أخر الأخبار
“جمال تراست”.. نافذة مالية جديدة توصد في وجه حزب الله
“جمال تراست”.. نافذة مالية جديدة توصد في وجه حزب الله

واشنطن-الكاشف نيوز:شنت أمريكا حرباً جديدة على حزب الله اللبناني مستهدفة نوافذه المالية التي تسهم في دعم الإرهاب وتغذيته، وأمس الخميس، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على "جمال ترست بنك" اللبناني وجميع الشركات التابعة له "ترست للتأمين" و"ترست للتأمين على الحياة" و"ترست لخدمات التأمين" لتسهيله عن علم أنشطة مصرفية لحزب الله اللبناني الإرهابي.
وبعيد القرار سارع "جمال ترست بنك" لإصدار بيان ينفي فيه كل الادعاءات التي استندت "أوفاك" (مكتب مراقبة الأصول الخارجية الأمريكية) بقرارها عليها، مؤكداً التزامه الصارم بقواعد وأنظمة مصرف لبنان والتزامه بالقواعد واللوائح الدولية المتعلقة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب "وهو أمر لا يتساهل المصرف به".
تمويل الإرهاب
البيان الذي أصدره البنك اللبناني يتنافى مع طبيعة عمل المصرف وتغطياته على نشاطات حزب الله ودعمه للإرهاب، ويؤكد ذلك تقرير وزارة الخزانة الأمريكية الذي يقول، إن "جمال بنك ترست" أصبح بمثابة منظمة إرهابية بسبب تقديمه خدمات مالية إلى المجلس التنفيذي لحزب الله، و"شركة القرض الحسن" ومؤسسة "الشهيد" ومقرها في إيران والتي توجه الأموال إلى عائلات الانتحاريين، كما أنها تقدم الدعم المالي إلى العديد من المنظمات الإرهابية في بلاد الشام، بما في ذلك حزب الله والجهاد الإسلامي الفلسطيني، بحسب الخزانة الأمريكية.
وقالت وكيلة وزارة الخزانة لشؤون الاستخبارات المالية والإرهاب، سيغال مندلكر، إن مؤسسات مالية فاسدة مثل "جمال تراست بنك"، تشكل تهديداً مباشراً لسيادة لبنان ونظامه المالي كونه يتمتع بعلاقة طويلة الأمد مع كيان مالي رئيسي في حزب الله.
وتوضح الخزانة الأمريكية، أن حزب الله استخدم البنك لدفع رواتب عملاءه وعائلاتهم، في حين حاول "جمال ترست" إخفاء نشاطاته المالية مع مؤسسة "شهداء"، ويؤكد التقرير، أن هناك تنسيق عميق بين البنك وحزب الله، ويحمل عضو البرلمان اللبناني المنتمي لحزب الله أمين شري مسؤولية إدارة النشاطات المالية بين الحزب و"جمال ترست بنك".
تظليل
واستطرد البيان، أنه عند فتح "حسابات شخصية" مزعومة في "جمال ترست"، عرف مسؤولو القرض الحسن أنفسهم بوضوح للبنك كأعضاء بارزين في الجماعة الإرهابية. ثم قام جمال ترست بعد ذلك بتسهيل استخدام هذه الحسابات لممارسة الأعمال نيابة عن القرض الحسن، حسب البيان.
وتشير الخزانة في تقريرها، إلى أن حزب الله يتطلع دوماً إلى مصالحه ومصالح مموله الرسمي إيران، ويضعها كأولوية، بغض النظر عن تأثير ذلك على مصالح المواطنين اللبنانيين والاقتصاد اللبناني.
وطالبت الخزانة الأمريكية، الحكومة اللبنانية باتخاذ كل الإجراءات لحماية أصحاب الحسابات الأبرياء الذين لم يدركوا أن حزب الله يعرض مدخراتهم للخطر.
وقال مسؤول كبير في الإدارة للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف "لدينا علاقة جيدة جداً مع مصرف لبنان المركزي ولدينا ثقة في أنهم سيتخذون الإجراء الصحيح".
وأضاف المسؤول، أن "هذا يبعث برسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة جادة جداً في عرقلة النشاط الإرهابي".
وأوضح بيان الخزانة الأمريكية، أن الوزارة ستواصل تعطيل النطاق الكامل للنشاط المالي غير المشروع لحزب الله. ومن خلال هذا الإجراء، قام مكتب مراقبة الأصول الأجنبية أوفاك بتصنيف أكثر من 50 من الأفراد والكيانات المنتسبين لحزب الله منذ عام 2017.
ونتيجة لعقوبات اليوم، فإنه يجب حظر جميع الممتلكات والمصالح التابعة لهذه الكيانات في الولايات المتحدة أو في حوزة أو سيطرة أشخاص أميركيين، وإبلاغ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بها.
وتحظر لوائح "أوفاك" عموماً جميع المعاملات التي يقوم بها أشخاص من الولايات المتحدة أو داخل الولايات المتحدة مع الكيانات المستهدفة. وبموجب ذلك، قد يتعرض المخالفون إلى عقوبات أو ملاحقات قانونية.
عقوبات على حماس
وفي بيان آخر، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، الخميس، فرض عقوبات على كل من محمد سرور وكمال عبد الرحمن عارف عوض وفواز محمود علي ناصر ومحمد كمال الأي، لـ"تقديمهم الدعم المالي والمادي والتكنولوجي وخدمات أخرى لحماس".
وقالت الوزارة، إن هؤلاء "نقلوا عشرات الملايين من الدولارات من فيلق القدس التابع لإيران إلى حماس عبر حزب الله في لبنان".
وحذرت الإدارة الأمريكية من أنها "لن تتأخر في محاسبة حماس والقادة الإيرانيين على أعمال العنف التي يرتكبونها"، مضيفةً "وزارة الخزانة ستستمر في تعطيل الشبكات الإرهابية عبر استهداف ممولي تنفيذ أجندة العنف الإيرانية".
وأوضح بيان وزارة الخزانة الأمريكية أن محمد سرور، القاطن في لبنان، يتولى أمر جميع التحويلات المالية بين فيلق القدس وكتائب عز الدين القسام، ولديه تاريخ واسع في العمل في مصرف "بيت المال" التابع لحزب الله، الذي أُدرج عام 2006 على لائحة العقوبات الأمريكية.