أخر الأخبار
المسموح للاحتلال ممنوع على غيره !
المسموح للاحتلال ممنوع على غيره !

منظومة الدفاع الجوي الصاروخية التي اشترتها تركيا من روسيا وبدأت تحصل عليها تدريجيا، اثارت الرعب والفزع لدى الكيان الصهيوني المحتل، مما اثار حفيظة الحليف الاكبر للاحتلال الادارة الامريكية، التي سبقت الكيان المحتل في معارضة هذه الصفقة، خشية على الامن الصهيوني الذي يأتي ضمن الاولويات القصوى للادارة الترامبية، رغم العلاقات الاستراتيجية والقوية التي تجمع بين تركيا والولايات المتحدة الامريكية وان تلبدت الغيوم في سمائها احيانا.
الولايات المتحدة تحشو الكيان المحتل بأحدث انواع الاسلحة والعتاد العسكري، الجوي والبري والبحري الهجومي والدفاعي، كما يحشو طائر الحمام فرخه الصغير، وتتباكى على امنه وسلامته وحمايته وهو كيان نووي منذ خمسينيات القرن الماضي، وفي ذات الوقت تحرّم على غيره من دول المنطقة مجرد التفكير بالحصول على السلاح الحديث الدفاعي لحماية امنه وحدوده وارضه وشعبه، خوفا على الكيان المحتل، فهي لا تثق بأي دولة في منطقة الشرق الاوسط لا عربية ولا اسلامية، ولا يعنيها الا امن وسلامة وقوة ردع الكيان الغاصب لفلسطين .
امتلاك تركيا لمنظومة الدفاع الجوي الروسية جعلها هدفا مشتركا للكيان المحتل والادارة الترامبية، لانها نسفت ميزات القوة والردع والسيطرة لسلاح الجو الصهيوني خاصة طائرات اف 35 الحديثة والمتطورة جدا، وجعلتها كالفراش الطائر اذا اقتربت من مدى صواريخ اس 400، رغم ان تركيا عضو مهم في حلف الناتو الذي تقوده امريكا، لكنهم لايطمئنون لها بسبب زيادة قلقهم على الكيان الغاصب.
 السلاح الروسي  معرّف بأنه سلاح عدو في دول حلف الناتو، واذا دخل الخدمة العسكرية في احدى دول الحلف لا يمكنه الاندماج  مع التشكيلات العسكرية المختلفة للحلف، وبذلك تصبح القوى الجوية الامريكية والاسرائيلية والغربية هدفا وصيدا سهلا للصواريخ الجوية التركية الروسية الصنع، وقد حدث في ثمانينيات القرن الماضي، ان اغرقت الارجنتين سفينة بريطانية في نزاع الدولتين بسبب جزر الفوكلاند، لان احدى السفن الارجنتينية اطلقت صاروخا بحريا على سفينة بريطانية واصابها واغرقها، ولم ترد السفينة البريطانية ردا ذاتيا على الصاروخ لانه معرّف لها على انه نيران صديقة، ولو كان معرّفا بأنه عدو لتم تدميره قبل ان يصل للسفينة المستهدفة، هذا سبب ثان لقلق دول حلف الناتو من المنظومة الجوية الروسية، اما السبب الثالث، فهو اختراق روسيا لدول الحف عسكريا من خلال تركيا التي تحتل اهمية كبيرة من حيث الموقع والقوة الاقتصادية والسياسية والبشرية، والتأثير في العالم الاسلامي ومنطقة الشرق الاوسط .
التقارب العسكري بين روسيا وتركيا سوف يبقى مصدر قلق واثارة للاحتلال الصهيوني،  مهما بدت العلاقات طبيعية او قوية بينه وبين الدولتين، لان الاحتلال لا يفهم الا لغة القوة والتفرد بالسيطرة العسكرية، خاصة الجوية التي تحسم كل المعارك والحروب لصالحه، والغء هذه الميزة المحسومة له حتى الان،  بفعل منظومة الدفاع الجوي الروسية التي حصلت عليها سوريا ايضا، وقد تحصل عليها مستقبلا مصر ودولا عربية اخرى، الامر الذي يزيد الامور تعقيدا وريبة ورعبا لدى الكيان المحتل .
الدول التي تمتلك الارداة واستقلالية القرار،  تستطيع ان تغيّر موازين القوى العسكرية بسهولة، لان الذي يملك المال يملك كل شيء، من خلال قدرته على الحصول على كل ما يريد وتحقيق ما يشاء.