المجلس الانتقالي الجنوبي، والذي يشكل حائط الصد أمام المخططات «الإخوانية ــ القطرية» في الجنوب اليمني، أدان العمليتين الإرهابيتين اللتين شهدتهما مديريتا "دار سعد" و"الشيخ عثمان" واستهدفتا نقاطًا أمنية وتجمعات مدنية وأسواق شعبية، بالتزامن مع حملات تحريض واسعة من إعلام تنظيم الإخوان وقطر.
وقال المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، نزار هيثم، في بيان له السبت 31 أغسطس: «في انكشاف واضح للارتباط الوثيق بين العناصر الإخوانية المختطفة للحكومة اليمنية، والجماعات الإرهابية وبعد أقل من ٤٨ ساعة من تطهير العاصمة عدن من جماعات الإرهاب المتدثرة برداء الشرعية، تحركت خلايا الإرهاب الداعشية النائمة في بعض مديريات العاصمة عدن الجمعة الموافق 30 أغسطس 2019، لتنفذ عدد من العمليات الإرهابية، أوقعت عددًا من الإصابات في صفوف رجال القوات المسلحة والحزام الأمني والمقاومة والمواطنين الأبرياء».
وأضاف أن العمليتين الإرهابيتين اللتين شهدتهما مديريتا "دار سعد" و"الشيخ عثمان" واستهدفتا نقاطًا أمنية وتجمعات مدنية وأسواق شعبية، بالتزامن مع حملات تحريض واسعة من إعلام الحكومة اليمنية التي يهيمن عليها حزب الإصلاح، موضحًا أن تحريض إعلام الإخوان «يكشف بجلاء بأن الإرهاب الداعشي والقاعدي هو الوجه الآخر لهذه الحكومة ومؤسساتها المخترقة».
وقال هيثم: «إن المجلس الانتقالي الجنوبي وهو يدين هذه العمليات الإرهابية فإنه يحمل ماتسمى بالحكومة الإخوانية المتدثرة بالشرعية المسؤولية الكاملة عنها، ويؤكد أن الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة الجنوبية ستواصل جهودها في التصدي لعناصر الإرهاب والتطرف ومن يدعمها في أي مكان وزمان من أرض الجنوب»، على حد قوله.
واللافت، أن الهجمات الإرهابية بدأت في النشاط غداة فشل مؤامرة اجتياح العاصمة المؤقتة «عدن» من قبل قوات تنظيمات إرهابية وعناصر إخوانية.
تفاصيل اجتماع الإرهاب
في فبراير الماضي حذر «المرجع» من مخطط ثلاثي «حوثي ـــ إخواني ـــ قاعدي» بدعم قطري لاستهداف الجنوب اليمني، وكشف الموقع عن اجتماع بين قادة ميليشيا الحوثي والتجمع اليمني للإصلاح «إخوان اليمن» وتنظيم القاعدة الإرهابي في صنعاء بدعم وتنسيق قطري؛ من أجل زعزعة استقرار المحافظات المحررة، خاصة في الجنوب اليمني.
وعقد الاجتماع بمنزل وكيل الأمن القومي التابع للميليشيا الحوثي، في العاصمة صنعاء، مطلق المراني «أبوعماد» برئاسة رئيس استخبارات العسكرية للميليشيا «أبوعلي الحاكم» وقيادات أخرى.
وأشارت مصادر إلى أن اللقاء يأتي ضمن الاتفاقات غير المعلنة التي عقدتها الميليشيا الحوثية مع حزب الإصلاح برعاية قطرية خلال الفترة الماضية، والتي أسفرت عن نقل عناصر «القاعدة» من سجن الأمن السياسي بصنعاء إلى مأرب.
وكشفت المصادر المقربة من القيادي الحوثي أبوعلي الحاكم، أن اللقاء بحث قيام عناصر القاعدة بعمليات إرهابية، واستهداف قيادات عسكرية وسياسية وأمنية في المحافظات المحررة.
المناطق التي حررتها قوات التحالف العربي والجيش اليمني من أيدي الحوثيين المدعومين إيرانيًّا، كانت هدفًا مهمًّا لقطر؛ إذ سعت إلى تقويض جهود الحكومة الشرعية في إرساء الأمن والاستقرار في كامل اليمن، فضلًا عن دعم ميليشيات الحوثي، في عمليات التخريب في المناطق المحررة.
