رغم الوضوح الكامل في تصريحات جلالة الملك وخطاباته وكلماته ما زالت تخرج هنا وهناك أصوات نشاز غير ذات وزن أو تأثير؛ لا شعبوياً ولا سياسياً، لثقة الناس بأقوال الملك وتعهداته ومواقفه الواضحة والقاطعة لمن لا يضع على عينيه غشاوة.
أحسن جلالة الملك صنعاً حينما عرض على كبار المسؤولين في الدولة والأردنيين شريطاً أرشيفياً يسجل بالصوت والصورة والمكان والزمان أقوال جلالته المؤكدة أن لا وطن بديلاً في الأردن؛ مطمئناً شعبه، كعادة جلالته، أن الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين.
تلويحات الملك بكشف الأسماء في الربيع القادم؛ إن جاوز الظالمون المدى، رسالة واضحة المعالم والتفاصيل لا لبس فيها ولا جدال إلاّ عند فئة محدودة معدودة على الأصابع تخرج كل مرة بنفس النغمة والصوت النشازين في مجتمع آمن يريد أن يحيا موحداً، ومن المؤمل، حسب حديث الملك أن يسعى لاستكمال برنامج الاصلاحات السياسية والاقتصادية لا الخوض في المجهول.
الوضوح الذي اتسم به خطاب الملك أمام رؤساء السلطات، والرسائل القيّمة تعطي صافرة إِنذار أخيرة لكل الذين يلعبون بنار الوحدة والسلم الأهلي ليعزفوا تارةً على الهوية والحفاظ عليها، ثم يعاودوا عبر بيانات وكلمات تكتب بنفس اللهجة والطريقة بغية التشويش على التآخي والمحبة اللذين يسودان جلّ المجتمع الساعي للأمن والسلام.
بالأمس كانت الدنيا قائمة وجهود الملك متتالية لوقف سعي بعض الأعضاء في الكنيست الإسرائيلي بسط السيطرة على الأماكن المقدسة والوقفية التي ترعاها وفي عهدتها الوصاية الهاشمية، ومع ذلك ظل من أشار إِليهم الملك يسعون لذات المبغى والهدف واللعب على عواطف الهوية والدم والتراب الوطني، ولا أظنهم سيقفون لأن وراء الأكمة ما وراءها..
ثقة الأردنيين بمليكهم كبيرة وإِيمانهم بما يقول لا حدود له، ولهذا لن يستطيع أيٌ كان وإِن عزف على أي لحن أن يغير من وجهة نظرهم وإِحساسهم بمسؤولية الملك وحكمته وحرصه على سيادة الأردن وعدم التفريط بذرة من ترابه أو أي حل على حسابه مهما تعاظمت المغريات وهو ما أشار إليه جلالته بوضوح بالغ خلال اللقاء الأخير..
فليطمئن الأردنيون ويضعوا ثقتهم في سلة ملك قل نظيره في الرؤيا وبُعد النظر وكفى الله الأردنيين شر المشككين..