أخر الأخبار
نتنياهو يستبيح حرمات المسجد الإبراهيمي ويستفز مشاعر المسلمين
نتنياهو يستبيح حرمات المسجد الإبراهيمي ويستفز مشاعر المسلمين

الحرم الإبراهيمي هو المعلم الثاني أهميّة للمسلمين والفلسطينيين بعد المسجد الأقصى المبارك، وهو في المرتبة الرابعة من بين أقدس مقدسات الإسلام بعد الكعبة المشرّفة، والمسجد النبويّ الشريف والمسجد الأقصى.
الحرم الإبراهيمي يقع في مدينة الخليل في جنوبها الشرقيّ، جنوب الضفّة الغربيّة في فلسطين. أمّا سبب تسميته بهذا الاسم، فهي تعود لسيدنا إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام، حين هاجر لمدينة الخليل وسميّت المدينة باسمه «خليل الرحمن»، وسميّ الحرم باسمه أيضاً، وذلك قبل أربعة آلاف عامٍ تقريباً.  يضمّ هذا الحرم أضرحة للأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم صلوات الله وسلامه، بالإضافة لزوجاتهم سارّة، ورفقة، ولائقة، وإيليا، وقد دفنوا في مغارة «المكفيلا»، حيث يقال أن النبيّ سليمان قد بنى سوراً حول هذه المغارة حفظاً لقبور الأنبياء، وأنّ الحرم الإبراهيمي قد أقيم فوق هذا المغارة.
أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح  يوم الأربعاء 4/9/2019 ، أن الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة منطقة عسكرية مغلقة بسبب استباحة نتنياهو وزيارته للحرم الإبراهيمي  مما يعتبر ذلك استفزاز واضح لمشاعر المسلمين الذين يعتبرون هذا المكان من الأماكن الدينية المقدسة. والأخطر من الزيارة الاستفزازيّة التي قامَ بها بنيامين نِتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى مدينة الخليل، والحرم الإبراهيمي فيها، هو ردود  الفعل التي لم ترق لمستوى التحديات التي هدف نتنياهو لتحقيقها من زيارته للخليل وكانت ردود الافعال والبيانات باهتة وضبابية  .
فإذا كان نِتنياهو يقوم بهذه الزيارة في أوج معركته الانتخابيّة لكسب المزيد من أصوات اليمين الإسرائيلي، حسب مضمون  البيانات المنددة بالزيارة. حيث لم نشهد احتجاجات ومظاهرات سلمية ضِد هذه الزيارة الاستعماريّة العُنصريّة، خاصّةً أنّها مُقرّرة مُنذ بضعة أيّام، واكتفت السلطة الوطنية الفلسطينية والقوى والفصائل الفلسطينية بإصدار البيانات التي تُدين وتُندّد.
لو كان نِتنياهو يتوقّع مسيرات احتجاجيّة ضخمة ضِد زيارته لتردّد كثيرًا قبل القِيام  بها، ولكنّه كان مُطمئِنًّا بالردود المقتصرة على بيانات التنديد والشجب والاستنكار ،  مثلما كانت عليه ردود الفعل بعد هدم المنازل في صور باهر وصدور قرار تجميد الاتفاقات مع إسرائيل ولم ترقى للتنفيذ وبقيت في خانة رد الأفعال  وكفى الله المُؤمنين شر القِتال.
أهل الخليل الأبطال، الذين أنجبوا الشهداء، ولم يبخلوا مُطلقًا بالدفاع عن عُروبة مدينتهم، وتصدّوا بشجاعةٍ ورجولةٍ للمُستوطنين وقوّات الاحتلال، قاموا بالواجب لوحدهم، ودافعوا عن كرامة أمّة بأكملها، في حُدود قُدراتهم.
نِتنياهو يستعد لضَم الأراضي المُحتلّة، أو الجُزء الأقل كثافةً سُكّانيّةً بالدّرجة الأُولى، ولم نسمع عن خطه استراتجيه لمواجهتها ، هذه الزيارة لنتنياهو  تأتي في سياق دعم الوجود الاستيطاني في قلب مدينة الخليل، وهذا الوجود هو غير قانوني وفق القانون الدولي الإنساني، وهذا الاحتلال يجب أن يزول كما يجب أن يتم تفكيك كل البؤر الاستيطانية، وترحيل المستوطنين عنها».
نتنياهو في اقتحامه للحرم الإبراهيمي ووقوفه إلى جانب تمثال غولدشتاين مرتكب مجزره الحرم الإبراهيمي يؤكد للعالم اجمع ان الاحتلال الإسرائيلي هو احتلال إحلالي وان غلاه المتطرفين الذي على رأسهم نتنياهو يعلن أن إسرائيل دوله يهودية عنصريه متطرفة واختصر ليعبر عن موقف غلاه المتطرفين اليهود بكلمات قليله أن الخليل يهودية حاولوا اقتلاعنا منها ولن يتمكنوا وها نحن قد عدنا وان الحرم الإبراهيمي هو مكان يهودي وهو التصريح  الذي يشكل  استفزازا للمسلمين.
هذا الموقف وهذه التصريحات  لغلاه المتطرفين هو ابلغ رد على كل الذين ما زالوا يراهنون على تحقيق السلام مع إسرائيل وما زالوا يؤمنون بخيار الدولتين ،  تصريحات نتنياهو من  قلب الخليل حيث  حسم قراره وموقفه أن لا سلام إلا بشروط إسرائيليه وان القدس والخليل أراضي يهودية ؟؟؟؟ هل بقي بعد ذلك خيار للسلام.
 زيارة الخليل شكلت مفصلا مهما في مسار عمليه السلام حيث دق نتنياهو آخر مسمار في عمليه التسوية ولم يعد هناك مجالا للمناورة والتلاعب ببيانات وتصريحات وبات الموقف يقتضي ويتطلب قرار وموقف استراتيجي من عمليه السلام الذي بات حلم يصعب تحقيقه وان إسرائيل هي التي تفرض شروطها على ارض الواقع.
وبات لزاما على قياده منظمه التحرير تحديد موقفها من عمليه السلام برمتها وان ترتقي بموقفها وقراراتها لمستوى التحدي الذي فرضه نتنياهو والتي شكلت زيارته للخليل ابعد من دعاية انتخابيه وتحمل أبعاد سياسيه وسيادية على ارض الواقع وشكلت الزيارة دافع للمستوطنين لزيادة الاستيطان والاستيلاء على الأراضي على اعتبار أن الخليل بفعل وواقع.
الزيارة باتت جزءا من السيادة الاسرائيلية وان لم يعلن عن ذلك وإنما هو مضمون الزيارة وما تحمله من أبعاد مستقبلية وما سبق وان صرح به نتنياهو عند افتتاح العام الدراسي وأعلن عن نيته ضم المستوطنات الاسرائيلية للسيادة الاسرائيلية.
لا بد من موقف وقرار حاسم بحيث لم يعد مجديا إصدار قرارات وتوصيات تعتمد على الفعل ورد الفعل ولا يمكن القبول بسلطة بلا سلطة وتحويل السلطة لسلطة تقبيض رواتب ليس إلا وسلطة محاصرة باتفاقات جميعها لصالح الاحتلال وترسيخ وجوده وان الأوان للخروج من هذه الاتفاقات وتحميل الأمم المتحدة  مسؤوليتها وبات هذا الموقف الذي على منظمة التحرير اتخاذه  لمواجهة التحديات الاسرائيلية.