بيروت - الكاشف نيوز :أكد مصدر قريب من قيادة حزب الله اللبناني أن امريكا في حالة تخبط بالنسبة الى الوضع في سورية، فهي لا تريد للنظام ان ينتصر ولا تريد للقاعدة والتكفيريين السيطرة على سورية دون أن تكون لديها أي خيارات اخرى بديلة.
وقال المصدر لصحيفة (الرأي) الكويتية في عددها الصادر الأحد “لكن من ثوابت امريكا المعلنة هي المحافظة على امن اسرائيل، ولذا فهناك دعم كامل لاحتمال تقدُّم اسرائيل وقضم اراضي سورية من قبلها او من خلال حلفاء لها جدد على الساحة السورية”.
وعن الاسباب التي دفعت حزب الله إلى الاعتراف بحصول الغارة الاسرائيلية على جرود جنتا قال المصدر إن “النقطة المستهدفة في جرود جنتا متداخلة بين الحدود اللبنانية السورية وكانت تُستخدم في الماضي كموقع لوجستي وهي تقع على تماس مع الحدود السورية حيث توجد، في المقلب الاخر، مواقع وسيطرة كاملة للمعارضة السورية منذ المراحل الاولى للحرب السورية، ولهذا فان اي زعم او ادعاء بانه تم استهداف سلاح كان يُنقل من تلك المنطقة الى داخل لبنان هو محض خيال، وكلانا، نحن والعدو الاسرائيلي، نعلم ذلك، وبغضّ النظر عن بعض الاضرار المادية التي لا تستحق الذكر، فان الهدف من الغارتين لم يكن إحداث ضربة مباشرة بل لتوجيه رسائل متعددة الأوجه”.
ويقول المصدر إن “اسرائيل التي تعالج الجرحى من المعارضة السورية لا ترغب بوجود (القاعدة) والتكفيريين على حدودها مما يتوجب عليها – من وجهة نظرها – ايجاد منطقة عازلة من الراغبين بالالتحاق بركبها وهي تقدم لهؤلاء الدعم اللازم لذلك لتعيد سيناريو جيش انطوان لحد (في جنوب لبنان) من دون ان تأخذ في الاعتبار كيف اعطى وجود هذه الميليشيا دعماً وسبباً لقيام المقاومة المشروعة ونهوضها، الا ان اسرائيل لم تكن تقوم بذلك من دون ابلاغ حليفها (امريكا) وهذا ما يأخذنا الى احتمالات اخرى ارادت عبرها اسرائيل جس نبض حزب الله معوّلةً على سكوته وعدم تأكيد الغارة”.
وأضاف أن “حزب الله، ورغم تواجد بضعة آلاف من ضباطه في سورية، لن يتأخر بفتح الجبهة العسكرية بكل اذرعها مع اسرائيل، ووجود قواته في سورية لن يؤثر على جهوزيته في لبنان وهذا ما لمسه العدو في الساعات الاولى من الاستنفار المتقابل على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية”.
وتابع المصدر أن “اسرائيل أرادت ان تقول انها موجودة وتستطيع التدخل اكثر في الحرب الدائرة في سورية، ورسالتنا لها عند اعلان حدوث الغارة اننا موجودون ونستطيع تحمل القتال على اكثر من جبهة اذا استلزم الامر ذلك ولن نتردد باستخدام الخبرات المتراكمة والقدرات القتالية والعسكرية اذا فُرضت المعركة”.
ونبه المصدر إلى أن “اسرائيل قالت ان حزب الله يملك بضعة آلاف من الصواريخ بعد حرب 2006، واليوم يقولون ان الحزب يملك اكثر من مئة الف صاروخ وتراكم خبرات في سورية وصواريخ دقيقة متطورة، إذاً فان أي محاولة للحد من جهوزية حزب الله أثبتت فشلها وهم يدينون أنفسهم بلسانهم”.
وأشار إلى أن أي رسالة ارادت اسرائيل ان ترسلها الى حزب الله، فان الرد عليها معروف وثوابت حزب الله معروفة، واذا ارادت اسرائيل ايجاد منطقة عازلة في سورية فنحن سنكون موجودين على هذه الجبهة ايضاً.