أخر الأخبار
الأردن.. مقبرة المشروع الصهيوني
الأردن.. مقبرة المشروع الصهيوني

أكره حزيران مع اني ولدت فيه. لكن فيه ماتت اراض من اربع دول عربية، ولو مؤقتاً ومات حلم. كانت الوحدة هي الحلم، وكنا قاب قوس واحد أو أدنى منها.
 في ذاك الخامس من حزيران «بدأت الحرب» و «أسقطنا 200 طائرة للعدو» و «تجوع يا سمك البحر». لكن وفي غمضة زمن احتل العدو الضفة الغربية و سيناء والجولان و مزارع شبعا. هزم العدو العرب مجتمعين. ونفذ المرحلة الثانية من المشروع الصهيوني.
هل كان عبد الناصر حالماً اكثر مما ينبغي أم أن بعض العرب كانوا أقل عروبة مما يجب؟ هل ثمة من خان الرجل وأوقع عبد الحكيم عامر، صديقه ونائبه، في حضن برلنتي عبد الحميد في تلك الليلة فوقعت الامة بين أنياب العدو ؟ هل أبلغ اشرف مروان سكرتيره و زوج ابنته، اسرائيل بمعلومات قاتلة؟
التاريخ العربي مزدحم بالخيانة، خيانة الرفيق و الرئيس والأخ، والخائن اما حارس أو نائب أو قائد جيش والأسباب تبقى خفية لكنها كلها كانت ترفع شعار «الشعب، الأمة، فلسطين».  
لا الشعب تنفس وتقدم، ولا الأمة توحدت ولا فلسطين تحررت. بل الشعب جاع واختنق، والأمة تشرذمت، وفلسطين صارت فلسطينات على مساحة الوطن العربي.
الخيانات ألوان، منها الدموي الأحمر، ومنها الأزرق الأبله، والبني الحاقد، ومنها الأصفر القادم مع رياح السموم من خارج الوطن العربي. لكنها كلها، كلها، ذات طعم دولاري صهيوني سواء ادرك الخائن أو لم يدرك. قبض أم لم يقبض. فمنذ سايكس بيكو و «الاستقلالات» العربية والأمة في تراجع لكأن نكبة 1948 لم تزل تمتد لتفرش البساط الأحمر لأحفاد هرتزل، وتضع يدها بيد من تلطخت أيادي آبائهم وآياديهم بدماء العرب، ومن قبلهم أيادي أجداد أجدادهم بدماء الأنبياء.
المشروع الصهيوني الآن في مرحلته الثالثة برعاية أسوأ و أغبى رئيس في تاريخ أميركا. صهيوني اكثر من الصهاينة، ولم يقرأ تاريخ بلاده. ففي عام 1789م ألقى بنجامين فرانكلين أحد مؤسسي الولايات المتحدة الأمريكية خطاباً عند وضع الدستور جاء فيه : «هناك خطر عظيم يتهدد الولايات المتحدة الأمريكية , وذلك الخطر العظيم هو خطر اليهود. أيها السادة : في كل أرض حل بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخُلقي وأفسدوا الذمة التجارية فيها , ولم يزالوا منعزلين لا يندمجون بغيرهم , وقد أدى بهم الاضطهاد إلى العمل على خنق الشعوب مالياً , كما هو الحال في البرتغال وأسبانيا.
إذا لم يُبعد هؤلاء عن الولايات المتحدة ( بنص دستورها ) فإن سيلهم سيتدفق إلى الولايات المتحدة في غضون مئة سنة إلى حد يقدرون معه أن يحكموا شعبنا ويدمروه ويغيروا شكل الحكم الذي بذلنا في سبيله دماءنا وضحينا له بأرواحنا وممتلكاتنا وحرياتنا الفردية. ولن تمضي مئتا سنة حتى يكون مصير أحفادنا أن يعملوا في الحقول لإطعام اليهود , على حين يظل اليهود في البيوت المالية يفركون أيديهم مغتبطين».
انظروا الى نفوذ اللوبي الصهيوني «الآيباك» في اميركا بعد مئة سنة على تحذير فرانكلين!
الاطماع الصهيونية في الاردن قديمة قدم تأسيس الحركة الصهيونية ونحن الان في المرحلة الثالثة من هذا المشروع القذر. نفذت مرحلة فلسطين 48، ثم فلسطين 67 «الضفة الغربية» وبقيت «الضفة الشرقية» لنهر الاردن والتي يرفع الليكود شعار «لنهر الاردن ضفتان :الغربية لنا و الشرقية لنا!
ليست عقلية المؤامرة لكن اليهود لا وعود لهم، والتاريخ القديم و الحديث يشهد.
الأردن دولة وليس ضفة شرقية. الشعب يعي الحقيقة والقيادة تدرك الخطر القادم مع صفقة القرن. وسيبقى موحداً قوياً و..مقبرة للمشروع الصهيوني.