أخر الأخبار
ترمب .. هل ينجو من العزل؟ !
ترمب .. هل ينجو من العزل؟ !

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يواجه أسوأ أزمة داخلية تهدد اكماله مدة رئاسته الأولى لاستخدامه صلاحياته الرئاسية بالضغط على نظيره الأوكراني من أجل الحصول على معلومات يمكن أن تسيء لمنافسه الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات المقرر إجراؤها في 2020م.
  الرئيس ترمب افلت من ملف التدخل الروسي في الانتخابات وادار بلاده والعالم ضمن سياسة اللعب على حافة الهاوية دون أن يسقط  ، فعزله أو بقاؤه سوف يؤثر بشكل مباشر على حلفائه وإيران ودول أخرى وحروب مشتعلة هنا  واخرى قد تشتعل في اي لحظة  ، وهل عزله سيفك الخناق عن رقبة طهران وحلفائها في الإقليم  وما لذلك من تداعيات على الآخرين؟
الولايات المتحدة دولة مؤسسات  والرئيس لا يملك خيارات كثيرة حال تخلي حزبه عنه، فالتحقيقات التي سربها ضابط الاستخبارات الأمريكية حول المكالمة الهاتفية للرئيس ترمب مع نظيره الأوكراني أدت إلى فتح تحقيق بالواقعة من قبل نواب البرلمان والذي يسيطر عليه الديمقراطيون،  والكل بإنتظار المعلومات ودقتها وهل الرئيس متورط ام أن القصة لا تستحق إكمال الإجراءات،  فقرار العزل يحتاج لموافقة الثلثين من أعضاء الكونغرس .
 بداية..هل اللوبي الصهيوني له مصلحة في مغادرة الرئيس البيت الأبيض بعد أن طرد مستشاره المتشدد جون بولتون واعلانه أمام الجالية اليهودية بأنه لن يضرب إيران بعد أن قدم كل ما في جعبته لإسرائيل وحليفه نتنياهو؟  وهل  يمكن لأعضاء الحزب الجمهوري أن يصوتوا لعزله  حال ثبوت التهمة؟ والجواب في كلا الحالتين ليس في مصلحة ترمب  ولهذا سيكون لمغادرته تداعيات تصيب حلفاءه بالشلل،  فهناك تقارير أن نتياهو يواجه مازقا داخليا وذات الأمر لدى حلفائه في الخليج العربي  ، وقد تتأثر ليبيا واليمن ودول أخرى بعزله،  لكن المستفيد الأكبر تبقى إيران وحلفائها في الإقليم.
  الرئيس ترمب أصدر قرارا بالانسحاب من سورية ولم يتمكن من تنفيذه حتى الآن،  كون إسرائيل لا تريد ذلك ولكي تواصل قصف الحدود السورية مع العراق بحجة منع تدفق السلاح إلى حزب الله ومحاربة الإرهاب،  كما أنه كان يتعجل الانسحاب من أفغانستان  لكنه حتى الآن غير قادر على تنفيذ رؤيته،  ونراه يترنح تحت وطأة الضغوط الداخلية والتي ان تمكن من تجاوزها فإن حظوظه بالفوز في الرئاسة في انتخابات 2020م تبقى محدودة بالنظر إلى انفضاض حلفائه  من حوله وخاصة اللوبي الصهيوني.
الرئيس ترمب انهكته ازماته الداخلية فلا يكاد يخرج من ملف يهدد مستقبله السياسي حتى يدخل في آخر،  وهذا أدى الى اضعافه على مستوى العالم ودفع بالقوى المعادية لواشنطن كي تتمدد في الإقليم،  كما أن افتعاله ازمات مع حلفائه الأوروبيين افقدته الثقة،  وهناك الصين وروسيا اللتان تراقبان المشهد السياسي الدولي وتريدان التحرك حال خروج ترمب من البيت الأبيض،  فالرئيس بوتين لا يخفي مصالح بلاده في كسر شوكة تركيا والاستحواذ على كامل سوريا،  ولا يخفي دوره في إبعاد فرنسا عن ليبيا،  وبعبارة أخرى فإن عزل ترمب سوف يعجل بتغيرات في أعلى سلم قيادات الإقليم وتغيير أولويات السياسة الدولية تجاه ملفات عديدة. 
 واشنطن في عهد ترمب انحرفت عن مسارها الأمني والسياسي في الشرق الأوسط والعالم إلى مستويات غير مسبوقة،  أدت فيما أدت إليه إلى اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل،  واعترافه بالسيادة الإسرائيلية على الجولان ومحاولاته تصفية (الأونروا) وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين  والالتفاف على منظمة التحرير لاسقاط شرعيتها في تمثيل الشعب الفلسطيني،  وانسحب من الاتفاق النووي مع إيران  ومن اتفاقية المناخ  وفرض عقوبات اقتصادية على الصين وروسيا وإيران،  وكاد أن يجر العالم إلى حرب  عالمية ثالثة،   ويبقى السؤال الأهم.. هل يفلت أم يواجه مصيره ويكون ثاني رئيس أمريكي يتم عزله بعد نيكسون؟!.