التوجيهي حصيلة جهد وعمل دؤوب لنهاية مرحلة التعليم وعندما يكون هذا الجهد صفرا لا ادري ما هو مبرر وجود مدارس ومديريات تربية طالما النتيجة صفر مئويا.
في هذا السياق يقول مدير مديرية التربية والتعليم للواء البادية الشمالية ان نسبة النجاح في 25 مدرسة في اللواء بلغت صفرا مئويا منها 6 مدارس للاناث و19 مدرسة للذكور كما سجلت مديرية تربية الاغوارالجنوبية نسبة صفر في 13 مدرسة حيث لم ينجح منها اي طالب مع العلم ان هذه المديرية كانت دائما من اكثر مديريات التريبة تدنيا في نسبة الناجحين في التوجيهي دون ان يرف لوزارة التربية والتعليم طرف عين من مثل هذا الوضع الشائن الذي يبين الاهمال واللامبالاة في التخطيط التربوي وعدم اهتمام وزراء التربية السابقون لما لديهم من احصائيات مخجلة تسجل في تاريخهم ولا يمكن ان نقول ان مثل هؤلاء المسؤولين قد تمثلوا دورهم في القسم الذي اقسموه في خدمة وزارتهم فمن لا يضع يده على الجرح ويصلحه هو كمن يزيد الجرح ايلاما.
على كل الاحصاءات المتواترة من الميدان تشير الى عدد كبير من المدارس التي تؤشر على الاهمال وعدم وجود تخطيط للمعالجة فمثلا في مدرسة ماعين الثانوية التابعة لمديرية تربية مادبا كان هناك 53 طالبا لم ينجح منهم اي طالب وكذلك في مدرسة الطوال الجنوبي في دير علا لم ينجح منها اي طالب ايضا وفي مدرسة اخرى في دير علا بلغ عدد طلبتها 116 طالبا لم يحالف حظ النجاح منهم الا 4 طلاب ورسوب جميع الطالبات في عيرا ويرقا باستثناء اربعة طالبات وكذلك عدم نجاح في ست مدارس في لواء المزار الجنوبي.
هذه نماذج لما اعلن عنها من مختلف المحافظات تشير الى ما وصلت اليه حال طلبتنا فلا ادري ما هو موقف المدرسين لطلبة التوجيهي في هذه المدارس اولا ولا ادري ما هو موقف مديريات التربية فيها وهل يقبل مدير تربية ان تكون مخرجاته صفرا لان التوجيهي هو المخرج الاول للعملية التعليمية التي منها ينطلق الطالب لمرحلة او حياة اخرى بعد ان امضى اثني عشرعاما وهو في حضن وزارة التربية والتعليم التي جعلت خروجه منها صفرا.
على كل وزير التربية الحالي الذي بدأ بوضع يديه على الجروح النازفة في المسيرة التعليمية وهي ارث لا يحسد عليه نتمنى منه ونحن نعرف انه سيضع ذلك في اولوياته بوضع مثل هذه النتائج على الطاولة وان يسعى جاهدا لمعالجة ما يمكن معالجته الان ووضع الخطط المستقبلية اللازمة للحد من مثل هذه الامور التي تسيء الى المسيرة التعليمية في الاردن وتجعل مخرجاتها بأسوأ حال فلا يعقل ان يكون لدينا اعدادا كبيرة من الطلبة في المرحلة الابتدائية ولا يزالون لا يجيدون القراءة والكتابة ولا يعقل ان يكون هناك مديرية للتربية ولا ينجح في مدارسها اي طالب للثانوية وما هو مبرر وجودها اصلا ان كانت كذلك ولماذا لا يقوم مدراء التربية وهم اهل الميدان بمعالجة الاوضاع لديهم وان لم يساعدهم مركز الوزارة لانهم مسؤولون مسؤولية مباشرة عن الفشل الذي ينعكس على مسيرتهم اصلا واعتقد ان المدير الذي لا يقدر على المعالجة او لا يتم التجاوب معه عليه الاستقالة بدل ان يخرج اجيالا مستواها صفرا.
هناك قضايا كثيرة هي السبب منها اولا عدم تأهيل المعلمين وهم من مخرجات جامعية سيئة وبحاجة الى معالجة وكذلك نقص التخصصات العلمية والتدريب للمعلمين المفترض ان يكون لهم قبل ان يتم قبولهم للوظيفة فأعتقد ان على الوزير الحالي ان يخضع اي معلمة يتم تعيينه للتدريب والتأهيل وان يتم عقد امتحانات للمعلمين قبل تعيينهم فان تعيين المعلم اهم من نجاح او رسوب طالب في التوجيهي لان المعلم اساسي وعلى المعلمين ان يشاركوا مشاركة فاعلة في العملية التعليمية والتخطيط لها فالتعليم مع نقابتهم اصبح مهنة وليس وظيفة كما كان البعض منهم ينظر اليه.