أخر الأخبار
تطلب الطلاق وأمي تشمت بي
تطلب الطلاق وأمي تشمت بي

السلام عليكم

لا أدري كيف أبدأ لكني أتوقع أن الكثير منكم سيكون قاسيا في رده علي، صدقوني لن تكونوا أقسى مما أمر به الآن من محن رغم أنه مما صنعت يداي. إليكم قصتي و أرجو أن أجد لديكم نصيحة أو مشورة أستطيع إصلاح ما أفسدته. تزوجت زواجا تقليديا: والدتي (سامحها الله) اختارت العروس و ذهبت لبلدنا كي أتزوجها، لكن بعد عقد القران اشترطت علي أمي ألا آخذ معي زوجتي لأمريكا و أم تعيش معها في بيت أهلي لتخدمهم، كنت جاهلًا و حقيرًا و تركتها لهم رغم علمي أم والدتي غفر الله لها و لي كانت سيئة الطباع و ظالمة. المهم أن بعد الكثير من العذاب في بيت أهلي مرضت زوجتي مرضا شديدا بسبب التعب و قلة الغذاء و سوء المعاملة، و كانت حاملا بتوأم، أخبرنا الطبيب أن الحمل خطر على حياتها منذ البداية لكننا رفضا جميعا أن تجهض و مرت الشهور حتى حان وقت الولادة، و بعد 26 ساعة من دخولها المستشفى توفيت، أتدرون ما قالته لي أمي في الهاتف؟ أخبرتني أنها ستجد لي امرأة أخرى لتساعدها في تربية الأبناء! لا أفهم كيف لامرأة أم تكره و تحتقر بنات جنسها! لكن فهمي ذلك جاء متأخرًا جدًا فقد أخذتني العزة بالإثم و تركت لها الطفلين و عشت حياتي. التقيت بفتاة و أؤكد أنني حقًا لا أستحقها: جميلة جدا، و خلوقة و مؤدبة و بريئة و مثقفة و لها مهنة محترمة، بمعنى كما نقول نحن "كاملة من مجاميعه"، و بعد إلحاح غريب مني وافقت على الزواج بي لكنها اشترطت عدم الإنجاب الا بعد ثلاث سنوات لأنها كانت تكمل دراساتها العليا. وافقت على كل شروطها في الدراسة و العمل و الأهل، و أكدت لها أن الطفلين لن يعيشا معنا لأن أمي هي من ستربيهما. عندما أبلغت والدتي عن موضوع زواجي، أزبدت و أرغت و رفضت لأنها تريد خادمة جاهلة أمية تربي أولادي و تخدم الجميع في البيت في بلدي، و ليس إنسانة مثقفة واعية تعيش معي هنا في أمريكا، و ما إن أتممنا الزواج بشهرين حتى اتصلت بي و أخبرتني أنه لدي مهلة شهر واحد لأخذ طفلاي أو ستضعهما بنفسها في الخيرية. صعقت و ذهلت و لم أدر كيف أخبر زوجتي، لكنها أحست بحزني و سألتني، فأخبرتها، ثم جلسنا نفكر في حل لا نظلم فيه أحدا و تلك كانت فكرتها، ثم وافقت أن آتي بالصغيرين الذين أكملا السنتين شريطة أن نتشارك في تربيتهما، و أفهمتني أنها ستساعد في التربية و أني أنا المسؤول الأول عنهما لأنها لن تتنازل عن دراستها أو عملها، فوافقت و في نيتي أن أستعمل معها الحيل حتى تتفرغ لنا جميعا و تترك كل شيء. أحضرت الصغيرين، و رميت بكل الحمل عليها، كلما تهربت من شيء أخبرها أم ذلك عمل النساء و ليس الرجال. كانت تعامل أطفالي بحنان لم أره من أمي التي ولدتني، و كانت تقرأ لهما و تعتني بهما و تعلقا بها تعلقا شديدا، و كانا يرفضان رؤية جدتهما أي أمي في مكالمات الفيديو و يبكيان و يختبئان ورائي أو يهربان من حولي، فأخذت أمي تتهم زوجتي بتحريضها عليها و تولول و تنوح و تذكرني بالمعروف الذي أسدته لي و أني جاحد و أبنائي أولاد حرام ثم بدأت تدعو عليهما بالموت و علينا جميعًا بالمصائب و الأمراض و الكثير من الكلام الخبيث و العياذ بالله. زوجتي لم تكترث لها و هونت عني لكني كنت أفكر كيف أجعلها تجلس في البيت، فصرت أصرخ في وجهها كلما طلبت مني الاستيقاظ باكرًا لاصطحاب الأطفال للحضانة و أقاطعها، و توقفت عن العناية بأطفالي بشكل تام و كلما طلبت مني فعل شيء أخبرها أن تتركهم هكذا لأني كنت أعلم أنها لن تفعل فتضطر لسد مكاني. أصيبت بالإجهاد و تعبت و حاولت مئات المرات أن تذكرني بالوفاء بوعودي لكني رفضت و لا أدري و الله ما الذي دهاني! بل وصل بي الأمر لسبها و سب أهلها و ضربتها عندما حاولت الإلحاح على المطالبة بحقها. أتذكر كيف تجمدت مكانها، و استدارت و نظرت للصغيرين يبكيان خوفا مني، ثم استدارت و دخلت غرفتها و أنا أكيل لها من السب ما ربما لم تسمعه من قبل. اليوم التالي، استيقظت كالعادة، و حضرتهما و أخذتهما للحضانة و توجهت لعملها أو ذاك ما ظننته، لأنني استيقظت بعدها كالعادة و توجهت لعملي، و على الساعة السادسة بعد الظهر، فوجئت باتصال من حضانة الأطفال يخبروني أم آتي لأخذ أطفالي و أننا تأخرنا، غضبت و اتصلت فورا بزوجتي فوجدت هاتفها مغلق، اتصلت مرات كثيرة و اتصلت بالمستشفى الذي تعمل به فأخبروني أنها لم تحضر ذلك اليوم. ذهبت و أخذت أطفالي البيت لأفاجأ أنها عادت و أخذت جميع أغراضها و أوراقها و رحلت. كدت أجن و قلبي يخفق بسرعة، و طفلاي يسألاني عنها، فاتصلت بها ثم اتصلت بوالدها الذي أجابني ببرود و أخبرني أنها في بيته و أنها تريد الطلاق. حاولت الاعتذار حاولت الصلح حاولت توسيط ناس أخيار رفضت حتى مقابلتي و طلبت الطلاق في المحكمة، كنت أترك لها رسائل صوتية أتوسل لها أن تعود لأننا في حاجة إليها و أترك أطفالي يتركون لها رسائل كذلك بأصواتهم الطفولية لعل قلبها يحن لكنها لم تتصل أو ترد علي أبدا، ثم غيرت رقم هاتفها. بعد شهر ستتم معاملات الطلاق المدني ثم سيوثق كخلع في المسجد بعد أن تتنازل عن حقوقها، لكنني أريدها، فوالله لم و لن أجد امرأة برقتها و أدبها و حنانها و أخلاقها أبدا و أعي تماما ما أقول. والدتي تشمتت بي و رفضت الاعتناء بصغاري مرة أخرى و أنا الآن في محنة لا يعلم بها إلا الله. أتمنى من الله أن أجد لديكم نصيحة لكي أعيد بها زوجتي ... و سامحوني على الإطالة.