«صديقك من صدقك» والحقيقة أنه وفي هذا الوقت العسير وفي هذه الظروف الصعبة يجب أنْ نكون صادقين مع الإخوان المسلمين ،وبخاصة «إخوان» الأردن وأنْ نقول لهم وبكل صراحة أنكم إرتكبتم أخطاء فادحة وأنكم لا تزالون تصرون على هذه الأخطاء وتتمسكون بها وتحاولون تبريرها بكل الطرق المنحرفة وأول هذه الأخطاء وأكبرها وأفدحها أنكم لم تحفظوا «الجميل» ولم تحافظوا عليه وأنكم أدرتم ظهوركم للدولتين اللتين احتضنتكم يوم عسرتكم ،يوم إنقلبتم على الرئيس جمال عبد الناصر وانقلب عليكم وطاردكم وطردكم من بلدكم مصر، ويوم «حَمِيتْ» رؤوسكم بإنتصارات «حماس» وإنتصارات «الإخوان» المصريين وعاديتم أولاً المملكة العربية السعودية ثم عاديتم المملكة الأردنية الهاشمية.
أنتم تعرفون أنكم «مرخصون» في الأردن في عام 1955 على أنكم فرعٌ للإخوان المسلمين المصريين وأنَّ كل واحد قبل إكتسابه عضوية جماعتكم قد أقسم ويده على القرآن الكريم بـ»الولاء والطاعة» للمرشد العام الذي هو «إحتكار» أبدي لـ»إخوان مصر» ثم وأنتم تعرفون كذلك أنكم إنحزتم للنظام السوري ضد شعب سوريا وضد إخوانكم هناك الذين يعتبرون حزباً محرماً ومحكوماً على كل من يضبط بتهمة الإنتساب إليه بالإعدام وأن أحد قادتكم قد أخذته العزة بالإثم وهزَّ أردافه طرباً عند تَمهْزأ بشار الأسد وعلى شاشات الفضائيات وأمام كل وسائل الإعلام على شعار :»الأردن أولاً».. وذلك مع أن كل أردني لا يمكن أن يكون وطنياً ولا قومياً ولا إسلامياً ولا أممياً ما لم يضع هذا الشعار في قلبه وما لم يكن هو نهجه السياسي الذي لا يقدَّم عليه أي نهج.
ثم ألم تخطئوا أيها الأخوة الأعزاء عندما أُصبتم بعدوى إنتصار «حماس» على «فتح» شريكتها في الحكم وفي المجلس التشريعي الفلسطيني وعدوى إنقلابها العسكري البائس على السلطة الوطنية الفلسطينية تنفيذاً لـ»أوامر» الوليِّ الفقيه في طهران وأنصياعاً لتوجيهات النظام السوري ورغبة حسن نصر الله فبادرتم إلى رفع شعار :»إننا قادمون» وبدأتم تحاربون النظام الذي بقي يحميكم وبقي ولا يزال يسكت على أخطائكم وتجاوزاتكم؟!!.
إننا يجب أن نقول هذا تصافياً للقلوب وإننا يجب أن نقول أن عليكم أن تصححوا أوضاعكم وأن تتحولوا إلى حركة وطنية أردنية وليس مجرد تابع للإخوان المسلمين المصريين ،الذين أعتبرتهم دولتهم حركة ارهابية، ولا تزالون تقسمون وأيديكم على القرآن الكريم بالولاء والطاعة إلى مرشدهم ومرشدكم العام محمد بديع الذي يحاكم الآن في مصر بتهم لا يمكن أن نجزم بما إذا كانت صحيحة أو غير صحيحة.
..وأيضاً فإنكم تعرفون أيها الأخوة الأعزاء أنكم تعرفون أن حركة «حماس» التي تأخرت عن إنطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة إثنين وعشرين عاماً لم تُشَكَّلْ بإرادة الشعب الفلسطيني وإنما بقرار من التظيم العالمي للإخوان المسلمين الذي كان ينسق مع إيران ومع سوريا والذي كان يستهدف منظمة التحرير ويرفض إعتبارها ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني وحقيقة أن هذا كان ولا يزال ينسجم إنسجاماً تاماً مع محاولات النظام السوري الذي ساهم في إخراج هذه المنظمة وقواتها من بيروت ومن الأراضي اللبنانية وأبعد رئيسها وقادتها عن دمشق لأنهم رفضوا تسليمه قرارهم الوطني المستقل.
لقد رأيتهم أيها الأخوة الأعزاء كيف انحنى رئيس وزراء دولة غزة إسماعيل هنية على يد يوسف القرضاوي ليقبلها سمعاً وطاعة ولقد رأيتم كيف تم حشد أعضاء «حماس» في ساحة الكتيبة في غزة ليرددوا كفرعٍ من «إخوان» مصر قسم الطاعة والولاء ليس لفلسطين ولا لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وإنما للمرشد الأعلى للإخوان.. ثم وها أنتم تستغربون ،ومعكم بعض «الوافدين» الجدد إلى دائرتكم، كيف يعتبر النظام المصري هذه الحركة حركة إرهابية بينما هو مستمر في خوض حرب شوارع ومتفجرات مع «الجماعة» التي تشكل حركة المقاومة الإسلامية وتشكلون أنتم فرعاً لها في فلسطين والأردن.
كيف لا تريدون أن يعتبر النظام الجديد في مصر «حماس» حركة إرهابية وهي مثلها مثلكم فرع من الإخوان المصريين الذين أعلنوا الحرب على هذا النظام وإنْ بإسم :»أنصار القدس» وهي تقاتل الجيش المصري في سيناء وتنسف مقراته وتضرب آلياته ومدرعاته في رفح؟!.. أليس من الأصح والأجدى أن تكون حركة المقاومة الإسلامية حركة وطنية فلسطينية تقف من جميع الأنظمة العربية على مسافة واحدة ولا تحشر قضية الشعب الفلسطيني في الصراع بين أي نظام عربي ومناوئيه الداخليين والخارجيين؟! ثم وهل يعقل أن تعود «حماس» وتعودون أنتم بإعتباركم تتبعون للتنظيم العالمي إلى إيران وهي تحتل العراق إحتلالاً فارسياً غاشماً وهي المسؤولة أولاً وأخيراً عن ذبح الشعب السوري وهي التي إنسجاماً مع مشروعها التوسعي تطوِّق المملكة العربية السعودية بالحوثيين وغيرهم من الجنوب وهي تهيمن على لبنان وهي أنشأت جسراً متقدماً لها على شواطئ البحر الأبيض المتوسط في غزة.. إنني أقول قولي هذا أيها الأخوة الأعزاء وأنا لا أفكر حتى مجرد تفكير بأن تُعتبروا عندنا هنا حركة ارهابية مثلكم مثل «إخوانكم» في مصر وفي العديد من الدول العربية.. إننا ننتظر أن تصححوا أوضاعكم بسرعة وعلى أساس أن التراجع عن الخطأ فضيلة.