أنقرة-الكاشف نيوز:كشف أنس دوخان، زوج شقيقة الفلسطيني المقتول في السجون التركية زكي مبارك، عن حقائق تدحض الرواية الكاذبة التي تروجها أجهزة أمن وإعلام رجب طيب أردوغان.
وقتل المحتجز الفلسطيني، الأحد الماضي، في سجون المخابرات التركية في ظروف غامضة، وسط ادعاءات السلطات بانتحاره، بينما اتهمت أسرته نظام أردوغان بتصفيته بعد فشلها في انتزاع اعترافات بجريمة التجسس التي لم يرتكبها.
وقال دوخان، في مقابلة مع "العين الإخبارية"، إن تركيا ارتكبت بحق القتيل 3 جرائم، بدأت بتعذيبه الشديد ومن ثم قتله، والافتراء عليه بالانتحار، ومنع تسليم جثمانه لإخفاء الحقيقة.
وأضاف "عاش زكي بيننا عمراً طويلاً، ونعرفه جيداً ونعرف كيف يفكر، وكيف يدير الأمور بحكمة ورؤية وصبر شديد، اكتسب صفات القائد وقدرة التحكم من خلال عمله العسكري".
وأوضح أنه "خريج كلية حربية، وخاض كثيرا من الاشتباكات المسلحة، سواء بالتدريبات أو بالمواجهات المباشرة، وتحمل كثيرا من الظروف القاسية، ولسنوات عديدة، ولم يهن له عزم ولم يستسلم، فكيف بعد أيام من اختطافه والزج به في السجون التركية ينتحر؟!".
وأكد أن "هذه الفرية لا تنطلي على عاقل ولا مجنون، وأيا كانت الظروف فإن أجهزة أمن أردوغان هي التي تتحمل مسؤولية ما جرى لزكي، كيف وبأي طريقة ليس مهم".
ومضى قائلا: "هل وضعوا له مشنقة على باب الزنزانة ليشنق نفسه؟! أم أنهم وضعوا له السم في الطعام؟! أم أرسلوا له من يقتله غدراً؟ أيا كانت الوسائل التي قتلوا فيها زكي فالجريمة واحدة".
وأشار إلى أن "زكي مبارك مشهود له بقوة لا تلين وبإيمان شديد بالله، فهو من صغره مواظب على عبادته، ومستقر النفس دوماً، ومنسجم مع ذاته، وأكثر من يعرف ماذا يريد، ومنضبط بالتوازن، فقد مارس العمل الأمني واكتسب صفات قدرة التحمل والاتزان بشكل لا يمكن أن ينقله إلى مربع الانتحار والعياذ بالله".
وتابع: "هذا الافتراء التركي مرده أمر عظيم، وهو التغطية على جريمة ارتكبت بحقه، وما تأخير تسليم جثمانه تحت ذرائع واهية والتسويف والمماطلة إلا دليل مضاف على جملة الأدلة بأن الأمن التركي ارتكب جريمة شنيعة بحق زكي مبارك".
وتساءل دوخان في حديثه لـ"العين الإخبارية": كيف يقدم على الانتحار وهو أب لـ9 أولاد في الوطن والشتات، وتعلقه بهم لا يوصف، وينتمي بشكل أبوي لأسرته حتى شقيقته سناء كان يصلها ويتواصل معها بشكل يومي، ولا يخفي عنها صغيرة ولا كبيرة، كان جل همه أن يستقر في عمل تجاري ليجمع شمل أسرته، ويتغلب على الظروف المالية السيئة التي تمر بها الحالة الفلسطينية، خاصة بعد تقليص قيمة الرواتب؟".
وقال إن زكي مبارك "من النوع الذي لا يستكين ولا يسلم بالضغوط ولا ينتظر حلولاً خارجية، ويبادر لوضع الحلول للأزمات والمشاكل التي تواجهه، فاختار أن يفتح تجارة نظيفة تدر عليه الأموال لكي يواجه بها متطلبات أسرته واحتياجاتهم، خاصة وأن أولاده كبروا وصار منهم طلاب جامعيين ولهم مصاريفهم".
وأكد أنه قتل غدراً وهذا ما تؤكده جميع الوقائع بما فيها شهادة المحامي الذي وكلته العائلة وهو في فترة سجنه، والذي أكد براءته من جميع التهم المنسوبة إليه وأن خروجه سيكون يوم الثلاثاء 30/4/2019 أي قبل تسريب خبر اغتياله بيومين.
وشدد أنس دوخان على أن جميع ما تم نشره من قبل إعلام تركيا، وبعض المدافعين عن نظام أردوغان خارجها ليس له دليل على صحته، وكل التسريبات تدين أجهزة أمن تركيا.
وطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية للكشف عن الحقيقة، وتقديم الجناة للعدالة الدولية، وإظهار براءة زكي وإجراءات أخرى سيتم تحديدها من قبل العائلة ومحاميه.
وزكي مبارك ضابط متقاعد يحمل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من جمهورية مصر العربية، خرج من قطاع غزة بعد الأحداث الدامية في عام 2007 إلى رام الله حيث استقر فيها.
قبل أن يسافر إلى بلغاريا بعد تقاعده، ليفتح عملاً جديداً له لمواجهة ظروف الحياة والمحافظة على تماسك أسرته ومنها إلى إسطنبول.
واختطفته أجهزة أمن رجب طيب في 22 أبريل/نيسان الماضي في تركيا بتهمة التجسس، فيما سبق ذلك اختطاف الفلسطيني سامر سميح شعبان ( 40عاماً) بالتهم نفسها المفترى عليهما بها.