أخر الأخبار
ترامب يهتم باحتياجات «نتنياهو» الانتخابية
ترامب يهتم باحتياجات «نتنياهو» الانتخابية

نتنياهو يجسد نفسه انه المنقذ لدولة الكيان الإسرائيلي وهو يسعى بكل الوسائل والسبل لإقناع الإسرائيليين لأجل محاولات كسب حزب الليكود  للانتخابات القادمة للكنيست المقرر إعادتها في أيلول القادم بعد أن فشل في تشكيل حكومته الخامسة نتنياهو يسعى لتوقيع إتفاقية تحالف عسكري مع الولايات المتحدة  ضمن محاولات يسوقها للإسرائيليين ، فقد أشارت صحيفة معاريف العبرية إلى أنها حصلت على معلومات أولية تشير إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية «بنيامين نتنياهو» يفكر بشكل جدي في الطلب من الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بتوقيع إتفاقية «تحالف دفاع عسكري» بين الطرفين.
ونوهت هذه المصادر إلى أن هدف «نتنياهو» من هذه الخطوة هو تعزيز فرص فوزه في انتخابات الكنيست المقررة في شهر أيلول القادم، مؤكدين أن كافة التوقعات تشير إلى أن ترامب سيرحب بالفكرة.
وأنكر مصدر مطلع أن هذه الإتفاقية ستكون مقابل موافقة «نتنياهو» على بنود صفقة القرن التي سيتم عرضها بعد إجراء انتخابات الكنيست. ومع ذلك ، أكدت «معاريف» أن هذا الاحتمال يتم النظر فيه بالفعل، من أجل إقناع الأمريكيين بتنفيذ الإيماءة المنطوقة التي يحتاجها نتنياهو اليوم أكثر من أي وقت مضى.
والجدير بالذكر بأنه تم نقاش وتناول هذه الإتفاقية منذ مدة طويلة بين الأوساط العسكرية الاسرائيلية والأمريكية، وذلك لخطورة تأثيرها وتبعياتها في الكثير من الجوانب.
وأوضحت «معاريف» أن هذا التحالف يمكن أن يوفر غطاء لنشاطات الجانبين النووية، ولكنها في الوقت ذاته تقوض نشاطات «اسرائيل» العسكرية فهي ملزمة بتنسيق جميع أعمالها العسكرية مقدماً، والتي قد تمنعها من الشروع في عمليات عسكرية أو حروب مفاجئة دون موافقة واشنطن.
في ذات الوقت نجد ان مصادر أمنية إسرائيلية قد اكدت في الأيام الأخيرة أن مسألة التحالف الدفاعي الإسرائيلي الأمريكي مطروح بالفعل على طاولة المفاوضات، ولكن لا يوجد حاليًا فريق عمل منظم حول هذا الموضوع.
وهناك احتمال آخر يوجب الذهاب إلى إصدار «أرق» لاتفاق دفاعي ، يُطلق عليه «ميثاق دفاعي»، وهو بيان رئاسي أمريكي شامل يبدو وكأنه اتفاق دفاعي ، لكنه لن يكون كذلك بشكل أو بآخر .
 وبما أن ترامب يهتم باحتياجات «نتنياهو» الانتخابية بقدر ما ينتبه نتنياهو لاحتياجات ترامب الانتخابية، فإن إمكانية الإعلان الأمني الإسرائيلي الأمريكي المشترك عشية الانتخابات تبدو الآن واقعية و الثمن هو تنازلات «إسرائيل» والموافقة على «صفقة القرن».
وطبقا للموسوعة السياسية العالمية التي رصدت العلاقات بين دولة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل التي مرت بعدة مراحل، لعب فيها اللوبى الصهيوني دوراً بالغاً ومؤثراً في توجهات السياسة الأمريكية تجاه الصراع العربي  الإسرائيلي فى الشرق الأوسط بدءاً من قبل إعلان دولة إسرائيل عام 1948 وحتى الآن.
