عندما يلتقي صاحب الجلالة في المكاتب الملكية بكل اركان الدولة الاردنية من نواب واعيان وحكومة ومحكمة الدستورية ويواجههم بسؤال كبير: "إلى متى سيستمر هذا الحديث عن وهم ما يسمى بالوطن البديل"؟ لهو دليل واضح ان المللك قد ضاق ذرعا من بعض التجاوزات لهذه الفئة واراد ان يقول لها كفى.....
فكما هو ملاحظ والكلام لصاحب الجلالة انه عند حدوث اي اختراق بالعملية السلمية تزدهر هذه الاشاعات المغرضة والمحرضة من قبل فئة سياسية محدودة وبعض الاقلام الرخيصة حيث تتربص لاية تحركات سياسية او قرارات حكومية او لاحداث في الدول المجاورة ليطلقوا العنان لالسنتهم واقلامهم لتبث سموم فتنة الوطن البديل حيث كانت الاعنف في هذه المرة وبدأت مبكرا بنشر كل هذه الهرطقات السياسية والاعلامية التي ما برحت تروج لهذا الوهم مستغلة التحركات السياسية لوزير الخارجية الامريكية في المنطقة السيد كيري لحل المشكلة الفلسطينية الاسرائيلية و بعض القرارت الحكومية المحلية والاحداث المتسارعة على الساحة السورية.
ان كل التحليلات السياسية والاعلامية لهذه الفئة حول جولة السيد جون كيري وزير الخارجية الامريكية ووثيقته لحل المشكلة الفلسطينية التي لم ترى النور حتى الان والتسريبات المزعومة لبعض من بنودها من مرابطة لقوات اردنية في غور الاردن أو الحل الفيدرالي او الكونفدرالي أوالمملكة العربية المتحدة أو طمس لحق العودة وما... الخ و بالرغم من كل التطمينات التي قامت بها الحكومة ممثلة بوزير اعلامها ووزير خارجيتها اضف الى تصريحات المفاوضين الفلسطينين الا ان هذه الفئة اثرت المضي قدما في تشويشها وتخويفها وتهويلها لما يسمى الوطن البديل من خلال الهجوم الاعلامي على قرار منح ابناء الاردنيات حقوق مدنية وتهويل لجوء اقل من مئة لاجيء فلسطيني رعبا وخوفا مما يحصل في سوريا الى الحدود الاردنية واستباقها نتائج الحلول السليمة للقضية الفلسطينية وربط كل هذا بالخطر على الديموغرافيا الاردنية لتسويق هوس ووهم الوطن البديل الذي لا يسكن الا في مخيلات هذه الفئة التي لا يهمها الا مصالحها الانية فقط وكل هذا الرعب والخوف مرده الابقاء على هذه المصالح .
من هنا قرر صاحب الجلالة هذه المرة مواجهة هذه الفئة مباشرة لتبديد هذا الوهم علا وعسى ان يهديها الله ويعيدها الى رشدها، مؤكدا ومشددا جلالته على أن " الأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين ولا شيء غير ذلك". واسترسل جلالته حين وصف هذه االفئة بقوله فيها" ان ما يحدث أن هناك عددا قليلا يسعون إلى تمييز أنفسهم في الشارع الأردني" نعم هذه الفئة هي اصلا معروفة لدى صاحب الجلالة من قبل ولكن في هذه المرة اراد ان يعري اهدافها لشعبه وليقول للجميع انه يتابع كل ما يجري في الشارع الاردني.
لقد جاءت تصريحات صاحب الجلالة هذه المرة مدوية على رؤوس هؤلاء القلة من الشارع الاردني والذين يرقصون على الامه ويحيكون الخطط والمؤامرات من اجل مصالحهم الانية لا اكثر وهما فريقان الاول اصحاب المراكز والمصالح وهؤلاء جل همهم ان لا يخسروا اي من مراكزهم او ثرواتهم التي سرقوها من قوت الشعب الاردني اما الفئة الاخرى التي تسعى باسم الوطنية الى بعض من المراكز والثروات فتجدها تنعق ليل نهار من اجل لفت النظر على وعسى ان يغلق فمها بشيء مما يرضيها ولا يخفى على الاردنيين ان جزيء من هذه الفئة لها ارتباطات حزبية خارجية.