تظاهرات إخوانية للإفراج عن الإرهابيين
وفي تحالف معلن بين "القاعدة" و"الإخوان"، خرجت في فبراير 2019 تظاهرات إخوانية؛ للمطالبة بالإفراج عن القيادي في تنظيم "القاعدة" باليمن، «حلمي الزنجي»، وهو أمير التنظيم في مديرية المنصورة بمحافظة عدن، واعتقلته قوات الحزام الأمني قبل عامين عقب فراره من «عدن» صوب «أبين»، وذلك في تأكيد واضح وصريح على علاقة «الإخوان» بالتنظيم الإرهابي، وإثارتهم الفوضى في المناطق المحررة، واستهدافهم التحالف العربي.
وقد عاث «الزنجي»، أمير القاعدة في مديرية «المنصورة» قتلًا وتفجيرًا، فى عدن، وحَوَّلها إلى إمارة داعشية، وبعد قيام قوات الأمن والحزام الأمني بتضييق الخناق عليه فرَّ إلى «أبين»، وتمَّ القبض عليه في مديرية «المحفد»، من قبل رجال المقاومة الجنوبية نهاية مارس 2016، وتم تسليمه لقوات التحالف العربي في 31 مارس 2016.
وشهد تنظيم «القاعدة» حضورًا كبيرًا في اليمن بعد 2011، مستغلًا عدم استقرار الدولة اليمنية، بفعل التظاهرات السياسية التي استمرت حتى سيطرة الحوثيين على صنعاء في 21 سبتمبر2011، وسيطر التنظيم، تحت قيادة قاسم الريمي، المكنى بـ«أبوهريرة الصنعاني»، على العديد من المعسكرات التابعة للجيش اليمني في «حضرموت» و«شبوة»، وغيرها بتواطؤ من «حزب الإصلاح» في اليمن.
علاقة الإخوان بالقاعدة
ولجماعة الإخوان في اليمن علاقات واسعة بكل من تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، فما من منطقة سيطر عليها حزب الإصلاح الذي يُعد الفرع اليمني لجماعة الإخوان، إلا وكان يسبقه تنظيم إرهابي إليها ممهدًا الطريق.
في مطلع العام 2017، أعلن أمير «القاعدة» في اليمن، قاسم الريمي، أن التنظيم قاتل إلى جانب الإخوان، في عدة جبهات كصرواح في مأرب، وبيحان في شبوة، وعدد من جبهات محافظة البيضاء، إضافة إلى جبهات في الجوف وتعز، كما يتعامل «إخوان اليمن» مع معسكرات «القاعدة» في مأرب والبيضاء والجوف كخزان بشري احتياطي، يلجأون إليه عند الضرورة.
وكشف المركز الأمريكي للدراسات أنّ العلاقة بين الإخوان وجميع التنظيمات الإرهابية الأخرى، خاصة "القاعدة"، تتميز بالتعقيد؛ إذ تنطوي على عملية تأثير وتأثر بينهم، فالجماعات تحتاج بالضرورة إلى أموال وتدفقات اقتصادية؛ حتى تستكمل مهامها الموكلة إليها، ويبدو أنّ قطر تقوم بهذا الدور من خلال حزب «الإصلاح»، وهو ما أعلنه «منتدى باريس للسلام والتنمية»، الذي عُقد في 28 مارس العام 2018؛ إذ قدم تقريرًا يتهم قطر بـ«تمويل عناصر القاعدة عن طريق دفع فدية، تظاهرت الدولة الخليجية بأنها بريئة؛ لتحرير السويسرية سيلفيا، في مارس العام 2012، وبالطبع دفعت الأموال بوساطة إخوانية، من خلال عناصر حزب الإصلاح الإخواني.
وفي مايو 2016 اتهم أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، إخوان اليمن بالتحالف مع تنظيم "القاعدة" الذي كان يسيطر على مدينة المكلا قبل أن تطرده منها قوات التحالف العربي والمقاومة اليمنية، وقال قرقاش في تغريدة على "تويتر": «في مدينة المكلا وجدنا أدلة حقيقية وملموسة عديدة للتعاون والتنسيق بين الإخوان والقاعدة»، مضيفًا أن قناعتهم واضحة بشأن «تحالف الانتهازية والإرهاب».
واعتبر مراقبون أن تظاهرات الإخوان تفضح علاقتهم مع الإرهاب، فالحديث عن مزاعم السجون السرية كشفته وقفة احتجاجية لهم، إذ طالبوا بالإفراج عن إرهابيين متورطين في ارتكاب جرائم بشعة ضد مدنيين مسالمين في عدن.