أخر الأخبار
هاجس الفوز يسيطر على «ترامب»..!
هاجس الفوز يسيطر على «ترامب»..!

يُجمع المراقبون والصحفيون والمتابعون للشأن الاميركي، وبالذات لسلوك وتصرفات وردود فعل الرئيس «ترامب».. بان القرصان أصبح اسير هاجس الفوز، في انتخابات الرئاسة الاميركية المقبلة..
فـ»ترامب» علاوة على انه معروف بعدم اتزانه، وتهوره، ومزاجه المتقلب وبالتالي لا يؤتمن جانبه.. فهو لا يستقر على قرار، الا ان الشان الانتخابي الاميركي اصبح هو البوصلة التي توجهه وتملي عليه ردود فعله..
وزيادة في التفاصيل فهذا القرصان يمثل ويجسد شخصية القرصان «مورجان» في الغرب الاميركي، الذي اشتهر بالاستيلاء على سفن القراصنة الصغار، والاستيلاء على كل ما جمعوه من ثروة.
فالقرصان « مورجان» ابتدع طريقة اميركية جديدة في القرصنة وفي البلطجة الاميركية، تتلخص بتجميع قواربه في اماكن محددة، قرب الشواطىء التي ترسو فيها قوارب القراصنة الصغار بعد عودتهم من مهام النهب والسلب، حتى اذا ما وصلوا منهكين، متعبين، قام مورجان بالاستيلاء على هذه القوارب دفعة واحدة، ما يوفر عليه جهدا كبيرا، ووقتا ثمينا..
المتابع لتصريحات القرصان «ترامب» يعجب لواقعية هذا الرجل، التي لجأ اليها اخيرا.. وهوالمشهور بتهوره، وحبه للانتقام والثار، وتجسيده لشخصية الكابوي واليانكي القائمة على العدوان، والضربة الاستباقية، بعد ان جعلت اميركا من قوتها غير المسبوقة في التاريخ، قوة طاغية، باغية..هدفها اخضاع العالم كله للامركة، وجره من نواصيه، الى مربع الانصياع للاهداف، والاوامر الاميركية.
وبوضع النقاط على الحروف..
فلقد توقع كثيرون -استنادا الى شخصية «ترامب» العدائية، أن يقوم القرصان بالرد على اسقاط الطائرة الاميركية المسيرة، التي اسقطتها الصواريخ الايرانية في بحر الخليج العربي، بضرب ايران ضربات موجعة –كما هدد وتوعد وتدمير منشأتها النووية، وموانئها، وقواتها العسكرية ومراكز تصنيع الصواريخ..الخ..
ولكن الرجل تراجع في الدقيقة الاخيرة –كما اعترف- تراجع عن الحرب، مبررا تراجعه هذا بان خسارة اميركا هي خسارة مادية، فقط طائرة مسيرة لا يتجاوز ثمنها 300»مليون دولار، في حين ان الرد الاميركي سيوقع خسائر بشرية في الجانب الايراني..!!
التبرير الاميركي غير صحيح، وغير مقنع..!!
ولكن الصحيح هو: ان ضرب ايران سيفجر حربا طويلة في المنطقة، وسيجر اميركا وحلفائها الى حرب مفتوحة، لا أحد يعلم متى تنتهي..
وهذا بدوره سيسهم في فشل «ترامب» في الفوز بالرئاسة الاميركية للمرة الثانية، بعد ان وعد الشعب الاميركي، بانه لن يشن اية حروب خلال ولايته، وسيسحب القوات الاميركية من البؤر الساخنة المشتعلة في العالم وخاصة في افغانستان والعراق وسوريا..الخ.
كابوس تورط اميركا في حرب جديدة، وكابوس وقوع خسائر بشرية باهظة في صفوف قواتها، وكابوس عودة التوابيت الى قاعدة «ساندروز» بواشنطن، كما حدث خلال عدوانها على فيتنام، هو الذي دفع «ترامب» الى نزع فتيل الانفجار، والنزوع الى المفاوضات كحل وحيد لاحتواء الازمة، وانهاء التوتر في منطقة الخليج العربي ومضيق هرمز، والحفاظ على تدفق النفط...»20» مليون برميل يوميا الى الالة الصناعية الاميركية والغربية واليابانية والصينية..الخ، ما يحافظ على استقرار الاسعار، واستقرار الاسواق، وانقاذ الاقتصاد العالمي من الوقوع في ازمة كساد مدمر...أين منها ازمة 1929..
باختصار...
نزوع القرصان»ترامب» الى الواقعية السياسية، والنزوع الى المفاوضات لاطفاء الازمة المتفجرة في الخليج العربي،ومضيق هرمز، خيار املاه هاجس الفوز في انتخابات الرئاسة الاميركية المقررة في الخريف القادم 2020..
فالواقعية السياسية ليست سلوكا اميركيا اصيلا لدولة تقدس القوة الباغية، بل هو خيار مرحلي املته الانتخابات الرئاسية القادمة، وقد اصبحت البوصلة التي تقود القرصان « وتملي عليه مواقفه وردود أفعاله..
ولكل حادث حديث.