أخر الأخبار
أطفالنا يتعلمون “الثقافة الجنسية” من الانترنت
أطفالنا يتعلمون “الثقافة الجنسية” من الانترنت

الكاشف نيوز - وكالات

حذر مختصون في مجال الطفولة والأسرة من غياب ثقافة التلقين السليم للثقافة الجنسية لدى الأطفال داخل الوسط الأسري والمدرسة، ما يجعل الشارع ومقاهي الانترنت المصدر الوحيد لتلقي الأطفال معلومات جنسية منحرفة ومشوهة، ويسبب الإدمان على هذه المواقع التي تحولت إلى معول هدم حسب المختصين للفطرة السليمة للطفل الذي يخيل له أنه مخلوق لممارسة الجنس في كل مكان ومع أي شخص، وهو ما تسبب في انتشار ظاهرة زنا المحارم والتحرشات الجنسية والشذوذ وسط الأطفال والمراهقين.

حذر المختص في العلاقات الأسرية ورئيس "مركز العافية للإصلاح الزوجي" الدكتور لحسن  بوجناح لـ"الشروق" من تفشي ظاهرة تلقي الأطفال للثقافة الجنسية في الشارع ومقاهي الانترنت "حيث يقوم بعض المراهقين والشبان بدور المعلم، ويلقنون الأطفال انحرافات ومظاهر جنسية مشوهة، تجعل الطفل مدمناً على المواقع والصور الجنسية التي تجعله أسيرا وعبدا لغريزته الفطرية".

 وقال بوجناح إن ما يتعلمه الأطفال في مواقع الانترنت خطير جدا وأمر لا يتصوره عقل، لأن العديد من المواقع الإباحية تصور للطفل أن الجنس أمرٌ أساسي في الحياة، ويجب ممارسته في البيت والمدرسة والشارع والنادي الرياضي وكل مكان وفي أي وقت، ما يجعل الطفل مهووسا بممارسة الجنس وهذا ما يوقعه فريسة للوقوع في زنا المحارم والشذوذ الجنسي.

وأضاف محدثنا أن الثقافة الجنسية التي يتعلمها الطفل في الشارع من عند أصدقائه أو الأكبر منه سنا، تختصر علاقة الرجل والمرأة في الجنس، حيث يتلقى الطفل معلومات غزيرة ومباشرة عن العلاقة الجنسية، ويلجأ إلى مواقع الانترنت الإباحية لمشاهدة كمّ من هائل من الصور وأفلام الفيديو الجنسية ما يجعل الجنس بالنسبة إليه يساوي المرأة سواء كانت زميلة أو قريبة أو أختاً، وهذا ما يجعل الأطفال والمراهقين يقعون في ممارسة المحظور.

وقال بوجناح إن الطفل يبدأ في طرح بعض الأسئلة الجنسية الفطرية منذ العام الثاني والثالث من عمره، ويبدأ باللعب بأعضائه التناسلية، ما يجعل الأولياء في مواجهة سيل من الأسئلة الجنسية البريئة على غرار طريقة خروج الجنين من الأم، اختلاف الخصائص الفزيولوجية بين الأم والأب، خصائص واختلاف الأعضاء التناسلية بين الذكر والأنثى.. "وعادة ما يتهرب الأولياء على الرد على هذه الأسئلة، وأحيانا يوبِّخون الطفل على طرحها، ما يجعل الطفل يحتفظ بالكثير من الأسئلة الجنسية التي سيجد الإجابة عليها لاحقاً في الشارع وبطريقة خاطئة، وأضاف المتحدث أن الطفل في سن العاشرة وبداية مرحلة المراهقة سيبدأ في طرح العديد من الأسئلة الفضولية عن طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة وحقيقة الزواج والإنجاب، ما يجعله مضطرا إلى الدردشة في هذه المواضيع مع أصدقائه والأكبر منه سنا حيث يتعلم بعض المعلومات الجنسية بطريقة مشوهة وبذيئة.

 

لغة مليئة بالمفردات الجنسية

من جهته أكد المختص في علم الاجتماع الدكتور يوسف حنطابلي لـ"الشروق" أن مصطلحات لغة الشارع "الدارجة" باتت تتضمن العديد من العبارات والإيحاءات الجنسية البذيئة، التي بات الشبان والمراهقون وحتى الأطفال يستعملونها في خطابهم اليومي ويتحدثون بها بشكل متزايد في المدرسة والشارع وحتى داخل البيت، ما يجعل الشارع بمثابة معول هدم لقيم المجتمع والمبادئ الدينية التي طالما ميزت الجزائريين، وقال المتحدث أن الأسرة الجزائرية وحتى المدرسة تعاني من عقدة اتجاه الحديث في المواضيع الجنسية، ما يجعل مهمّة تلقين هذه المواضيع تنتقل إلى الشارع وقرناء السوء، وقال حنطابلي إن الأولياء إذا ما لم تكن لديهم الشجاعة والقدرة الكافية للحديث عن المواضيع الجنسية المقيدة مع أطفالهم، يجب أن يستعينوا بمختصين لمساعدتهم على هذا الأمر.

 

الثقافة الجنسية والمقررات الدراسية

أما رئيسة المرصد الجزائري للمرأة السيدة شائعة جعفري فطالبت بإقحام الثقافة الجنسية في المقررات الدراسية، بما يتناسب مع سن الطفل ومستواه، وذلك بالاستعانة بمختصين وأساتذة يملكون القدرة على التواصل مع التلاميذ وإشباع فضولهم والإجابة الذكية على جميع الأسئلة الجنسية التي يمكن للطفل أن يطرحها، وقالت إن حرمان الأطفال من التلقين السليم للمواضيع الجنسية سيدفع بهم إلى تعلمها من الشارع بطريقة خاطئة، ما يجعلهم عرضة للكثير من المعلومات التي بإمكانها أن تدفع بهم نحو الخطأ والوقوع في المحظور، وانتقدت المتحدثة المساجد التي ترفض أيضا الخوض في المسائل الجنسية ما يجعل الأولياء وحتى الأطفال يعانون من أمية جنسية قد تكون أسبابها وخيمة.