ان صاحب الجلالة في تصريحاته هذه جاء ليؤكد ويصوت مرتفع ان هذه مجرد اوهام واشاعات موجودة في عقول واجندات اصحابها ليس الا حيث اكد في قوله " الأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين. ولاشيء غير ذلك لا في الماضي، ولا اليوم، ولا في المستقبل" وحتى يقطع الطريق على مروجي هذا الوهم اثر ان يفاتح الشارع الاردني باعلى مستوياته في المكاتب الملكية وعلى العلن وان قلنا وبكل صراحة ان الملك اثر مواجهة هذه الفئة وجها لوجهة فلا نكشف سرا حيث بعض المنظرين السياسيين كانوا من ضمن من اجتمع معهم او مع ممثليهم بعد عودته وليس قبلها كما اراد جلالته حتى يقطع فرصة الشك بان شيئا قد يتغير حيث قال جلالته " قررت فتح هذا الموضوع بعد زيارتي ".
و حتى يقطع السنة العديد من هؤلاء عندما يروجون ان هناك بعض المفاوضات التي تجري سرا هنا وهناك وعلى حساب الاردن ومصالحه الوطنية وان الجانب الاردني ربما يكون بعيد عنها حيث قال جلالته بهذا الخصوص " إللي حسيته من كل الجهات إللي قعدت معهم بأميركا من الرئيس أوباما ومن الطرف البريطاني انهم حريصون على امن واستقرارالاردن ودعم مصالحه الوطنية".
ثم جاء ليؤكد جلالته ان الاردن هو جزء اساسي من العملية السياسية في المنطقة و دوره محوري ولا يمكن ان تتم اية مفاوضات دون علمه كما يحلوا لهذه الفئة المغرضة ترويجه ما بين الحينة والاخرى حيث اكد جلالته "إن الأردن مطلع على كل تفاصيل المفاوضات المتصلة بقضايا الوضع النهائي، خصوصا ما يتصل "بالقدس، واللاجئين، والحدود، والمياه، والأمن".
ان صاحب الجلالة يدرك جيد كل الاهداف الخبيثة لهذه القلة حيث وصفها "بالفتنة" حيث حددها حين اشار بانها واحدة وكذلك حدد الفترة الزمنية لممارساتها القذرة من اساليب التشويش والتخويف لنشر سمومها في المجتمع الاردني مستهدفة فئة من الشعب الاردني حين قال " نحن نعلم كيف يحدث الموضوع منذ 15 سنة، أو أكثر، حيث تبدأ الأمور في فصل الربيع من خلال نفس المجموعة، الذين يشحنون المجتمع الأردني، وبحلول الصيف، يشعر الناس بالخوف".
وللتاكيد على انه مضطلع على كل هذه المجريات من الاحداث فانه سنويا يتدخل لطمأنة الشعب الاردني شخصيا حين قال " ما يضطرني إلى تطمينهم بخطاب أو بمقابلة صحفية" واستدرك قائلا في تعليقه على تشويش هذه القلة انها هذه المرة بدأت بث سمومها حول هذا الوهم مبكرا حين قال،"ولكن هذا العام، وللأسف، بدأ الحديث عن ما يسمى بالوطن البديل مبكرا". والتفسير لهذا التبكير هو بسبب ما جرى ويجري من عملية سلمية واحداث في المنطقة ظنا منها انها قد تحقق بعض من اهدافها المشبوهة التي عجزت عن تحقيقها طيلة السنين الماضية بسبب تيقظ الاردن لها قيادة وشعبا
ان اقوى وصف ربما وصفه صاحب الجلالة لهذه القلة بانها فتنة وهنا تكمن اهمية هذا التصريح فكل هذه الحملات الاعلامية والسياسية حول جولات كيري والحل المرتقب و وصفه بانه يقوم على حساب الاردن دون اية دلائل او حتى وثائق رسمية لمثل هذه الخطة وجعل موضوع الحقوق المدنية لابناء الاردنيات ضرب من التغيير الديموغرافي والهجوم على شخص وزير الخارجية ورئيس الحكومة وترك العنان لخيال بعض افراد هذه الفئة لرسم صورة قاتمة للاردن كل هذا العبث الاعلامي والسياسي القصد الاول والاخير منه هو اثارة للفتنة ليس الا بين مكونات الشعب الاردني الواحد الذي اثبت التاريخ بان الوحدة واللحمة ما بين مكوناته هي اسمى ما ظهر من وحدات عربية على مر التاريخ ولن يفلح هؤلاء باذن الله من التاثير على هذه اللحمة في ظل يقظة القيادة الهاشمية العربية ذات الاصول العربية والاسلامية الاصيلة والشعب الاردني من خلفها.
