أخر الأخبار
نتنياهو.. يا لعّيب يا خرّيب
نتنياهو.. يا لعّيب يا خرّيب

يبدو ان عدوى حب السلطة اصابت نتنياهو قبل ان ينجح في فرض التطبيع الذي يبتغيه، وبعد ان اصبح شبه متأكد بأن السقوط المدوي في انتخابات الكنيست الصهيوني القادمة سوف يكون حليفه ومصيره بسبب فساده هو وزوجته وسلوكه السياسي والشخصي، يحاول الان الهروب الى الامام مرة اخرى، من خلال طرح خيارات تأجيل الانتخابات المقرر اجراؤها في السابع عشر من شهر نيسان المقبل، بعد فشله في تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات السابقة التي جرت في شهر نيسان الماضي، مما اضطره الى حل الكنيست واجراء انتخابات جديدة ظنا منه بأن وضعه سوف يتحسن خلال الاسابيع القادمة .
وحتى لا يمنح غيره من المنافسين فرصة تشكيل الحكومة،  لجأ الى حل البرلمان واعادة الانتخابات مرة اخرى، وآثر تعطيل الحياة البرلمانية والسياسية مقابل تحقيق مصالحه الشخصية والبقاء في السلطة والنجاة من الاحكام القضائية والقضايا المتعلقة بالفساد المرفوعة ضده.
وتحول حلفاء الامس الى اشدّ الخصوم لنتنياهو وعلى رأسهم ليبرمان زعيم حزب « اسرائيل بيتنا «، وظهر مؤخرا المنافس التقليدي له وهو يهود باراك زعيم حزب العمل سابقا، الذي يهدد بسحق نتنياهو في الانتخابات القادمة .
ثلاث صور مرعبة جعلت نتنياهو يستشعر الخطر ويستعجل الهروب من اجراء الانتخابات اما بالتأجيل او الالغاء، الاولى قضايا الفساد التي تطارده وزوجته، والثانية ليبرمان، والثالثة باراك، الامر الذي يجعل مستقبله السياسي في خطر شديد جدا ومهدد بالأفول مبكرا، لكن السؤال المطروح هل يستطيع الهرب من السقوط والبقاء في السلطة .
المعطيات الداخلية في الكيان المحتل تشير الى حالة من الارباك والارتباك السياسي، خاصة امام الفشل الذريع الذي تواجهه صفقة القرن الصهيو-امريكية، جراء الموقف العربي الاسلامي الدولي الحاسم الرافض لها، ورفض التعاطي مع مخرجاتها وافكارها والتمسك بمرجعية قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ومبدأ حل الدولتين، وتقديم الحل السياسي على الاقتصادي، والرفض المطلق لكل ما صدر عن كوشنير عرّاب الصفقة.
المخرج الذي يراه نتنياهو مناسبا لتحقيق اهدافه الشخصية، والحفاظ على بقائه واستمرار وجوده في السلطة وتفادي الغرق في الفشل والعزل الاجباري، افتعال الازمات والحروب مع الشعب الفلسطيني، فهو يخطط لتفجير العنف في الضفة الغربية المحتلة، وقد بدأ في القدس وتحديدا في العيسوية التي قرر هدم اكثر من مئة منزل سكني فيها، واندلت في احيائها مواجهات عنيفة جدا مع الاحتلال، والمواجهات مرشحة للتوسع والامتداد والانتشار في ضواحي القدس والانتقال الى مدن ومخيمات وقرى الضفة الاخرى، خاصة اذا قامت حكومة الاحتلال باتخاذ قرارات استفزازية من قبيل ضم المستوطنات الصهيونية واراضي في الضفة، وقد يتهور نتنياهو ويقوم بشن حرب على قطاع غزة لاشعال الاوضاع هناك، وخلط الاوراق السياسية والانتخابية ومؤامرة الصفقة التصفوية، وبقاءه متصدرا للمشهد السياسي في الكيان المحتل اطول فترة ممكنة.
الصراع على البقاء الذي يخوضه نتنياهو، من اجل مستقبله السياسي والشخصي ناتج عن تخوفه من الفشل مجددا في الانتخابات البرلمانية القادمة، هذا الفشل سيجعله صيدا سهلا للمحاكمة والزج به داخل السجون، لذا هو يسعى الى سن قوانين تؤمن له الحصانة وهو في منصبه الرسمي، ويعتبر العديد من المحللين الصهاينة ان انتخابات الكنيست القادمة تشكل بداية نهاية نتنياهو سياسيا وشخصيا.