في ميزان حسناتك يا دولة النسور ... الان "فهمنا" فقط معنى ... "احراج المملكة" !!
ان الضجيج والهزات الأرضيه التي صدر من مجلس النواب مؤخرا ... ظنه البعض أنها شخير أسلحة نوويه يخبئها الاردن لوقت العوزه ... وكدنا حينها أن نصفق لطوقان ... وقفز ت بنا هذه الهزات البرلمانية بأحلامنا الى ما بعد حدود 1967 بكثير .... والى مرحلة الاسرائيلين الاستجداء للتفاوض معنا ... للسكن بالايجار في صحراء النقب لمدة اسبوعين ... غير قابلة للتجديد .. حيث سيتم الرد على استجدائهم بعد 10 سنوات من العرض!!
اخفى النسوركرت طرنيبه ... "زعرنة الالوان وميزان الرجال" ... عندما قال ان الاحراج هو للمملكة يا اخوان ... وكأنه كان يقول في نفسه ... والله مش حابب احرجكم ... قبل أن يضطر أن يخلع "الكبوت" المكبوت مزمجرا على أرض العبدلي ... ليأكل الأرض والألسنه والطاولة ومن جلس عليها ... فردا فردا!! في الوقت الذي كنا نظن ان الاحراج قد حصل قبل التصويت وبعد حادثة استشهاد الزعيتر .. واذ بالنسور رأي اخر ... حيث الاحراج عنده كان مخبأ لمرحلة ما التصويت .. في ميزان حسناتك مرة اخرى!!
لعبة "المعارضه" والطرنيب بحاجة الى شريك مؤتمن .. لا شريك مزدوج!!
لا يعلم هذا المجلس "المعارض" ... أن النسور يلعب الطرنيب على الطاولة "بشريكين" ... وان المعارضه ليس لها شريك .. سوى الماء ... والدعاء ...والمايكروفون!
نجح النسور في تحقيق حلمه من سلم المعارضه لانه عرف من أين تؤكل الكتف ... فأختار الزمان لا الرجال كشريك.... وقد كانت ابان مرحلة الربيع العربي ... وفي مرحلة مرسي ... لا السيسي!!
نجاح المعارضة بشكل عام في الوطن العربي لن يؤتى عن طريق البرامج والتكتلات ... بل عن طريق استثمار التوقيت السياسي المناسب والوضع الاقتصادي الراهن! ومن هنا نستطيع ان نقول لو لم يأتي الربيع العربي ... لظل النسور يحجب الثقة الى يوم يبعثون ... ولا أطنه كان ليفعلها لانه يعرف كيف يقرأ الكف والكتف قبل أن يأكله!!
المعارضة بحد ذاتها هي ليست بالضرورة من أصحاب من يقولون "لا" ... بل هي ثقافة مجبولة على القناعة الفردية .. نشأ وتربى عليها ... شاهدها وصافحها وتأثر بها ... تؤسس .. لماذا يجب أن يقال "نعم" لهذه السياسة أو ولماذا "لا" ... بغض النظر عن المتغيرات في الرجال والازمان!! ولو المعارضه تنجح عادة ... بالاستراتيجية طويلة المدى تحقق المصلحة العامه ... لا بالتكتيك القصير ... وللمنفعة الشخصية!
الخاتمة: الحكومة لم تنجح ... ولكن "الشعب" الذي فشل!!
في الختام لا يسعني الا ان أشكرك الله ... شكرا ... كثيرا ... مديدا ... مباركا ... متصلا ... نقيا ... صافيا ... غير منقطع ... أن شرف الاردنيين ... ان لا يقرؤا السياسة وفتنتها وقذارتها.... من الكتب والورق بعد اليوم...و ليشاهدوها من العبدلي في بث حي ومباشر ... وكيف تتجمل وتتراقص بين أنامل هذا الرجل ... وكيف تنطق "ثقة" بالاجماع بعد كل هذا الصخب والضجيج ... وشيك اخر مفتوح يتح له ان يرفع عدد اصابع اليد وايام الاسبوع لتصبح 8 بدل 7 ... واسعار النفط العالمي ودرجات الحرارة والاسعار حتى في الدول الاخرى بحرية واريحية!
ما حدث مؤخرا يعطينا درسين مهمين على الصعيد الشخصي والسياسي:
على الصعيد الشخصي:
عندما يقع أحد منا في مأزق كبير لا قدر الله ... وتسمع الصيحات من حولك ... وترى الدموع تجري من مقل العيون ... لا تفرح كثيرا ... فلربما ان معظمها هذه الصيحات قد تعود الى شخص واحد لا أكثر ... وأن الدموع التي تنهمر ... تنهمر ... ضحكا عليك ... لا حزنا عليك!!
واما على الصعيد السياسي:
هيك مجلس .... لهيك حكومة .... وان نجاح الحكومة مؤخرا جاء ليس بالارقام والبرامج والاحصائيات ولكن ... بفشل وتبعثر وتقلب مزاج مجلس الشعب ... ما ينقصنا اليوم هو ثقافه وليس مؤسسه ... الى الان لا زال يجهل مجلس النواب مهامه وهويته .... وبهيك مضبطه كان دائما هيك ختم جاهزه... ولكن يتغير حال الاولى فقط اذا تغير الحال في الثانية ... ولا يسعنا الا ان نقول للاردنيين .. صبر جميل وبالله المستعان .. وللاخرة خير لكم من الاولى!!