لم يحظ اختفاء الطائرة الماليزية، رحلة رقم 370، منذ نحو اسبوعين بتغطية عادلة من الاعلامين المحلي والعربي. كنا مشغولين بمعارك يبرود والخلاف الخليجي وأزمة القرم والتهديد بحجب الثقة عن الحكومة واشياء اخرى. لكن من تابع مجريات لغز اختفاء طائرة البوينغ 777، كغيره من الملايين، لا بد ان لاحظ ان هناك امرا خطيرا وقصة كبيرة وتفسيرات عديدة ونظريات مؤامرة ارتبطت جميعها بتلك الحادثة الفريدة.
كيف لطائرة مدنية حديثة الصنع ومزودة باحدث الأجهزة الالكترونية ان تختفي عن وجه الأرض، وعلى متنها نحو 230 راكبا، وان تفشل الاقمار الصناعية في رصدها بحيث ان المساحة التي يتم البحث فيها اليوم في المحيط الهندي تفوق مساحة قارة استراليا. اسئلة عديدة لا تزال بلا اجابة: هل تم اختطاف الطائرة من قبل اشخاص على دراية بنظام الملاحة في الطائرة؟ وهل كان للقبطان او مساعده دور في اطفاء جهاز التتبع الالكتروني المتصل بالاقمار الصناعية والذي يحدد مكانها وارتفاعها؟ وكيف طارت الطائرة لنحو سبع ساعات دون ان يتم التقاطها من قبل عشرات الاقمار الصناعية او الرادارات الأرضية؟ هل سقطت في البحر الهندي او في جبال وسط آسيا، ولماذا لم يتم التقاط اشارة الصندوق الأسود حتى الآن؟
نحو 25 دولة تشارك الآن في البحث عن الطائرة المفقودة، في البحر والبر، ولا توجد معلومات مؤكدة عن ما جرى في قمرة القيادة بعد ان انقطع الاتصال بها بعد نحو ساعة من مغادرتها مطار كوالالمبور في طريقها الى العاصمة الصينية بيكين. اذا كان اختفاء الطائرة عملا ارهابيا فمن وراءه؟ ولماذا لم تعلن جهة ما مسؤوليتها حتى الآن؟ وما الهدف من اختطافها ان لم تكن هناك مطالب أو اهداف؟ هل انخفض ضغط الطائرة فجأة بحيث فقد الجميع وعيهم؟ وكيف غيرت الطائرة اتجاهها ولماذا؟
قد لا نعرف الحقيقة ابدا، خصوصا اذا ما تحطمت الطائرة المنكوبة في عرض المحيط الهندي بين استراليا ومدغشقر وغرقت في مياه يزيد عمقها عن سبعة كيلومترات. اما اذا ما تم اختطافها وارغامها على الهبوط في منطقة نائية دون ان تلتقط ذلك رادارات واقمار صناعية مدنية وعسكرية فانه يكشف عن فشل أمني وتقني كبيرين. في كل الحالات يعتبر اختفاء الرحلة 370 اللغز الأكبر في تاريخ الطيران المدني حتى اليوم. هل كان حادثا عرضيا ام مؤامرة ارهابية ما زلنا نعيش فصولها الأولى؟
هي الحادثة الأكثر غرابة وخطورة لما لها من تداعيات على انظمة وبروتوكولات الطيران المدني من جهة وعلى الأمن والسلامة من جهة اخرى. المأساة تكمن في معاناة اهالي الركاب الذي يتعلقون بأهداب الأمل حتى الآن بعد اسبوعين من فقدان الطائرة-اللغز!