أخر الأخبار
القائمة المشتركة ..قامة عالية
القائمة المشتركة ..قامة عالية

ابدع الفلسطينيون في المناطق المحتلة عام 48 بالوحدة والتلاحم والتوافق ،وحققوا انجازا عظيما وفوزا كاسحا ونصرا مؤزرا ،وهزموا الاحزاب الصهيونية الاشد تطرفا والاكثر يمينية وتشددا وتدينا ، واحتلوا المركز الثالث في الكنيست الاسرائيلي بجدارة وجهد كبيرين ،رغم الضغوطات والتهديد والوعيد والتحريض الذي مارسه ضدهم نتنياهو المدحور ،لكن الجماهير الفلسطينية هناك تعالت على الخلافات الداخلية والتفت حول القائمة المشتركة ،وساندتها بقوة وحققت هذا الانجاز التاريخي ،الذي جعل من الوسط الفلسطيني قوة مؤثرة يحسب لها الاحتلال الف حساب ،وهذا الانجاز غير المسبوق يجب ان يشكل الخطوة الاولى نحو تحقيق الهدف والطموح الاكبر ،ويجب ان يبنى عليه للوصول الى عشرين مقعد في الكنيست القادم، من خلال العمل من الان والاعداد والاستعداد للانتخابات القادمة ،وتوجيه الجيل الشاب لتحقيق النصر الاكبر بعد اربع سنوات ،بزيادة عدد اعضاء الكنيست الفلسطينيين ليصل الى عشرين عضوا وتشكيل كتلة حرجة فولاذية تستطيع ان تغيّر التوازنات السياسية والاداء داخل الكنيست.
مهمات صعبة وتحديات جسام تنتظر اعضاء القائمة المشتركة خلال السنوات القادمة ،ومطلوب منهم التصدي لسياسات التمييز العنصري الاحتلالية ،والدفاع عن حقوق الجماهير الفلسطينية في جميع المجالات ،وحماية المدن والقرى والتجمعات السكانية والسكنية من الهدم والاستثناء وضرورة الاعتراف بها ،وحقوق اخرى كثيرة في العمل وغيرها سياسية واجتماعية وخدمية متعددة .
هذا الانجاز الكبير الذي تحقق ،بفضل الوحدة والتوافق ،يجب ان يتعظ منه ويعتبر المنقسمون في غزة ،ويدركوا بأن الاهداف الوطنية لا تتحقق الا بالوحدة الوطنية ،وان الانقسامات لا تجلب الا الدمار وضياع الحقوق وخسرانها ، وبالتالي ضياع الاوطان.
اثبت الفلسطينيون في مناطق الـ48 وجودهم ولقّنوا المحتلين وعلى رأسهم نتيناهو المهزوم درسا قاسيا ،فهم وآباءهم واجدادهم الذين صمدوا اثناء النكبة وبعدها ،وتمسكوا بارضهم وممتلكاتهم ولم يغادروها ،ووصل عددهم الى ما يقارب المليونين واصبحوا يشكلون قوة بشرية جبّارة لا يمكن تجاوزها او الاستهانة بها ،وتحولوا من شوكة في حلق الاحتلال الى خنجر في خاصرته تدمي جسده ،فهم حماة الاقصى والصخرة المشرفة والقدس الشريف ،والسند الحقيقي لاخوانهم في الجزء الثاني من الوطن المحتل.
النجاح الذي حققوه مفخرة للشعب الفلسطيني والامة العربية والاسلامية ،ولا بد هنا من قول كلمة الحق والانصاف ،والاشادة بدور الاردن الوطني والقومي ازاء الاهل في اراضي الـ48،الذي فتح لهم الجامعات الحكومية والخاصة ،وقدّم لهم المنح والمقاعد الدراسية في مختلف التخصصات العلمية ،وفتح لهم كل الابواب للمرور والعبور الى دول العالم الاخرى ،وأداء فرائض الحج والعمرة ،وغيرها من الاعمال والانشطة المختلفة ،وقد تخرّج من الجامعات الاردنية المئات من الاطباء والمهندسين، وحملة الشهادات الجامعية في مختلف التخصصات الدراسية ،ومنهم الان قيادات سياسية وحزبية تقوم بدور وطني مشرف.
لقد شكّل الفلسطينيون في مناطق الـ48 كابوسا مرعبا للكيان المحتل ،ديمغرافيا وسياسيا واجتماعيا ،مما جعل الاحتلال يهرب الف خطوة الى الامام من فكرة الدولة الواحدة ،واللجوء الى خيار الدولة اليهودية احادية القومية التي تلغي جميع الحقوق لغير اليهود في فلسطين التاريخية.