أخر الأخبار
الأردن والكويت.. بحر محبة «لا تُكدّره الدّلاء»
الأردن والكويت.. بحر محبة «لا تُكدّره الدّلاء»

أولا: لم تكن العلاقات الأردنية الكويتية يومًا من الأيام هشّة لهذه الدرجة التي خُيّل لأولئك النفر من المسيئين الذين «ألقوا حجرا في بئر.. لم يدركوا عِظَم ما اقترفوه من إثم» تجاه دولة كانت ولا تزال وستبقى بإذن الله، هي الأقرب الى الأردن في مواقفها المصيرية، و أن الكويتيين في الاردن هم في بلدهم وبين أهلهم وعزوتهم - كما قال جلالة الملك يوم أمس خلال اتصاله مع أخيه سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت- وان «أي اساءة للكويتيين هي اساءة للاردنيين».
لم يدرك المسيئون أن العلاقة الاردنية الكويتية نموذج يحتذى لما يجب أن تكون عليه علاقات الاهل والعشيرة والعروبة، وأن الكويت هي الاقرب لمواقف الاردن السياسية، و الاكثر دعما للقضية الفلسطينية قضية العرب المركزية ، التي يقف الاردن والكويت في «خط الهجوم» الاول المدافع عن قدس الاقداس وفلسطين، في كل المحافل الدولية سياسيا واعلاميا، في وقت تراجع فيها اهتمام دول كثيرة بالقضية الفلسطينية.
ثانيا: العلاقة الأردنية الكويتية.. وبعيدًا حتى عن الكلام العاطفي والمحبة المتجذرة في القلوب - رغم أنف من تزعجهم هذه العلاقة وهذا التنسيق - هي جبل.. لم ولن تهزه رياح المتغيرات في المنطقة والعالم - وللتذكير حتى في أحلك الخطوب والشدائد وأعاصير المتغيرات كانت هناك دائمًا جذور محبة راسخة في أرض الكويت ممدودة نحو الاردن - والعكس صحيح، إدراكًا من الإيمان المطلق بالمصالح المشتركة والمصير الواحد والتوافق الدائم على كافة قضايا الامتين العربية والاسلامية.. جذور رسّخها قادة وشيوخ الكويت منذ راعي الاستقلال سمو المغفور له بإذن الله الشيخ عبد الله السالم الصباح، وصولاً الى «أمير الإنسانية» وعميد الدبلوماسية في العالم سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح، وبدءًا من المغفور له بإذن الله الملك الباني جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه وصولاً الى الملك المعزّز جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين.. لذلك فالعلاقة أقوى بكثير من أن تهزّها استفزازات غير مسؤولة مسيئة ولا تمثل إلا مردديها.
 ثالثا: في الجزء الأكبر من مشهد (الكأس المليئة بالمحبة) فإن ما حصل ربما كان فرصة لإعادة «التأكيد على المؤكّد»، والتعبير عن متانة العلاقات الأردنية الكويتية، ومخزون المحبة المتدفق الذي عبّرت عنه كل ردود الفعل الغاضبة، بدءًا من رأس الهرم جلالة الملك وصولاً الى كل مواطن أردني محب، فشكّل الغضب على الإساءة فرصة للتعبيرعن المحبة المتبادلة لتفويت الفرصة على كل من تسوّل له نفسه، أو يعتقد واهمًا أن بإمكانه تكدير بحر، بل محيط، لا يمكن أن تكدّره دلاء المسيئين.
رابعا: تضرّرنا كثيرًا من إساءات هتافات المدرجات، وهي ظاهرة عالمية وليست محلية وتأخذ صورًا مختلفة من بلد لآخر، لكن هناك دائمًا إجراءات تُتخذ في كل دول العالم.. ولا بد «هنا» من عقوبات مشدّدة وصارمة تقطع دابر كل الهتافات المسيئة بكل صورها وأشكالها المقيتة.