أخر الأخبار
صفقة القرن والتحديات
صفقة القرن والتحديات

يبدو ان نشاط المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات ازداد بالفترة الاخيرة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج « لما يسمى بصفقة القرن» او مبادرة السلام الامريكية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية مستحدما اسلوب الترغيب تارة واخرى الترهيب.
كما انشغل غرينبلات بالرد على التسريبات او ما سماها بالاشاعات التي تتسرب حول بنود صفقة القرن التي يبدو انها تمر في تحديات و عوائق عديدة في طريقها ستدفع الى تأجيل الاعلان عنها للمرة الثالثة بعد ان تم التاكيد بانه سيتم الاعلان عنها في في حزيران القادم.
ويعتبر الاجماع الفلسطيني بكل فصائله ومكوناته على رفض الصفقة قبل الاطلاع عليها او الخوض بتفاصيلها من ابرز العوائق امام اعلان الصفقة على الرغم من التلميحات الامريكية بانه سيتم فرض عقوبات اقتصادية ووقف الدعم للسطلة او لقطاع غزة ، الا ان رفض الصفقة يكاد الامر الوحيد الذي يجمع عليه الفلسطينيون في ظل أن ما تسرَّب من بنود لا يصل إلى الحد الأدنى الذي يمكن أن يقبل به أي طرف فلسطيني، مع تاكيدنا بان كل ما تسرب هو عبارة عن بالونات اختبار وجس النبض الامر الذي دفع غرينبلات الى عدم الرد على الشائعات ورفض الصفقة قبل الاطلاع على بنودها.
لم تتمكن الولايات المتحدة لغاية الان وبعد مرور اكثر من عام عن الحديث عن المبادرة من حشد تأييد دولي لصفقتها، التي ما زالت تقابل ببرود من الدول الاوروبية وروسيا مما يشكل عائقا كبيرا امام الاعلان عنها.
ان الانشغال الامريكي هذه الايام بالموضوع الايراني وما تشهده منطقة الخليج من تحشيد عسكري كان اخرها ارسال منظومة صواريخ دفاع جوي من نوع باتريوت وحاملة الطائرات إلى منطقة الشرق الأوسط وسط تصاعد التوتر مع إيران. لتنضم حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس أرلينغتون، التي تحمل على متنها مركبات برمائية وطائرات مقاتلة، إلى حاملة الطائرات أبراهام لينكولن المتمركزة في مياه الخليج.
اضافة الى نقل قاذفات بي 52 الاستراتيجية إلى قواعدها العسكرية في قطر. وذلك بعد الغاء الاتفاق النووي الامريكي مع ايران وما تبعها من عقوبات اقتصادية قوية على ايران ستدفع الاولى الى تاجيل الاعلان عن الصفقة لحين الانتهاء من هذا الملف.
 في ظل انقسام وتردد دولي و عدم رضا من بعض الدول الاوربية عن الاجراءات الامريكية مع عدم وضوح الرؤيا فيما يتعلق بالموقف الروسي المنحاز لايران الذي يرتبط معها بتحالف ثبت قوته فيما يتعلق بالموضوع السوري على الرغم من تحميلها للولايات المتحدة المسؤلية عن الغاء الاتفاق النووي الا انهم لم يعلنوا موقفا محددا لغاية الان. كما تشهد العلاقات الامريكية الصينية مؤخرا حالة من عدم الاستقرار بعد قيام الاولى بفرض جمارك جديدة على بعض المنتجات الصينية.
 ولا ننسى عاملا مهما ايضا وهو تراجع البيئة الرسمية العربية الراغبة في التجاوب مع الصفقة.
وعلى الجانب الاخر لا ننكر بان ترامب يعمل على أن يحقق شيئاً ملموساً قبل انتهاء فترته الرئاسية في نهاية 2020 ليستثمر ذلك في حملاته الانتخابية الا كل التسريبات المتعلقة بالإعلان عن صفقة القرن والانتقال لتطبيقها قد يفصلهما فترة زمنية اي ستبقى حبرا على ورق.
لهذا على الارحج ان يتم تأجيل الاعلان عنها.