أخر الأخبار
إسرائيل وانتفاضة يهود الفلاشا !!!
إسرائيل وانتفاضة يهود الفلاشا !!!

الأعمال الوحشية واللاإنسانية التي تمارسها سلطات الإحتلال الإسرائيلي ضد يهود الفلاشا القادمين من إثيوبيا، يؤكد الحقيقة العنصرية الراسخة لهذا الكيان الغاشم.. إنه الفكر الصهيوني المتطرف الذي يعتمد نظرية تأويل الأساطير التوراتية لتحقيق الأهداف النفعية الميكافلية التي تؤكد أن الغاية تبرر الوسيلة.
ويعيش في إسرائيل نحو 150 ألف يهودي إثيوبي ، كانوا قد وصلوا هم وآباؤهم على مرحلتين الأولى عام 1984 في عملية وأطلق عليها عملية «موسى» والثانية عام 1991 وأطلق عليها عملية «سليمان» وأغلبهم وصل بحقيبة ملابسه فقط ودون معرفة باللغة العبرية محاولين الاندماج في المجتمع الجديد.
واضح للجميع ان الحكومة الإستبدادية في إسرائيل تطبق ممارسات عنصرية تحابي اليهود الغربيين (الإشكيناز) وتنحاز لهم على حساب اليهود الشرقيين (السفارديم)، وتتخذ هذه الممارسات أشكال عديدة منها الإقصاء والتهميش والاضطهاد وازدواجية المعايير في إطار العدالة المشوهة والديمقراطية الزائفة التي تدعي إسرائيل تطبيقها، على أن أهم هذه الممارسات السلبية ما يتمثل بسياسة التمييز العنصري التي يعاني منها السفارديم وخاصة يهود الفلاشا.
ولم تقتصر العنصرية والتمييز في إسرائيل على سياسة الضغط على الزناد من قبل الشرطة التي قتلت في العامين الأخيرين ثلاثة شبان من أصول إثيوبية، بل أن بعض المدارس رفضت قبول طلاب الفلاشا بسبب لون بشرتهم. وكانوا عند التبرع بالدم يلقون وحدات دمهم في الحاويات بزعم الخوف من الأمراض الوراثية والمعدية.
من هنا يمكن فهم إنتفاضة يهود الفلاشا الذين تم التغرير بهم وتضليلهم لمغادرة أوطانهم في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي بزعم العيش الرغيد في أرض الميعاد حيث الرخاء والرفاهية والمساواة التي يفتقدونها في بلادهم الأصلية ليتبين لهم بالدليل القاطع أنه تم استقدامهم كعمال سخرة لخدمة أسيادهم الأشكيناز.. وقد استمرت التراكمات إلى إن تفجرت المواجهات الدامية مع الأجهزة الأمنية، حيث تعاطف مع يهود الفلاشا يهود السفارديم الشرقيين الذين طفح بهم كيل التمييز العنصري أيضا فانتفض الجميع لفضح الديمقراطية الإسرائيلية الزائفة.
ويقر يهود الإشكناز الذين يسيطرون على زمام الأمور ومقاليد الحكم في دولة الاحتلال بأن يهود الفلاشا ويهود السفارديم يعيشون حالة من العزلة والغربة عن المجتمع اليهودي وقد تحولت أحياؤهم إلى مجمعات سكنية محاطة بسياج عنصري معنوي حيث وصل سكانها إلى حد الاختناق والانفجار الدامي.
إن سياسة الإقصاء والتهميش والاضطهاد الاتني الذي يعاني منه يهود الفلاشا والسفارديم في إسرائيل قد دفعتهم إلى مواجهات دامية مع الشرطة الإسرائيلية احتجاجا على سياسة التمييز العنصري ضدهم، كما أنها تشكل مبررا كافيا لعودتهم  إلى بلادهم الأصلية التي قدموا منها، إضافة إلى أنها تشير إلى أن الكيان الإسرائيلي بدء يتفكك من الداخل.
وهنا نتساءل عن سبب غياب وسائل إعلام عربية وفضائيات مقاومة وممانعة التي غابت عن تغطية المواجهات الدامية بين الشرطة الإسرائيلية وبين يهود الفلاشا والسفارديم والتي تشكل حالة من التصدع والتفكك في المجتمع الإسرائيلي.
لقد صدعت تلك الفضائيات رؤوسنا بالشعارات القومجية والشعبوية فهل تلك الشعارات موجهة للاستهلاك المحلي لا أكثر ولا أقل أم أن هناك «شيفرة تفاهم» مع دولة الكيان الصهيوني الغاشم. 
أما بالنسبة للفضائيات الأوروبية والأمريكية فواضح أن انتفاضة يهود الفلاشا ضد الممارسات الإسرائيلية القمعية لم تحظ بأية تغطية إعلامية بسبب نفوذ اللوبي الصهيوني هناك فهو يسيطر على محوري الإقتصاد والإعلام فرأس المال اليهودي هو الذي يسيطر على مفاصل الحياة العامة هناك وهو الذي يأتي بهذا الزعيم ويشوه سمعة الآخر وأما الإعلام فهو الذي يشكل الرأي العام ويوجهه والويل والثبور وعظائم الأمور لمن يخرج عن هذا الخط أو يتمرد عليه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.