطلب يبدو أن الرئيس وكيري يؤيدانه، على الأقل خطابياً . وهم يطالبون أيضاً بالاحتفاظ بسيطرتهم العسكرية على وادي نهر الأردن . وهذا مطلب من شأنه إعاقة أي اتفاق، ولكن من الممكن الالتفاف حوله من خلال تشكيل قوة أمريكية أطلسية تتولى الأمن .
والمناقشات الجارية بشأن "إطار الاتفاق" ستمنع الفلسطينيين أيضاً من الذهاب إلى الأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول، وهذا خيار تتخوف منه كل "تل أبيب" وواشنطن بسبب الدعم الدولي الكاسح للقضية الفلسطينية .
وحسب الخطة، سيتنازل الفلسطينيون من حيث المبدأ عن السيطرة على الكتل الاستيطانية الكبرى التي تفصلهم عن القدس، والتي تجزئ أيضاً الضفة الغربية إلى مربعات تشطر الضفة الغربية باتجاهي شمال جنوب وشرق غرب . وإذا ما سمح للفلسطينيين بإعلان جزء من القدس الشرقية عاصمة لهم، فسوف يكون مطوقاً ب"إسرائيل"، وقد لا يمكن الوصول إليه إلا عبر طرقات يسيطر عليها الجيش "الإسرائيلي" . والمستوطنات الواقعة خارج القدس ذاتها بنيت أساساً على أرض جيدة، وصالحة للزراعة،
ولديها منفذ إلى المياه، في حين سيحصل الفلسطينيون على أرض غير مغلة لا يريدها "الإسرائيليون" أصلاً .
وهناك تفاصيل أخرى سيتعين حلها خلال المفاوضات، وهي تثبت أن دولة فلسطينية ستكون فقط محدودة السيادة . وتشمل هذه التفاصيل مطالبة "إسرائيل" بأن تكون فلسطين منزوعة السلاح تماماً، وأن تسيطر هي على حدودها، وأن تكون موارد المياه تحت إدارة "إسرائيلية"، كما تشمل رفض "إسرائيل" السماح للفلسطينيين ببناء مطار خاضع لسيطرتهم . ومن الممكن أيضاً أن تتضمن الخطة احتفاظ "إسرائيل" بالطرقات الحالية المخصصة فقط لليهود، من أجل ربط المستوطنات .
وهكذا ستكون هذه الصفقة سيئة جداً بالنسبة للفلسطينيين . ولكن نظراً إلى عدم وجود قيادة فعالة، فلن تكون لديهم سوى خيارات محدودة، بما فيها اللجوء إلى العنف مرة أخرى .
وأعتقد أنني لو كنت فلسطينياً، لكنت أبدأ بالرشق بالحجارة، ثم أصعّد باستخدام قنابل يدوية -إن استطعت الحصول عليها . وفي الواقع، الفلسطينيون مغلوبون على أمرهم بمواجهة عدو قوي ووحشي مدعوم من القوة العظمى الوحيدة في العالم . ولقد أصبحوا ضحايا المحتلين "الإسرائيليين"، وأيضاً ضحايا قادتهم أنفسهم . وبصفتي أمريكياً، أشعر بالخزي لدور واشنطن في إخضاع الشعب الفلسطيني . ونحن الأمريكيين أيضاً يجب أن نرشق حجارة، ولكن موجهة إلى الكونغرس، والبيت الأبيض، وكبريات وسائل الإعلام، وجميعهم جعلوا بلدنا يصبح قلباً متحجراً .