لقد اوضح صاحب الجلالة لهؤلاء القلة فيما لو ارادوا حقا مصلحة الاردن وصون قوته وازدهاره كما يدعون فهناك خدمة المواطن الاردني وايجاد العدالة الاجتماعية ما بين مكونات الشعب الاردني والنظر الى كيفية الاصلاح السياسي والاقتصادي بالعمل والجهد المخلصان وليس بالمظاهرات والاحتجاجات والغوغائيات الاعلامية وتصنيف الاردنيين حسب المنبت والفئة والمناطق والدين والعرق وتنصيب البعض لانفسهم بانهم الاصليون واما الباقي فهم التقليد واقتصار المنافع والوظائف والمراكز وحتى الوطن باكمله عليهم , ليس هكذا الاصلاح ولا العدالة الاجتماعية ولا الديموقراطية فكل من يحمل الجنسية الاردنية هو مواطن اردني اصيل ابى من ابى وشاء من شاء والوطنية تقاس بالولاء والعمل للاردن فقط ولا الى اي شيء اخر لذلك اردا صاحب الجلالة اعطاء الدروس لهؤلاء في الوطنية وركائزها من الاصلاح السياسي والاقتصادي وعلى راسها خدمة المواطن الاردني اولا واخيرا حين قال " أن الأهم دوما هو خدمة المواطن الأردني، " مشددا جلالته على صون وحماية اللحمة الوطنية من خلال العمل بروح الجماعة في قوله، " وما يجب أن نقوم به هو العمل بروح الفريق حتى نحل مشاكلنا الداخلية".
اننا هنا لا بد ان نقول لهؤلاء بان لا احد يزايد على الاسرة الهاشمية فهي التي بنت واسست هذا الوطن وما وصل اليه الاردن هو اولا بفضل الله وبفضل هذه الاسرة التي حباها الله لهذا الوطن الحبيب ثم ىبسواعد ابنائه المخلصين وحين يسعى صاحب الجلالة للحصول على اي دعم خارجي فهو ليس له وانما لكل اردني يقيم على ارض الاردن فلا عجب حين ابدى صاحب الجلالة استغرابه الشديد من ربط هذه الفئة للمساعدات الامريكية بما يجري من عملية سلام لان مال الدنيا كله لا يمكن ان يقبل به لو انه جاء على حساب الاردن وهذا ما اكده صاحب الجلالة في سياق كلامه امام هذه النخب الاردنية بقوله "لو جاء من جاء وقال سنقدم 100 مليار دولار للأردن على حساب مصالحه! سنقول له مع السلامة، لن نقبل ولا فلس، إذا كان سيمس مستقبل شعبنا ووطننا".
اخيرا توعد صاحب الجلالة هؤلاء القلة ان لم ينتهوا من لعبتهم القذرة والمشبوهة فانه سيكشفهم بالاسماء وهذا دليل على انه يعرفهم افرادا من هنا نقول لهؤلاء عليكم اخذ هذا التحذير على محمل الجد فان كان لتسامح جلالته وسعة صدره متسع فانه في لحظة الجد لن يكون متساهلا وهذا الصبر سينفذ وسيجدون حينها انفسهم ليسوا في مواجهة صاحب الجلالة بل في مواجهة الشعب الاردني كله على مختلف منابته واصوله الى الامام يا صاحب الجلالة وكل شعبك خلفك يشد ازرك حماك الله ووفقك وادام عليك الصحة والعافية وابقاك ذخرا لشعبك الاردني ولامتك العربية والاسلامية وصمام امان الاردن ووحدته انه السميع المجيب.