أخر الأخبار
وهم «الأمن» لإسرائيل
وهم «الأمن» لإسرائيل

من المفارقة ان تكون ذريعة الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني و الدول المجاورة هي تحقيق الامن للاسرائيليين في فلسطين المحتلة، بينما الامن في غياب مستمر. فمتى و اين حقق الظلم الامان المستدام؟. الامن بمفهومه الاوسع يشمل الوضع النفسي و الاجتماعي، الراحة و الطمأنينة، و التطلع بتفاؤل للمستقبل و بانسجام مع الغير و مع الذات. 
يشدد « الوسطاء» الاميريكون و الاوروبيون بشكل دائم في تصريحاتهم بان من اهم دعائم الحل المطلوب هو تحقيق الامن لاسرائيل، و يضيف بعضهم انه يجب العمل على التوصل الى تنمية اقتصادية للفلسطينيين. فالفلسطينيون بالطبع غير جديرين بالامن و يكفيهم الخبز و حده !. الجميع يدرك ان اسرائيل غير آمنة و لن تكون ما دامت تحتل ارض الغير و تتعامل بعنجهية مع الشرعية الدولية و تدير وجهها لضمير المجتمع العالمي.
لقد نجحت اسرائيل في امور عدة اهمها بناء كيان تعترف به و تسانده القوى الدولية. شيدت هذا الكيان و زرعته في بيئة اصطناعية و كانت قادرة على المحافظة عليه و الارتقاء به في مناحي متعددة، و لكنها اخفقت في جعله دولة لها استقرارها و ثباتها و حتى حضارتها بالمعنى الفعلي للحضارة. و بالرغم من تفوقها العسكري الهائل فان الامن الاسرائيلي يبقى على كف عفريت، و هذه مفارقة عجيبة يجب ان لاتفوتنا. فمهما كدست اسرائيل من اسلحة و عظمت من ترسانتها فانها تبقى قلقة خائفة تتلفت حولها في كل لحظة و يبقى حلم الامن بعيد المنال.
الا يفكر الفرد الاسرائيلي كيف تكون اعظم دولة في العالم الى جانبه ماديا و عسكريا و معنويا و مع ذلك فهو فاقد للأمن؟ و كيف يمكن له ان يضع على قمة الهرم في تل ابيب اكثر قادته شراسة و تصلبا و خبرة في العنف و لا ينعم بالاستقرار، بل لا زال يعيش في ثكنة كبيرة؟