 مرحلة التحالف الاستراتيجي «1981-2001» وهى المرحلة التي سجلتها الأوراق السرية لرؤساء أمريكا، حيث سجل وصول إدارة الرئيس «رونالد ريجان» للسلطة فى يناير 1981، مرحلة جديدة في وضع إسرائيل الإستراتيجي، مع ملاحظة أن عمليات سوء تفاهم قد تخللته، كما تصادف وصول جورج بوش للرئاسة فى يناير 1989 فى عصر دولي جديد نتيجة انقلاب الأوضاع فى أوروبا الشرقية ونشوب الانتفاضة الفلسطينية وحرب الخليج الثانية، وهذه المرحلة تتكون من خمس فترات: الفترة الأولى: إعادة تأكيد التحالف الإستراتيجي مع تولى الرئيس ريجان للسلطة «منذ عام 1981» يمثل وصول إدارة ريغان إلى السلطة مرحلة جديدة في تأكيد وضع إسرائيل الاستراتيجي، إذ إن فريق هذه الإدارة يصر على أن إسرائيل هى رصيد الولايات المتحدة الأمريكية الأساسي في المنطقة. وبطبيعة الحال فإن هذه الرؤية تؤدى إلى ضعف اهتمام إدارة ريجان بتسوية النزاع العربي - الإسرائيلي، ولذا رأت هذه الإدارة الدعوة إلى اجتماع استراتيجي بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والأنظمة الموالية للولايات المتحدة الأمريكية بهدف مواجهة «الخطر الأعظم» وهو التعديات السوفيتية.
الفترة الثانية: التعاون الإستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية «1982-1989» وبدأت السياسة الأمريكية خلال هذه المرحلة تأخذ أبعاداً جديدة تجاه دول المنطقة مع إعطاء أسبقية مطلقة وأساسية لقضية المواجهة مع الاتحاد السوفيتي، ومحاولة إقناع دول المنطقة بأن الخطر الأساسي الذى يتهددها هو خطر النفوذ السوفيتي، ومن ثم تحركت الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق هدفَين رئيسيَّين: الأول : محاولة إقناع دول المنطقة بأهمية الحماية الأمريكية لها، وما يستتبع ذلك من التسليم بضرورة الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، وضرورة مساهمة دول المنطقة فى الترتيبات التى تُعِدِّ الولايات المتحدة الأمريكية لها. الثاني: إيجاد شكل من أشكال التحالف غير المعلن بين محور كامب ديفيد والدول الأخرى المرتبطة بالسياسة الأمريكية فى المنطقة، ولكن كان هناك بالطبع عدد من المتغيرات التى أثرت فى إمكان تحقيق الولايات المتحدة الأمريكية لهذَين الهدفَين، ويأتي فى مقدمتها الغزو الإسرائيلي للبنان فى حزيران 1982 والوصول إلى بيروت ومحاصرتها ثم اقتحامها ومن ثم كان تدخل الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إيقاف إطلاق النار لإنقاذ الكوادر الفلسطينية من الإبادة، وما تلا ذلك من اتفاق على إخراج قوى المقاومة الفلسطينية من لبنان، ثم ارتكاب إسرائيل مذبحة صبرا وشاتيلا ضد الفلسطينيين، ومن ثم كانت الضغوط الأمريكية على إسرائيل من أجل الانسحاب من بيروت، والتي خضعت لها، ومع ذلك ظلت العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية وثيقة.
استمرت الولايات المتحدة في دعمها المالي والعسكري لإسرائيل فوصلت قيمة ذلك الدعم إلى 17 مليونا و879 ألف دولار خلال الفترة (1983 - 1988)، وتوالت المساعدات الأميركية لإسرائيل خلال الفترة (1989 - 2014) وبنفس الوتائر السابقة، رغم اندلاع حرب الخليج الثانية وتغير دور إسرائيل الشرق أوسطي، من جهة وانهيار الاتحاد السوفياتي السابق من جهة أخرى.
وبلغت قيمة تلك المساعدات التراكمية خلال الفترة المذكورة نحو 78 مليار دولار، بواقع ثلاثة مليارات دولار سنويا، منها مليار ومائتا مليون دولار على شكل مساعدات اقتصادية، ومليار وثمانمائة مليون دولار هي قيمة المساعدات العسكرية السنوية.
وفي عهد إدارة ترمب اكتسبت العلاقات الاسرائيليه الامريكيه أهميه قصوى وتمكنت إسرائيل من تحقيق جل أهدافها من تلك العلاقة  و يسعى نتنياهو لتتويجها فيما يدور الحديث عن اتفاقية تحالف دفاعية مشتركة بين إسرائيل وأمريكا، ستحصل إسرائيل في إطارها على مظلة دفاعية أمريكية من كافة التهديدات الصاروخية، بما في ذلك التهديدات النووية، كما أن هذه الاتفاقية تُلزم إسرائيل بتنسيق جميع عملياتها العسكرية، وحروبها بشكل مسبق مع واشنطن. وان تحقق ذلك فان نتنياهو سيسوق الاتفاق على انه انتصار لإسرائيل وتحقيق أمنها ووجودها وهذا بحد ذاته يخدم نتنياهو في الانتخابات للكنيست المقرره في ايلول القادم ويحقق لترمب هدفه في كسب اصوات الناخبين الاسرائيليين في انتخابات الرئاسة الامريكية 2020 حيث يطمح ترمب لفترة رئاسية قادمة.